فيلادلفيا نيوز
في لقاء ثقافي مع سارة السهيل
– كتاب الأطفال لا يجدون من يروج لأعمالهم
– التلقي الإبداعي والفكري يخفف ويلات حرائق التطرف والإرهاب والتخلف والرجعية
حول معاناة الشعراء والشاعرات والروائيين و الروائيات وبالاخص مبدعي أدب
الأطفال ومن اجل البحث عن حلول عملية لها . كان محور اللقاء الثقافى
الذى اقيم مؤخرا بصالون السعادة الثقافى بالاردن برئاسة الكاتب عادل
الخطيب وأدار اللقاء الكاتب والصحفي الأستاذ محمود الداوود والذى كان
مخصصاً للحديث عن تجربة ومسيرة الكاتبة العراقية ( سارة السهيل ) فى مجال
أدب الاطفال والشعر الا أنها فضلت ان يكون فرصة للنقاش حول المشاكل التى
يعانى منها أدب الاطفال فى النشر.
وفى مستهل اللقاء اكدت الشاعرة ” سارة السهيل” بأن لا نهوض لأية امة
بمعزل عن الفكر وتعاطيه كتعاطي الماء والهواء غذاء للجسد، بينما الثقافة
هي غذاء ارواحنا وتنمية عقولنا واذكاء لمشاعرنا وجوارحنا ارتقاء بالأخلاق
والسمو الإنساني الذي تكفله الثقافة الرفيعة وتنميه بداخلنا كنسيم صيف
بارد في نهار صيف حارق، فما اجمل نسمات التلقي الإبداعي والفكري وهو يخفف
عنا ويلات ما تشهده امتنا من حرائق فكر التطرف والإرهاب والتخلف
والرجعية.
واشارت ” السهيل ” الى أنها عانيت كثيرا كغيرها أيضا من أزمات بالنشر
والتوزيع في ظل تحديات كثيرة فرضتها علينا جميعا حضور الكتاب الرقمي،
اضافة الى ازمة التلقي العربي بفعل انخفاض المقروئية خاصة في السنوات
الأخيرة بفعل تأثيرات ثورات الربيع العربي وما شهدته المنطقة العربية من
صراعات طائفية ومذهبية وسياسية ومحاولات تقسيم وتجويع الشعوب، وهو ما أدي
بالطبع الي تراجع التلقي الإبداعي والفكري لصالح الصراعات السياسية
والحروب في المنطقة التي تبحث شعوبها عن الأمان وتوفير رغيف الخبز.
وقالت : لاشك ان الاديب لا يقف في برج عاجي معزولا عن قضايا امته
الرئيسة، بل هو جزء اصيل منها ويساهم بطريقته في مواجهة تحديات هذه
المرحلة الصعبة التي تمر بها دولنا العربية، غير ان المبدع العربي يقاوم
بسلاح الكلمة ويناهض فكر التشدد والإرهاب الذي أصاب امتنا في مقتل،
بتكريس ثقافة الوسطية الفنون الرفيعة التي تقاوم الموت بالانتصار لحق
الانسان في حياة كريمة اختارها الخالق العظيم ليعيش علي ارضه معززا
مكرما.
وحول تجربتها في الكتابة الأدبية الشعرية منها او الروائية او قصص
الأطفال أوضحت ” السهيل ” قالت : فقد مررت بظروف شديدة الصعوبة في
بدايتها باعتباري كاتبة شابة وغير معروفة في اوساط الناشرين، وكلنا يعرف
ان العالم العربي بعامة يعاني من غياب تبني المواهب الأدبية، لكن اصراري
علي نشر اعمالي من أجل ن تري اعمالي النور بما يحفزني علي مواصلة رحلة
الابداع دفعني دفعا الي تمويل نشر كتبي من مالي الخاص، ناهيك عن أزمات
سبل توزيع الكتب بشكل يحقق للكاتب ما يستحقه من مكانة أدبية تقديرا لجهده
وفكره علي الأقل.
