فيلادلفيا نيوز
تسريع وتيرة النشاط الثقافي والإعلامي، والمراكمة على المنجز..
عمان – أحمد الطراونة
في سعيه إلى تحقيق رؤى الدولة وإستراتيجية إمارة الفجيرة، وبهدي من توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، يقدم مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام نموذجا من الحراك الثقافي الواعي الذي يؤسس لحالة ثقافية وطنية تستند إلى الإرث الحضاري والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
الكعبي الذي أكد في احد حواراته على أن الشباب في دولة الإمارات مطالب بأن يتمثل تجربة زايد في القيادة وكيف استطاع أن يكتب هذا القائد درس الحكمة في الحكم وان يفيض على الجموع بمشاعر الأب حتى تحول الوطن إلى بيت كبير نتنفس فيه شعور الأبناء البررة، هو على رأس هيئة ثقافية وإعلامية مطالبة الآن بأن تقود المشهد الثقافي والإعلامي المستنير والمرتبط بجذوره وارثه الحضاري وليؤكد من خلال ما يقوده من حراك ثقافي على أن الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ما يصبو إليه المواطن الإماراتي والعربي من رعاية ومتابعة للإبداع على الأصعدة كافة.
الحراك الثقافي والإعلامي الذي تقوده الهيئة محليا وعربيا وعالميا يظهر جليا من خلال التنوع الذي يقع على عاتق هذه الهيئة، حيث ترعى المشهد بكل ألوانه انطلاقا من المسرح أصل الفن والإبداع وليس انتهاء بالندوات والمحاضرات والأماسي والبرتوكولات الإعلامية والثقافية التي توقعها الهيئة في سياقات التبادل الإعلامي والثقافي بين المؤسسات المماثلة في عديد الدول الشقيقة والصديقة.
ولعل ما انتهى إليه الكعبي يوم أمس من توقيع بالأحرف الأولى لاتفاق بين واحدة من اعرق المكتبات في العالم وهيئة الفجيرة هو دليل على أهمية ما تقدمه الهيئة وبدعم وتوجيهات من صاحب السمو رئيس الهيئة ليكون هنالك تعاون مشترك ووثيق من أجل الإسهام في نشر المعلومات عن الحياة والثقافة في بلديهما، وذلك من خلال تبادل الكتب وتنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض وأيضا من خلال تبادل الخبراء في جميع فروع علم المكتبات كما تهدف إلى التعاون في مجال تكنولوجيا حفظ الوثائق الورقية وترميمها.
المذكرة التي وقعها حمدان الكعبي مدير عام الهيئة، والدكتور مصطفي الفقي مدير المكتبة، والتي جاءت على هامش مشاركة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بمهرجان الفضائيات العربية المنعقد في القاهرة جرى قبل توقيعها بحث العديد من جوانب الاتفاقية وكيفية تعزيزها وترجمتها على الأرض حيث قاد الكعبي نقاشا موسعا مع الفقي تحدثا فيه عن أهمية ما تقدمه الهيئة على صعيد الثقافة والإعلام وكذلك مكتبة الإسكندرية وعن أهمية التقاء الجهود وتبادل الخبرات والإمكانات من خلال برامج مهمة تخدم الجانبين.
الكعبي الذي أهدى كتاب “سيرة حاكم” وهو أول كتاب ذكي بالفجيرة وأخر إصدارات الهيئة للمؤلف مراد البلوشي لمكتبة الإسكندرية أكد على أن الهيئة لديها قدرات وإمكانات لإقامة أي فعالية ثقافية بالتعاون مع المكتبة.
في حين قدم الفقي كتاب “الجامع الأزهر” لحمدان كرم الكعبي، مع نسخه من تمثال بروميثيوس ويوجد أصل التمثال في ساحة الحضارات بمكتبه الإسكندرية كتعبير من الفقي على أهمية اللقاء وثراء ما دار فيه وما تم الاتفاق عليه.
