فيلادلفيا نيوز
كثيرة هي الأعمال الدرامية التي تحل على شاشات الفضائيات العربية خلال موسم شهر رمضان المبارك، لكن قليل منها من يحفر في وجدان وذاكرة المشاهد بعد انقضاء الموسم بحيث لا تترك أثرًا يذكرُ وذلك لغياب الشرط الفني الذي لم تحققه كمادة ترفيهية بالأساس تحمل مضامينَ إنسانية ورسائل فيها من الفائدة الكثير إما من خلال نقدها للحاضر ومحاولة تصويبه أو من خلال رسمها للمستقبل ومحاولة تأثيثه وبناء إنسانه بصورة قدر الإمكان مقاربة للطموح والأمل.
من قال أن الدراما العربية غائبة وها هو المسلسل الدرامي التاريخي “مالك بن الريب” يعرض على شاشة تلفزيون قطر منذ بداية موسم رمضان 2020، المسلسل الذي هو من إنتاج أضخم شركات الإنتاج التلفزيوني في الأردن والشرق والأوسط “مجموعة المركز العربي الإعلامية” والتي حازت منذ تأسيسها عام 1983 على العديد من الجوائز كان أبرزها جائزة الإيمي العالمية حيث ضمّ المسلسل في كافة مراحل إنتاجه نخبة من الكوادر الفنية الأردنية المتميزة، كما ضم عددًا من النجوم الأردنيين اللامعين ليحق لنا القول بأنه عمل أردني بامتياز تمتع بشهرةٍ كبيرة وانتشار واسع منذ ظهور أولى حلقاته على الشاشة ليعد واحدًا من أضخم الأعمال الدرامية التاريخية على الإطلاق، محرزًا بحسب المتابعات، نسبةً عالية من الاهتمام لدى المشاهدين الأردنيين والعرب.
ومن قال أن النجم الأردني ياسر المصري قد رحل وها هو يطل يوميًا عبر الشاشة شاهرًا سيفه في وجه المجاعة والوباء اللذين أحاطا بقومه محصلا نصيب الفقراء من أموال الأغنياء المقترين غاضي الطرف والجيب عمّا يعانيه الناس، فبذلك ها هو ياسر المصري يطل في هذا الموسم على جمهوره ومحبيه في إهاب مالك بن الريب الفارس والشاعر والعاشق الذي انطلق من صحراء قبيلته تميم ليخوض غمار الصعاب والاغتراب عن الأهل في سبيل الحق ورفع الظلم.
وللذين ينعون أو يتباكون على مصير الدراما الأردنية نقول أين هو مسلسل “وادي الغجر”، ومسلسل “سلطانة” المأخوذ عن رائعة الأديب الأردني غالب هلسا، وغيرهما الكثير من روائع الأعمال الأردنية رهينة درج الرقيب لسنوات طوال لا ندري متى يتم الإفراج عنها.
لطالما كان أملنا كبيرًا بأن الدراما الأردنية كثيرًا ما تفاجئنا بأن تخرج من الرماد في كل مرة حالها حال العنقاء كلما أمعن المتباكين عليها والسائلين عن غيابها في تهميشها وطمس هويتها.