فيلادلفيا نيوز
نور القرارعة
بين غبار الحياة الكثيف ، والتنهيدات التي تغربلها الحياة كل يوم ، خرج من يحمل همًا ويسقي حُبًا لِيلوِّح بسكينة تُقذف في قلوبٍ ارتعشت خوفًا من مصاعب الحياة ، تعلّمَ الإحسان وفهمه ، ومارسه ، ساعد الآخرين وهو لا يعلم أنه بخفة يده كان يساعد نفسه ، رسم بسمة ، وأنزل دمعة فرح ، وشعر بلمسة شكر.
طالب جامعي ، على مقاعد الدراسة لتخصص الهندسة المدنية في كلية الهندسة التكنولوجية ، بدأت مسيرته في التطوع قبل ثلاثة أعوام ، شغفه وحُبه للتطوع جعل منه شخصًا كرّس حياته للخير وفعله ، شارك بالعديد من الفِرق التطوعية ، ويقول دائمًا ” لم يخلقنا الله عبثا إلا من أجل أن نبحر في ملكوته ، وهنا من أجل تكامل الأدوار، خُلقنا من طينٍ واحدة وجعلنا شعوبًا نتعاون نحو الحق ونعلو بالخير ومن واجبنا تجاه الخالق أن نسير في طريق واحد ونتعاون كـ عصبة واحدة ومن واجبنا تجاه الانسانيه أن نعي مفهوم التطوع ، وهذه هي إحدى مبادئه بالحياة التطوعية “.
وهبه الله عقلًا ، فميّز وعرف كيف يفكر ويروّح عن نفسه ذات الوقت ، لعب الشطرنج فبارك الله في حنكته وحصل على المركز الثالث على مستوى المملكة سنة ٢٠٠٩ ، وتعلّم على يديه ثلّة من المبدعين ، حيث استمر بجهوده وقام بأكثر من ٥ دورات لتعليم أساسيات الشطرنج ، وساعد من أحب أن يفكّر ويلعب الشطرنج.
وهو يقلّب بين صفحات حياته ، سمع آهات طفلًا ، ورأى دمعة في عينين امرأة ، و سمع صرخة مكتومة في صدر رجل ،كانوا هؤلاء مرضى السرطان أو ربما كانوا من الذين فقدوا أعظم نعمة وهي والوالدين لم يمسح على رؤوسهم فقط بل اسكن جوفهم برشفة ماء وخبزة وحبة تمر وشارك بأكثر من ٣٠ إفطار للأيتام ومرضى السرطان .
ومن الجانب الفني كان له دور فاعل ، شارك بالمسرح ووضع بصمة للفن الراقي وأشرف على العديد من النشاطات المسرحية ، أما للتنمية البشرية بطريقة مميزة جدا غيّر من الفكر الجامد للطلاب ، لـ يُليّن عقولهم ونُصحهم في تطوير قدراتهم ومواهبهم .
هو محمد خير معروف العويدي ، خير شباب وطننا الحبيب ومِثالٌ يحُتذى به ، وترفع القبعة وتنحني القامات لهذه الشخصيات العظيمة.