فيلادلفيا نيوز
الشارقة – جعفر العقيلي
شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 38 جلسة حوارية بعنوان “عودة الشعر” بمشاركة الشاعرين علي الشعالي وحسن النجار وإدارة معتز قطينة، تناولت غياب الشعر العربي في ظل سطوة وسائل التواصل الاجتماعي والمنافسة الشديدة التي يواجهها الشعر مع القصة والرواية.
وأكد الشعالي أن الشعر حقق مكانة له، وأن هناك مبادرات شجاعة من المؤسسات الحكومية والخاصة لتعزيز وجوده في الساحة الثقافية وسط الفنون الأخرى مثل القصة والرواية، لافتاً إلى أن عودة الشعر ليتبوأ مكانته اللائقة به لا بد أن تكون من الشاعر أو القارئ.
وأردف النجار أنه لا يوجد فن آخر منافس للشعر في هذا العصر، ولا تجوز مقارنة الشعر بالرواية والقصة، كما انتقد النظرة الخاطئة لبعض الذين يعتقدون أن الشعر يقتصر على العرب القدامى، مشيراً إلى أن قوة وجود الشعر ليست بقوة وجود القصة والرواية في الساحة الثقافية.
وتوقف النجار عند أهمية التعليم والمدارس في شرح مفهوم الشعر للطلبة بصورة محببة للشعر تأخذ طابع القصة القصيرة، لافتا إلى ضرورة أن لا ينحصر تلقين الشعر في بحوره وتقطيعه ومفرداته.
وأشار إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشاعر في كيفية الترويج لشعره وإيصاله للناس، وأنه لا ضرر في توظيف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لهذا الغرض.
وشدد النجار على ضرورة تغيير النظرة التقييمية للكتاب من خلال مبيعاته، والتركيز على المحتوى حتى لا يظلم الشاعر والكتاب.
من جانبه قال الشعالي إن الخفوت في الشعر بحاجة إلى دليل وأرقام، وإن المبيعات شيء واحترام الفن وتداوله وتناوله شيء آخر، مضيفاً أن ايقاع الحياة المدنية تسبب في استثقال القارئ لهذا الكم في الشعر أو القصة القصيرة.
وانتقد الشعالي بيئة الشعر التي وصفها بـ”غير الودية” كما هي الآن في مجالس السرد، مضيفا إلى أن هناك مسافة وبعدا وخلافا كلاسيكيا بين أنواع الشعر وأن هذا التنافس الشرس تسبب في إحجام الشاعر ونفور القارئ.
وأكد الشعالي أن الشعور بـ”المحاصرة الذوقية” من الأسباب الرئيسية في إحجام المؤلف والمتلقي عن الشعر، وأن من مهام المنشورات اليوميّة للصحف والمجلات أن تعطي للقارئ نصاً مغايراً يستفز الذاكرة.
وتحدث عما أسماه “النظرة النمطية للشعر والشعراء” قائلا إن النظرة المجتمعية متشككة في الشعر والشعراء، وإن هذه الصورة النمطيّة جعلت الشعر منحصرا في زاوية “غير محببة”.