وتسألت ” السهيل ” لماذا اخترت الطريق الصعب وهو الكتابة للأطفال ام ان
الطريق هو الذي اختارني؟ لكن المحصلة النهائية هي ان شرعت للكتابة
للاطفال دونما وجود رعاية من دور النشر ظللت اكافح لأثبت وجودي في هذا
المجال لإيماني بدوره في تنمية النشء الصغير بأهمية القراءة وتنمية خياله
وذوقه ووجدانه، وللأسف فان كاتب الأطفال يصدم في عالمنا العربية بقلة
المقروئية، وكما تشير الإحصائيات فان معدلات قراءة الطفل العربي قليلة
بالمقارنة بالطفل الأوروبي، فبحسب منظمة اليونيسكو فإن الطفل العربي يقرأ
بمعدل سبع دقائق سنويا، خارج المنهج الدراسي، فيما يقرأ الطفل الأميركي
ست دقائق يوميا.
واشارت الى أن كتاب الأطفال لا يجدون من يروج لأعمالهم من ناحية كما
انهم يفتقرون الي وجود نقاد متخصصين ينيرون الطريق ويعملون علي تنميته
واثرائه.
وللأسف ان الساحة الثقافية تتعامل مع كتاب الأطفال علي انهم كتاب من
الدرجة الثانية مقارنة بمبدعي الرواية والشعر، وهو ما جعل الكثير من كتاب
الأطفال يتجهون للكتاب للكبار عبر فضاء الرواية والشعر.
كما أشارت ايضا من خلال تجربتي الأدبية في فنون الابداع من شعر وقصة
ورواية، الا ان الكتابة للطفل تعتبر من أصعب الوان الكتابة الأدبية لانها
تحتاج فهم عقلية وخيال الطفل، ودقة اختيار اللغة التي تناسبه وتخاطبه بها
وتلاءم مراحل عمره حتي يصل الي عمر ال 18 عما ن وكل مرحلة منها لها
خيالها وادواتها القادرة علي التأثير علي الطفل وتنمية مواهبه الارتقاء
به.
ولعله مما ساهم في تعقد الكتاب للأطفال وعزوفهم الأطفال عن قراءة كتبهم
القصص المخصصة لهم رغم احتوائها علي كافة عناصر الاثارة والتشويق
والألوان والاسطورة والألعاب وغيرها، هو تأثرهم بالثقافة الإلكترونية
والألعاب الاليكترونية المختلفة علي الشبكة العنكبوتية وعلي أجهزة
الهواتف المحمولة، في الوقت الذي لم يهتم الأباء والأمهات بغرس قيمة
الاطلاع لدي الصغار والتعامل مع الكتاب كزاد ضرورة الطعام والشراب.
وهنا لا سبيل للنهوض بثقافة الطفل والكتابة اليه بدون دعم المؤسسات
الثقافية الإعلامية المتخصصة علي توفر له أيضا حضوار كبيرا في المكتبات
اسوة بكتب الكبار .
واستطرت ” السهيل ” فى الحديث انه رغم ما نعانيه نحن الكتاب من أزمات في
التعاطي مع دور النشر، الا ان دور النشر نفسها باتت تعاني هي الأخرى من
أزمات مالية طاحنة جعلتها غير قادرة علي القيام دورها الرئيسي في الاقبال
علي الابداع ونشره مثلما كانت تفعل بالماضي بسبب عمليات قرصنة الكتب وما
يتم فيها من سرقة حقوق النشر واعادة طباعة الكتب في دول أخرى وبيعها، مما
يؤثر على إيرادات دور النشر التي تكون قد تكفلت بالدفع للمؤلف والمترجم
والمدقق والإخراج والطباعة.
وهذه الازمة الخطيرة حتي الآن لم تجد حلا عمليا يحفظ حقوق المؤلفين من
هذه السرقات، وانني لأدعو الي ضرورة التوصل الي آلية قانونية عربية توفر
سبلا عملية لملاحقة قراصنة الكتب وتغليظ العقوبات القانونية بحقهم.
وقالت : ان تجارب معارض الكتاب العربية كانت فرص مهمة للتعرف علي القراء
وتعريفهم بتجربتي وكانت هذه الوسيلة الانجح حتي الان في التوصل مع جمهور
القراء، لكنها تظل مناسبات قصيرة، والكاتب في حاجة للتواصل المتسمر مع
جمهوره..
وعموما فان معارض الكتب تظل مناسبة للقاء وتكوين العلاقات العامة اكثر من
فرصة لبيع الكتب التي تواجه في عالمنا العربية أزمات طاحنة .
وللأسف الشديد فان معظم الحكومات ورجال الاعمال يركزون أنشطتهم في
الاستثمار في المشروعات التجارية والاقتصادية والعقارية وما شابه دون ان
يهتموا بالاستثمار في صناعة النشر وتطويرها رغم أهميتها ورغم قدرتها اذا
ما تم تبينها علي تحقيق عوائد مالية مهمة.
