فيلادلفيا نيوز
حذرت الأمم المتحدة ومسؤولو إغاثة آخرون من أن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى تكثيف تسليم المساعدات للمدنيين في قطاع غزة، لن ينجح في وقف الأزمة الإنسانية المتصاعدة، لأنه لم يطالب بوقف كامل لإطلاق النار.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرًا، ينقل آراء بعض العاملين في الجماعات الإنسانية المعنية بتقديم المساعدات، مؤكدين أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة سيعرقل عملية توزيع المساعدات، خصوصًا في المناطق الشمالية من القطاع، والتي يحتدم فيها القتال.
وينص القرار الذي جرت الموافقة عليه، أول من أمس الجمعة، على تعيين منسق خاص للمساعدات لغزة وإنشاء آلية لتسريع تسليم الغذاء والمياه والوقود والأدوية التي تشتد الحاجة إليها، لكنه لا ينص على هدنة.
وقال مسؤولو الإغاثة إنه حتى لو عبرت مساعدات كافية الحدود، فمن دون وقف إطلاق النار، لن يتمكنوا من توزيعها وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة والغزو البري الذي حوّل معظم الأراضي في غزة إلى منطقة قتال نشطة.
وقالت جيليميت توماس، المنسقة الطبية لمنظمة “أطباء بلا حدود” في القدس: «في الوقت الحالي، لا يمكننا توزيع المساعدات الإنسانية». وأضافت: «هذا أمر مستحيل. يجب أن يتمكن الناس من الحصول على الطعام والماء دون خوف من التعرض للقصف أو القتل أو إطلاق النار في أي لحظة»، متابعة: «نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التحرك داخل القطاع للوصول إلى الناس».
وقال «التصنيف المرحلي للأمن الغذائي» هو أن «أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد موجودة في غزة الآن». في حين اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش إسرائيل هذا الأسبوع بـ«استخدام تجويع المدنيين كسلاح في الحرب».
ويركز القرار الجديد، الذي صدر بعد تأجيلات متكررة بأغلبية 13 صوتًا مقابل صفر، وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، على توصيل المساعدات وليس وقف القتال. ودعا الأطراف المتحاربة إلى «السماح وتسهيل وتمكين توصيل المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق» للمدنيين في غزة و«تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية».
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للإغاثة: «إنه أمر مرحب به، لكن الوقت وحده هو الذي سيحدد الفرق الحقيقي الذي سيحدثه هذا القرار، وأنه يحتاج إلى زيادة المساعدات الإنسانية التي تذهب إلى غزة».
وأضافت: «لا يمكنك تقديم المساعدة الإنسانية تحت سماء مليئة بالغارات الجوية، وهناك القليل جدًّا من المساعدات الواردة».
وقبل الحرب، كان نحو 500 شاحنة تنقل المساعدات يوميا إلى غزة، التي كانت تحت حصار جزئي من إسرائيل، وقالت “الأونروا” إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 200 شاحنة يوميا لدعم السكان. وقطعت إسرائيل جميع عمليات التسليم خلال الأسبوعين الأولين بعد هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ثم استؤنفت بعد ذلك على أساس محدود للغاية، لا يزيد في كثير من الأحيان على بضع عشرات من حمولة الشاحنات يوميا، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وكانت السلطات الصحية في غزة قد أعلنت استشهاد 201 شهيد و368 مصابا في قطاع غزة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 20258 شهيدًا و53688 مصابًا منذ 7 من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.