الأحد , سبتمبر 28 2025 | 5:24 م
الرئيسية / stop / ندوة بمعرض عمان للكتاب تؤكد: الدور الأردني في إسناد فلسطين خيار استراتيجي يقوم على الأمن القومي

ندوة بمعرض عمان للكتاب تؤكد: الدور الأردني في إسناد فلسطين خيار استراتيجي يقوم على الأمن القومي

فيلادلفيا نيوز

أقيمت في معرض عمان الدولي للكتاب بدروته الرابعة والعشرين ندوة حول “الدور الأردني في إسناد الأشقاء الفلسطينيين”، حيث أكد المشاركون أن العلاقة الأردنية الفلسطينية هي امتداد عضوي في الأرض والهوية والمصير، وليست مجرد تقاطع مصالح أو شأن خارجي.

وركزت المداخلات في الندوة التي شارك بها العين عمر عياصرة، والدكتور خالد الشقران، ورمضان الرواشدة، وأدارها إسلام سمحان، على العمق التاريخي للدعم الأردني، والجهود الدبلوماسية الأخيرة لكشف جرائم الاحتلال، واعتبار صمود الفلسطينيين مصلحة عليا للأمن الوطني الأردني.

رمضان الرواشدة

وقدم الرواشدة مداخلته بوصفها “تمهيدية”، مؤكداً أن الموقف الأردني الداعم للفلسطينيين عسكرياً وسياسياً ومالياً واجتماعياً وإنسانياً بدأ في الحراكات الشعبية قبل تأسيس الإمارة، منذ وعد بلفور عام 1917.

وسلط الرواشدة الضوء على التضحيات التاريخية للجيش الأردني الذي كان له الدور الكبير في الحفاظ على القدس الشرقية والضفة الغربية عام 1948، وذكر استشهاد الملك المؤسس عبد الله الأول في المسجد الأقصى عام 1951 دفاعاً عن القضية، وكذلك استشهاد رئيسي الوزراء هزاع المجالي ووصفي التل نتيجة مواقفهما الداعمة.

ولفت إلى أن الملك حسين احتضن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1964، وأن معركة الكرامة انتصرت فيها الإرادة الأردنية الفلسطينية. ووصف قرار فك الارتباط (1988) بأنه خطوة واعية لتعزيز استقلالية القرار الفلسطيني.

وأكد الرواشدة أن جلالة الملك عبد الله الثاني لعب دوراً دبلوماسياً وسياسياً كبيراً مع زعماء العالم في الأشهر الأخيرة، وهو ما أدى إلى سلسلة الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية مؤخراً، بما في ذلك اعترافات بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال.

وشدد على أن الأردن له مصلحة سياسية في قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، لأن هذا يمثل مصلحة عليا للأمن الوطني الأردني. كما أكد على أن الأردن لن يقبل أي ترتيبات لا تصون مصالحه العليا المتعلقة بقضايا الحل النهائي، مثل اللاجئين والقدس والمياه.

وأكد أن من حق الأردن أن يتم تعويضه كدولة لكونه الدولة الأكبر المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، حيث يستضيف 45% من كتلتهم السكانية عالمياً، مع التأكيد على حق المواطنين الأردنيين من اللاجئين في العودة والتعويض.

 

خالد الشقران

ركز الدكتور خالد الشقران على تحليل الأداء الدبلوماسي الأردني بعد أحداث أكتوبر 2023، واصفاً التحرك بأنه اتسم بالجُرأة والاستمرارية.

وأشار الدكتور الشقران إلى الدلالات الجوهرية للتحرك الأردني من حيث جُرأة الطرح في توقيت حرج، معتبرا أن النقطة الجوهرية كانت في وقت لم يكن أحد يجرؤ على معارضة الزخم الهائل المساند للرواية الإسرائيلية.

وأوضح أن جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية تحركت عبر العواصم الفاعلة لتذكير العالم بـ”رواية أخرى”، وأن ما حدث في 7 أكتوبر ليس بداية القضية، بل هو امتداد تاريخي للاعتداءات الإسرائيلية.