وانني لأدعو الحكومات العربية ورجال الاعمال بتخصيص جزء مهم من
استثماراتهم في بناء الانسان العربي عبر دعم مشروعات الابداع والفكر بما
يساعد المؤلف علي مواصلة رحلته في الابداع .
والحقيقة التي نقرها جميعا بأن الشهرة الأدبية التي تسهم في بيع مؤلفات
الكتاب في عالم اليوم لم تعد تأتي نتيجة القيمة الأدبية او الفكرية
لمضمون الكتب، بقدر ما ترتبط بالميديا وتحكمها بذوق القارئ، فكلما كان
القارئ متصل بالفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي كلما اكثر جماهيرية وسط
جمهور الميديا، وذلك دون النظر لأهمية كتبه ومحتواها الإبداعي والإنساني
.
والكاتب العربي لا يمكن له ان يدفن رأسه في الرمال كما النعامة، لكنه يقر
بحقيقة أزمات اقتصادية طاحنة تمر بها بلادنا العربية كلها من المشرق
للمغرب نتيجة تأثيرات الحروب والتفجيرات الإرهابية هنا او هناك وتقلص
الاستقرار السياسي في عدد من الدول العربية، كل هذه الكوارث بالطبع تلقي
بظلال وخيمة على حركة الابداع والنشر والتوزيع للكتب بل ان من يكتب وتنشر
ويوزع في خضم هذه الازمات يعد بطلا حقيقا في الزمان.
واختتمت الشاعرة ” سارة ” اللقاء الثقافي بقصيدة من ديوانها ” نجمة سهيل ” و عدد من قصائدها التي لم تنشر بعد
وفي ختام الندوة كرم الكاتب و السياسي العراقي المعروف نزار بابان الكاتبة سارة السهيل بشهادة تقدير كما أهداها كتابه القيم كوردستان .في لقاء ثقافي مع سارة السهيل
” نجمة سهيل ” وأزمة النشر محور صالون السعادة الثقافى الاردنى
– كتاب الأطفال لا يجدون من يروج لأعمالهم
– التلقي الإبداعي والفكري يخفف ويلات حرائق التطرف والإرهاب والتخلف والرجعية
حول معاناة الشعراء والشاعرات والروائيين و الروائيات وبالاخص مبدعي أدب
الأطفال ومن اجل البحث عن حلول عملية لها . كان محور اللقاء الثقافى
الذى اقيم مؤخرا بصالون السعادة الثقافى بالاردن برئاسة الكاتب عادل
الخطيب وأدار اللقاء الكاتب والصحفي الأستاذ محمود الداوود والذى كان
مخصصاً للحديث عن تجربة ومسيرة الكاتبة العراقية ( سارة السهيل ) فى مجال
أدب الاطفال والشعر الا أنها فضلت ان يكون فرصة للنقاش حول المشاكل التى
يعانى منها أدب الاطفال فى النشر.
وفى مستهل اللقاء اكدت الشاعرة ” سارة السهيل” بأن لا نهوض لأية امة
بمعزل عن الفكر وتعاطيه كتعاطي الماء والهواء غذاء للجسد، بينما الثقافة
هي غذاء ارواحنا وتنمية عقولنا واذكاء لمشاعرنا وجوارحنا ارتقاء بالأخلاق
والسمو الإنساني الذي تكفله الثقافة الرفيعة وتنميه بداخلنا كنسيم صيف
بارد في نهار صيف حارق، فما اجمل نسمات التلقي الإبداعي والفكري وهو يخفف
عنا ويلات ما تشهده امتنا من حرائق فكر التطرف والإرهاب والتخلف
والرجعية.
واشارت ” السهيل ” الى أنها عانيت كثيرا كغيرها أيضا من أزمات بالنشر
والتوزيع في ظل تحديات كثيرة فرضتها علينا جميعا حضور الكتاب الرقمي،
اضافة الى ازمة التلقي العربي بفعل انخفاض المقروئية خاصة في السنوات
الأخيرة بفعل تأثيرات ثورات الربيع العربي وما شهدته المنطقة العربية من
صراعات طائفية ومذهبية وسياسية ومحاولات تقسيم وتجويع الشعوب، وهو ما أدي
بالطبع الي تراجع التلقي الإبداعي والفكري لصالح الصراعات السياسية
والحروب في المنطقة التي تبحث شعوبها عن الأمان وتوفير رغيف الخبز.