ويسعى الكعبي الذي تسلم جائزة أفضل قناة إماراتية متطورة خلال فترة قصيرة التي منحت لقناة الفجيرة على هامش مهرجان الفضائيات العربية في القاهرة أن يقدم نموذجا جديدا من خلال مهرجان المونودراما الذي سيقام في بداية العام القادم والذي تم الإعلان عن بدء تقبّل العروض المنافسة للمشاركة في هذا المهرجان العربي الأهم على صعيد مسرح المونودراما، والذي قدم المونودراما العربية بصورة مهمة خلال دوراته التي استمرت على مدار من 15 عاما، واسهم في تقديم العديد من كتاب المسرح من خلال مسابقة النصوص التي يتنافس عليها العديد من كتاب المسرح العرب، خاصة وان الكعبي قد صرح سابقا على أن المهرجان سيقام في موعده خلال شهر فبراير من عام 2018، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الثانية، وتقوم الهيئة حالياً بطرح الأفكار الجديدة لإثراء مهرجان الفنون، والذي سيغطي جميع مناطق الإمارة، وأن الهيئة ستعمل على إيجاد أفكار جديدة للعمل الثقافي والتراثي والفني تسير في خطين متوازيين خط محلي نبحث فيه عن المواهب الوطنية لاكتشافها وتدريبها، وخط خارجي من خلال مشاركات الفرق المسرحية والفنية الدولية.
الكعبي الذي يحمل رؤى كثيرة لتطوير المشروع الثقافي أكد في حوار سابق على أن هنالك العديد من الأفكار الجديدة التي ستقوم الهيئة بتفعيلها خلال الموسم الثقافي والفني الجديد، منها إقامة مهرجان مسرحي للفرق الشبابية الخاصة، وإنشاء جائزة عربية للرواية الشبابية، وإطلاق مهرجان غنائي للأغنية الوطنية على مستوى الدولة، ومن المقرر إطلاق هذا المهرجان خلال احتفالات العيد الوطني المقبل.
وتعمل الهيئة حالياً على إطلاق مهرجان جديد في شهر مارس المقبل، يختص بالشعر النبطي أو الشعبي في الإمارات، وسيتم تطويره في المستقبل، ليصبح مهرجاناً عربياً في شعر العامية. الكعبي أكد على انه تمت إعادة النظر في جوائز التصوير، حيث تم دمج جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي مع جائزة الفجيرة للتصوير الصحفي، ليصبحا جائزة واحدة ذات ملامح وأهداف محددة، وقد حققت الجوائز السابقة نجاحات كبيرة، ونحن نسير على ذات الخط الذي حدده الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. وقمنا ووفقاً لهذه التوجيهات بتدشين أول مركز للدراسات والتوثيق في الفجيرة، ويضم المركز ما يزيد على 15 ألف عنوان من مختلف صنوف العلم والثقافة والفنون والتاريخ، ونسعى لاستقطاب التجارب المسرحية الشبابية من خلال تخصيص مهرجان عربي حافل لمسرحيات الشباب من أصحاب الفرق الخاصة في شكل جديد وتجارب جديدة غير ما تعودنا عليه.
وكانت أعلنت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام عن بدء استقبال الأعمال المسرحية للمشاركة في عروض المونودراما ضمن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الثانية والذي ينطلق تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة في فبراير المقبل بمشاركة عربية ودولية واسعة.
وقال الكعبي أن توجيهات سمو ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد الدائمة والمستمرة لنا وخاصة خلال افتتاح استوديوهات الفجيرة والتي أكد من خلالها أن القيادة الحكيمة للدولة تتطلع لإعلام وطني رائد يرتقي إلى مستوى الإنجازات والتحديات ويشارك بفعالية في عرض ودعم القضايا التي تتبناها الدولة مؤكدا دعم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة للنهضة الإعلامية في الفجيرة وحرص سموه الدائم على المنتج الإعلامي المحلي وتشجيع الشباب على العطاء، هي الرؤية الشاملة التي نسعى لتحقيها.
بقي أن نقول: أن الهيئة التي تبحر في وسط بحر متلاطم الأمواج وتسعى لتحقيق النجاة والحضور لمشروع ثقافي قد أسهمت ولا تزال في تقديم الفجيرة كإمارة حالمة بالوعي والانفتاح على الآخر واستيعاب حضارته.