ولفت الدكتور الشقران إلى أن جلالة الملك يسجل له أنه “أكثر الزعماء في العالم تحدثاً عن القضية الفلسطينية”، حيث أن القضية حاضرة في كل خطاباته ولقاءاته، وهذا الجهد المستمر أدى إلى إحداث تحول في مواجهة المعلومات المغلوطة التي كانت تُبث لتمويه الرأي العام العالمي.

وصنف الشقران الجهد السياسي الأردني إلى اتجاهين: ترسيخ فكرة حل الدولتين بعدما كادت تُنسى في المجتمع الدولي، ودعم الحشد الدولي لموضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد أن الجهد الإنساني الأردني (بدءاً بالإنزالات الجوية والقوافل البرية) ساهم في “كسر التعنت الإسرائيلي”، مشددا على أن الأردن لم يغفل التنبيه للعالم بأن ما يحدث في الضفة الغربية أخطر مما يحدث في غزة، بما يشمل قضم الضفة والاعتداءات على المقدسات.

العين عمر العياصرة

تناول العين عمر العياصرة في مداخلته مفهوم الأمن القومي الأردني وارتباطه بفلسطين، وحلل ظاهرة التشكيك في الدور الأردني، مؤكدا أن سبب تكرار هذا النقاش هو وجود تشكيك يأتي من الخارج يتعلق بنشأة الدولة وطبيعتها ومن الداخل مرتبط بقوى سياسية يعتاشون على موقفهم من القضية.

وقال إن العلاقة مع القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية أشقاء، بل هي قضية أمن قومي أردني، وأن أي توسع إسرائيلي جغرافياً أو ديموغرافياً يهدد شكل وهويتنا، مما يجعل صمود الفلسطينيين يخدم المصالح العليا للدولة الأردنية.

وأشار إلى أن الخطاب الأردني الرسمي كان متقدماً، وأن خطاب وزير الخارجية أيمن الصفدي في مجلس الأمن كان سقفه أعلى من سقف قطر والسعودية والكويت وتركيا.

وأفاد أن الأردن لم يكتفِ بالسياسة، بل استخدم “الاشتباك السيسيو ثقافي”لإسقاط السردية الإسرائيلية في البدايات.

 

وأوضح أن الانفعال الأردني تجاه الأحداث هو “انفعال ثابت استراتيجي”، وأن رفض التهجير ينبع من إدراك الأردن لوجود “معادلة ديموغرافية حساسة” لا تحتمل قدوم المزيد من الناس من الضفة الغربية.

 

واختتم العياصرة بالتأكيد على أن القيادة السياسية والمؤسسات السيادية تدرك أن العلاقة مع فلسطين هي علاقة مصلحة عليا للدولة الأردنية، وأن الأردن يفكر بذاته وبأمنه أولاً، ويرى أن ذاته مرتبطة بحصول الفلسطينيين على حقوقهم.

وكان سمحان قد استهل الندوة بالترحيب بالحضور، مشيراً إلى أنها تأتي بعد اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة وتداعيات السابع من أكتوبر.

وأشاد بالحراك “الكبير والمهم” الذي قام به الأردن في “تعرية المواقف الدولية” ووضع العالم أمام مسؤولياته، ونوه إلى أن العلاقة الأردنية الفلسطينية لم يتم التعامل معها يوماً كشأن خارجي، بل هي مسؤولية وطنية تتقاطع مع الأمن القومي الأردني.

 

وشدد على أن طلائع الجيش العربي الأردني كانت أول من دخل القدس عام 1948 دفاعاً عنها، وأن الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على وجود فعلي في الضفة الغربية والقدس بعد النكبة.

 

وفي نهاية الندوة، كرم رئيس اللجنة الثقافية لمعرض عمان الدولي للكتاب، جعفر العقيلي، برفقة الدكتور منذ الحوارات المشاركين في الندوة بدرع معرض عمان الدولي للكتاب 2025.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com