وقالت : لاشك ان الاديب لا يقف في برج عاجي معزولا عن قضايا امته
الرئيسة، بل هو جزء اصيل منها ويساهم بطريقته في مواجهة تحديات هذه
المرحلة الصعبة التي تمر بها دولنا العربية، غير ان المبدع العربي يقاوم
بسلاح الكلمة ويناهض فكر التشدد والإرهاب الذي أصاب امتنا في مقتل،
بتكريس ثقافة الوسطية الفنون الرفيعة التي تقاوم الموت بالانتصار لحق
الانسان في حياة كريمة اختارها الخالق العظيم ليعيش علي ارضه معززا
مكرما.
وحول تجربتها في الكتابة الأدبية الشعرية منها او الروائية او قصص
الأطفال أوضحت ” السهيل ” قالت : فقد مررت بظروف شديدة الصعوبة في
بدايتها باعتباري كاتبة شابة وغير معروفة في اوساط الناشرين، وكلنا يعرف
ان العالم العربي بعامة يعاني من غياب تبني المواهب الأدبية، لكن اصراري
علي نشر اعمالي من أجل ن تري اعمالي النور بما يحفزني علي مواصلة رحلة
الابداع دفعني دفعا الي تمويل نشر كتبي من مالي الخاص، ناهيك عن أزمات
سبل توزيع الكتب بشكل يحقق للكاتب ما يستحقه من مكانة أدبية تقديرا لجهده
وفكره علي الأقل.
وتسألت ” السهيل ” لماذا اخترت الطريق الصعب وهو الكتابة للأطفال ام ان
الطريق هو الذي اختارني؟ لكن المحصلة النهائية هي ان شرعت للكتابة
للاطفال دونما وجود رعاية من دور النشر ظللت اكافح لأثبت وجودي في هذا
المجال لإيماني بدوره في تنمية النشء الصغير بأهمية القراءة وتنمية خياله
وذوقه ووجدانه، وللأسف فان كاتب الأطفال يصدم في عالمنا العربية بقلة
المقروئية، وكما تشير الإحصائيات فان معدلات قراءة الطفل العربي قليلة
بالمقارنة بالطفل الأوروبي، فبحسب منظمة اليونيسكو فإن الطفل العربي يقرأ
بمعدل سبع دقائق سنويا، خارج المنهج الدراسي، فيما يقرأ الطفل الأميركي
ست دقائق يوميا.
واشارت الى أن كتاب الأطفال لا يجدون من يروج لأعمالهم من ناحية كما
انهم يفتقرون الي وجود نقاد متخصصين ينيرون الطريق ويعملون علي تنميته
واثرائه.
وللأسف ان الساحة الثقافية تتعامل مع كتاب الأطفال علي انهم كتاب من
الدرجة الثانية مقارنة بمبدعي الرواية والشعر، وهو ما جعل الكثير من كتاب
الأطفال يتجهون للكتاب للكبار عبر فضاء الرواية والشعر.
كما أشارت ايضا من خلال تجربتي الأدبية في فنون الابداع من شعر وقصة
ورواية، الا ان الكتابة للطفل تعتبر من أصعب الوان الكتابة الأدبية لانها
تحتاج فهم عقلية وخيال الطفل، ودقة اختيار اللغة التي تناسبه وتخاطبه بها
وتلاءم مراحل عمره حتي يصل الي عمر ال 18 عما ن وكل مرحلة منها لها
خيالها وادواتها القادرة علي التأثير علي الطفل وتنمية مواهبه الارتقاء
به.
ولعله مما ساهم في تعقد الكتاب للأطفال وعزوفهم الأطفال عن قراءة كتبهم
القصص المخصصة لهم رغم احتوائها علي كافة عناصر الاثارة والتشويق
والألوان والاسطورة والألعاب وغيرها، هو تأثرهم بالثقافة الإلكترونية
والألعاب الاليكترونية المختلفة علي الشبكة العنكبوتية وعلي أجهزة
الهواتف المحمولة، في الوقت الذي لم يهتم الأباء والأمهات بغرس قيمة
الاطلاع لدي الصغار والتعامل مع الكتاب كزاد ضرورة الطعام والشراب.
