فيلادلفيا نيوز
قالت مصادر بالشرطة العراقية ومصادر طبية يوم الأحد إن قوات الأمن فتحت النار على محتجين في بغداد وجنوب البلاد مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وإصابة العشرات، في أحدث فصول العنف وسط اضطرابات مستمرة في بغداد ومدن جنوبية منذ أسابيع.
واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أوائل أكتوبر تشرين الأول واتسع نطاقها لتصبح أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وتفيد إحصاءات رويترز كما أفادت مصادر أمنية وطبية بمقتل ما لا يقل عن 339 شخصا.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الصحة قوله يوم الأحد إن 111 شخصا قتلوا منهم محتجون وأفراد من قوات الأمن دون أن يوضح توزيع العدد بينهم أو يحدد الفترة الزمنية. وهذا أول إحصاء رسمي تصدره الحكومة منذ 25 أكتوبر تشرين الأول.
وأفاد تقرير حكومي الشهر الماضي أن 157 قتيلا سقطوا في الأسبوع الأول من أكتوبر تشرين الأول. وتوقفت الاحتجاجات بعد ذلك واستؤنفت يوم 25 أكتوبر تشرين الأول.
ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يقولون إنها فاسدة وتخدم قوى أجنبية بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم.
وفي الناصرية، استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين تجمعوا أثناء الليل على ثلاثة جسور.
وقالت الشرطة ومسؤولون في مجال الصحة إن ثلاثة أشخاص قتلوا وقالت مصادر في مستشفى إن شخصا آخر فارق الحياة في وقت لاحق متأثرا بجروح جراء طلقات رصاص في الرأس.
وأضافت المصادر أن أكثر من 50 آخرين أصيبوا في اشتباكات بالمدينة معظمهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.
وذكرت مصادر بالشرطة ومسعفون أن قوات الأمن قتلت أيضا ثلاثة من المحتجين على الأقل وأصابت أكثر من 90 عندما أطلقت الرصاص الحي لتفريق احتجاجات قرب ميناء أم قصر المطل على الخليج والقريب من مدينة البصرة.
وكان المحتجون قد احتشدوا لمطالبة قوات الأمن بفتح الطرق المحيطة بالميناء والتي أغلقتها القوات الحكومية لمنعهم من الوصول لمدخله.
وميناء أم قصر هو أكبر ميناء للسلع الأساسية في العراق ويستقبل شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر لبلد يعتمد كثيرا على المواد الغذائية المستوردة.
وفي بغداد، قالت الشرطة ومصادر طبية إن اثنين من المتظاهرين قُتلا أثناء مظاهرات ليلية في شارع الرشيد بوسط المدينة عندما استخدمت الشرطة الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين.
واندلعت الاحتجاجات مجددا في شارع الرشيد يوم الأحد عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من محاولة الوصول إلى الطريق المؤدي للبنك المركزي. وقالت الشرطة ومصادر طبية إن 15 محتجا على الأقل أصيبوا بجروح.
وقال مصدران طبيان إن السلطات الطبية أجلت الرضع والأطفال من مستشفى في وسط الناصرية خلال الليل بعد أن انتشر الغاز المسيل للدموع في أروقتها.
اشتباكات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين ضد الحكومة في بغداد يوم 23 نوفمبر تشرين الثاني 2019. تصوير: ثائر السوداني – رويترز
وأضافت المصادر أن الاحتجاجات استمرت في الناصرية يوم الأحد بما شمل إضرام النار في بعض المكاتب الحكومية.
وفي البصرة، قالت الشرطة إن مئات المحتجين أضرموا النار في إطارات وأغلقوا بعض الطرق مما منع موظفين حكوميين من الوصول لمكاتبهم.
وأضرم المحتجون النار في سيارة للشرطة بوسط المدينة. وقال مراسل لرويترز إن 35 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح من الرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع التي ألقتها قوات الأمن عليهم.
وذكرت مصادر طبية وأمنية أن قوات الأمن العراقية أصابت ما لا يقل عن 24 شخصا خلال الليل في مدينة كربلاء إثر فتحها النار على المحتجين لمنعهم من الوصول لمقر الحكومة المحلية.