فيلادلفيا نيوز
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السبت رفض حزبه استقالة الحكومة الحالية مشيراً إلى أن على الجميع في لبنان خارج السلطة وداخلها تحمل المسؤولية امام الواقع الخطير الذي يواجهه البلد.
نصر الله وخلال كلمة له في مناسبة أربعينية الحسين علّل ذلك بأنه “لن يكون هناك حكومة جديدة خلال سنة أو سنتين”، مشيراً إلى أن “أي حكومة تكنوقراط لن تصمد طويلاً ومن ينادي بهكذا حكومة سيكون أول من ينادي بإسقاطها”.
وأشار نصر الله إلى أن الحكومة الحالية إذا عجزت عن حل المشاكل الحالية “فلن تستطيع أي حكومة جديدة حلها”، لافتاً إلى أن أي انتخابات برلمانية جديدة ستعيد انتاج المجلس الحالي.
واضاف : “صرخة المتظاهرين المعبرة عن وجعكم ورسالتكم وصلت الى الحكومة قوية جداً”، وقال إن “أهمية التظاهرات انها كانت صادقة وعفوية وتعبر عن غضب الناس”.
وعلى صلة، أكد نصر الله أن لو نزل حزب الله الى التظاهرات “فإن الحراك سيكون في مكان آخر”، ناصحاً المتظاهرين بالانتباه الى حركتهم “ولا سيما عندما تتبنى بعض القوى هذه التحركات.. افصلوا تحركاتكم عن القوى والأحزاب”.
وتابع : “نطلب من المتظاهرين عدم التعرض للممتلكات العامة وعدم التعرض للجيش والقوى الأمنية”، صرح نصر الله.
بالتوازي، أكد نصرالله أنه “عندما يتطلب الأمر نزولنا الى الشارع سننزل ونحن نرفض اي رسوم على الطبقات الفقيرة.. فنحن إذا نزلنا الى الشارع لا نستطيع ان نتركه قبل تحقيق كل المطالب التي ننزل لأجلها”.
واضاف : “قرار نزولنا الى الشارع يعني أن البلد سيسير الى اتجاه آخر وإذا جاء وقته فستجدونا في الشارع”، أعلن نصر الله وشدّد “لن نتخلى عن شعبنا ولن نسمح بإغراق البلد أو يدفع به الى الهلاك ويمزقه”.
هذا ورأى نصر الله أن بعض القيادات السياسية “تتصرف بموقع المتفرج على التل وتتخلى عن مسؤوليتها وتلقي التبعات على الآخر”، مشيراً إلى أن “الوضع المالي اليوم ليس وليد الساعة ولا السنة ولا العهد الجديد ولا الحكومة الحالية.. بل هو نتيجة تراكم عشرات السنين وعلى الجميع تحمل المسؤولية”.
وفي السياق، اعتبر نصر الله أنه “لا يمكن لأحد حكم البلد لعشرات السنين أن يتخلى عن المسؤولية”، موضحاً أن هناك أخطار حقيقية تواجه البلد أبرزها الانهيار المالي والاقتصادي كما يحذر البعض.
وتابع السيد نصر الله لافتاً إلى أن الخطر الثاني هو الانفجار الشعبي نتيجة الممارسات الخاطئة وفرض الضرائب على الفئات الفقيرة، مستشهداً بما حصل خلال اليومين الماضيين والذي “يؤكد أن معالجة المشاكل بالضرائب سيؤدي الى الانفجار”.
كما قال نصر الله إن فرض الضرائب على الواتساب دفع الناس الى الشارع و”هذا مؤشر”، مضيفاً أن “الناس لم تعد تحتمل.. فهناك أزمة ثقة عميقة جداً من الشعب اللبناني باتجاه السلطة”.
وفي الوقت عينه، كشف نصر الله أن هناك خيارات وأفكار تعرض في مجلس الوزراء و”لبنان ليس بلداً مفلساً”، مؤكداً أنه “ليس صحيحاً ألا خيار أمام الحكومة سوى فرض الضرائب والرسوم.. وعلى البعض أن يفهم ذلك”.
“هناك قرارات تحتاج الى جرأة لاتخاذها”، قال نصر الله وأضاف “الممارسات الرسمية تعكس أن التضحية مطلوبة فقط من الفقراء وليس الزعماء والمصارف”.
إلى ذلك، نفى السيد نصر الله أن يكون لدى حزب الله نية بالذهاب باتجاه تصرفات ضد المصارف “فلم نفكر أو يخطر ببالنا تنظيم تظاهرات باتجاه المصارف رغم انزعاجنا من بعضها”.
ورأى نصر الله أن الشعب اللبناني سيقبل بالتضحية اذا كانت مفروضة على الجميع وليس فقط على الطبقات الفقيرة.