فيلادلفيا نيوز
هيام الكناني
تميزت الأمة الإسلامية على غيرها من الشعوب بصفاء العقيدة وشمولها وتكاملها،
ولعل من أبرز سمات هذه العقيدة قاعدته الأخلاقية العريضة الشاملة لكل تصرفات الإنسان وأرتباط هذه القاعدة الأخلاقية بحقيقة الإيمان فهي سلسلة من الحلقات يؤدي بعضها إلى بعض، وبالتالي لا يمكن الفصل بين أجزائها، فالعبادة (وهي الغاية من الخلْق) تحقق حال فهمها فهماً سليماً جملة من القيم الأخلاقية ؛ ولكن القصور في فهم مفهوم العبادة وتضييق دائرتها وحصرها بمفهوم الشعائر التعبدية فقط ادى الى قصور في هذه العبادة ؛ فحين خرج الصدق من دائرة العبادة لم يعد الصدق في حس الناس لازماً ؛ إنما أصبح شيئا جميلاً إن وجد، فإن لم يوجد فلا بأس ! وحين خرجت الأمانة من دائرة العبادة لم تعد لازمه في التعامل إنما هي جميلة إن وجدت في شخص بعينه ، فإن لم توجد فلا بأس ! وحين خرج الوفاء بالوعد من دائرة العبادة لم يعد لازما! إنما هو موعظة جميلة إن وجدت في شخص بعينه، فإن لم توجد فلا بأس !وهكذا خرجت الكثير من القيم والأخلاق الاسلامية وأنحرفت عن مسارها الصحيح ؛ وصار عند الناس إسلام بلا أخلاق ذلك أن الأخلاق وان كانت قيما معنوية ؛ فإنها من جانب آخر سلوك ، وإلا فهي شعارات معلقة في الفضاء لا واقع لها في عالم الحقيقة. وحين كان الدين على حقيقته، كانت مزاياه الكبرى أنه قيم أخلاقية مطبقّة في عالم الواقع في صورة سلوك واقعي، وكانت هذه في حس الأجيال الأولى هي الترجمة الحقيقية لمعنى ( لا إله إلا الله ) وكما علمهم بذلك رسول الله صلى الله عليه واله بمن يعتقد بهذه العقيدة ينبغي ان يكون سلوكه ملتزم بتلك لقيم الأخلاقية فالدين المعاملة ؛ حتى حدث تحول في كيان الأمة حتى عادت الى جاهلية حديثة طمست بصيرة الإنسان و ربطته بالمادة دون الروح وحصرته في محيط حواسه؛ فحصل التكاسل والتسافل والانحطاط حتى باتت الامة الاسلامية تعيش أزمة أخلاق ولعل هذا يعود 1- الجهل 2 – كثرة الذنوب 3- سوء الخلق والاتصاف بأخلاق أعداء أهل البيت (عليهم السلام) 4- سماع الأفكــــــار السيئة والمنحرفة والأخذ بها 5- الإعراض عن الحقّ حتى الوصول إلى الوقوف ضدّه ومحاربته كماجاء في بحث الاستعداد لنصرة المعصوم للمحقق والباحث الصرخي الحسني والذي بدوره دعا ( كل إنسان استغلال عقله الاستغلال الشرعي لأنه على هذا الأساس سيقف بين يدي الله تعالى وسيُسأل عن عقله وما فيه من المعرفة وما ترتب على ذلك من أفعال وأقوال في الدنیا.)
ولاشك أن أعداء الأمة قد حققوا جزءاً كبيراً من مخططاتهم لإضعاف شوكة المسلمين وتخريب عقائدهم وضمائرهم وعلاقاتهم ببعضهم، وكان لذلك أسوء العواقب على مجتمعنا الإسلامي وهذا تصديق لحديثه عليه الصلاة وأتم التسليم عندما قال ” يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر )
ولكن يبقى الخير في الأمة الأسلامية لآن الله قد ضمن حفظ الدين قال تعالى(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وماحركات التجديد والاصلاح التي تحدث عبر التاريخ الا نموذجاً لهذا الحفظ .
سلمت اناملكم
عاشت الايادي حياك
حياكم الله
وفقكم الله استاذة
إن الإسلام كعقيدة وشريعة ,جاء بأخلاق وقيم كلية شاملة تستغرق حياة المسلم ,وسلوكياته الفردية ,وعلاقاته الاجتماعية ووضع لذلك أحكاما وتشريعات تنظم كل أنماط الحياة حتى يضمن حماية الفرد ,والمجتمع من كل انحراف قد يكون له انعكاس سلبي مدمر للفرد والمجتمع الإسلامي .والواقع أن مجتمعنا الإسلامي ظل زمانا طويلا في منأى عن كل الانحرافات الأخلاقية ,والسلوكيات الشاذة ,حتى اجتاحته العلمانية الغربية ,باسم الحرية,والديمقراطية ,والعولمة ,والتجارة الحرة ,وحقوق الإنسان …فبدأت قيمنا الأخلاقية تنهار الواحدة تلوى الأخرى بل تسارع الهدم الأخلاقي حتى أصبحنا نتساءل هل نحن مسلمون؟ ونعيش في مجتمع إسلامي؟ إن تدهور القيم وتحللها وما نتج عن ذلك من تشويه لشخصية الفرد والمجتمع معا ومن تنام للمعاصي والمنكرات لا علاج له إلا بالرجوع إلى الإسلام عقيدة وتشريعا وحكما وتنظيما
سلمت اناملك ولا عدمنا جمال ابداعك
التقاعس والتهاون والتقصير
ليس من صفات المسلم المؤمن ولا من تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على الهمة والإقدام والكفاح والنشاط
موفقين إن شاء الله
بارك الله بكم أستاذة