وهنا لا سبيل للنهوض بثقافة الطفل والكتابة اليه بدون دعم المؤسسات
الثقافية الإعلامية المتخصصة علي توفر له أيضا حضوار كبيرا في المكتبات
اسوة بكتب الكبار .
واستطرت ” السهيل ” فى الحديث انه رغم ما نعانيه نحن الكتاب من أزمات في
التعاطي مع دور النشر، الا ان دور النشر نفسها باتت تعاني هي الأخرى من
أزمات مالية طاحنة جعلتها غير قادرة علي القيام دورها الرئيسي في الاقبال
علي الابداع ونشره مثلما كانت تفعل بالماضي بسبب عمليات قرصنة الكتب وما
يتم فيها من سرقة حقوق النشر واعادة طباعة الكتب في دول أخرى وبيعها، مما
يؤثر على إيرادات دور النشر التي تكون قد تكفلت بالدفع للمؤلف والمترجم
والمدقق والإخراج والطباعة.
وهذه الازمة الخطيرة حتي الآن لم تجد حلا عمليا يحفظ حقوق المؤلفين من
هذه السرقات، وانني لأدعو الي ضرورة التوصل الي آلية قانونية عربية توفر
سبلا عملية لملاحقة قراصنة الكتب وتغليظ العقوبات القانونية بحقهم.
وقالت : ان تجارب معارض الكتاب العربية كانت فرص مهمة للتعرف علي القراء
وتعريفهم بتجربتي وكانت هذه الوسيلة الانجح حتي الان في التوصل مع جمهور
القراء، لكنها تظل مناسبات قصيرة، والكاتب في حاجة للتواصل المتسمر مع
جمهوره..
وعموما فان معارض الكتب تظل مناسبة للقاء وتكوين العلاقات العامة اكثر من
فرصة لبيع الكتب التي تواجه في عالمنا العربية أزمات طاحنة .
وللأسف الشديد فان معظم الحكومات ورجال الاعمال يركزون أنشطتهم في
الاستثمار في المشروعات التجارية والاقتصادية والعقارية وما شابه دون ان
يهتموا بالاستثمار في صناعة النشر وتطويرها رغم أهميتها ورغم قدرتها اذا
ما تم تبينها علي تحقيق عوائد مالية مهمة.
وانني لأدعو الحكومات العربية ورجال الاعمال بتخصيص جزء مهم من
استثماراتهم في بناء الانسان العربي عبر دعم مشروعات الابداع والفكر بما
يساعد المؤلف علي مواصلة رحلته في الابداع .
والحقيقة التي نقرها جميعا بأن الشهرة الأدبية التي تسهم في بيع مؤلفات
الكتاب في عالم اليوم لم تعد تأتي نتيجة القيمة الأدبية او الفكرية
لمضمون الكتب، بقدر ما ترتبط بالميديا وتحكمها بذوق القارئ، فكلما كان
القارئ متصل بالفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي كلما اكثر جماهيرية وسط
جمهور الميديا، وذلك دون النظر لأهمية كتبه ومحتواها الإبداعي والإنساني
.
والكاتب العربي لا يمكن له ان يدفن رأسه في الرمال كما النعامة، لكنه يقر
بحقيقة أزمات اقتصادية طاحنة تمر بها بلادنا العربية كلها من المشرق
للمغرب نتيجة تأثيرات الحروب والتفجيرات الإرهابية هنا او هناك وتقلص
الاستقرار السياسي في عدد من الدول العربية، كل هذه الكوارث بالطبع تلقي
بظلال وخيمة على حركة الابداع والنشر والتوزيع للكتب بل ان من يكتب وتنشر
ويوزع في خضم هذه الازمات يعد بطلا حقيقا في الزمان.
كما أكد الكاتب الاردني اسامة الرنتيسي و رئيس تحرير العرب اليوم و موقع الاول نيوز على ما قالته الأديبة سارة السهيل مشيرا إلى دور الأدب بالنهوض بالطفولة العربية و دور كاتب الاطفال لا سيما مجهودات سارة السهيل في مجال الكتابة للطفل و رعايته و الاهتمام بحقوقه
واختتمت الشاعرة ” سارة ” اللقاء الثقافي بقصيدة من ديوانها ” نجمة سهيل ” و عدد من قصائدها التي لم تنشر بعد
وفي ختام الندوة كرم الكاتب و السياسي العراقي المعروف نزار بابان الكاتبة سارة السهيل بشهادة تقدير كما أهداها كتابه القيم كوردستان .