فيلادلفيا نيوز
بقلم الاستاذ الدكتور ابراهيم الجراح/ الجامعة الأردنية.
في عام 1999، أنهيت دراستي الثانوية بمعدل 81.2، وهو معدل عالي في ذلك الوقت. “طبعا هذا المعدل عالي بهذاك الوقت واكيد اسمعتوا بسؤال النملتين بالرياضيات، هذا السؤال كان لحاله قصه”.
ولكن يبقى السؤال الأبرز: ما هو التخصص الجامعي المناسب لي؟
كان معدلي دائمًا فوق الـ 90 من الصف الأول وحتى الصف الأول الثانوي، وكان والدي رحمه الله دائم الأمل في أن أدرس الطب، مكررًا عبارته الشهيرة في كل جلسة: “إبراهيم بده يقرأ طب”. وعندما رأى معدلي قال لي: “شو بطلعك يابه، اقرأ وأنا معك لآخر نفس”.
مع ذلك، لم يكن الالتحاق بكلية الطب خيارًا متاحا بسبب ارتفاع تكلفته، ولم تكن هناك منح دراسية متوفرة لي في ذلك الوقت، ولكن بمعدلي، كان ذلك شبه مستحيل آن معدل دخول هذا التخصص في ذلك الوقت كان مرتفع.
قدمت على الجامعة ونصحني والدي بالتقديم على جامعة اليرموك أو جامعة العلوم والتكنولوجيا لقربهما وانخفاض تكلفة المواصلات.
اخترنا قائمة التخصصات التي تناسب المعدل وركزنا على المواد العلمية، وبفضل الله، تم قبولي في تخصص الفيزياء بجامعة اليرموك..
في اليوم الأول من الدراسة بالصدفة، قابلت الأستاذ مقبل رحمه الله، أستاذي في الفيزياء في المدرسة، الذي حثني على الجد والاجتهاد قائلاً: “يا إبراهيم، بدنا نصير زملاء، شد حيلك، الفيزياء بدها قراية”.”.
ومع ذلك، لم يكن تخصص الفيزياء محببًا لي، خصوصًا وأن أخي وأختي كانا قد درسا الفيزياء.
في أول يوم دراسة ذهبت لقسم علوم الحاسوب، “طبعا معدل دخول الحاسوب كان 92″، وكان نفسي ادرس حاسوب خصوصا كنت مغرم بالحاسوب من الصف العاشر من حصة الحاسوب، طبعا رئيس القسم حكالي: “بتقدر تحول بس بدك تجيب معدل جيدا جدا وتاخذ 36 ساعة معتمده”.
رحنا انا ووالدي على رئيس القسم وحكاله ابراهيم بده يحول حاسوب شو بتنصحنا، حكالنا شو المواد الي لازم ناخذها والخطة الي امشي عليها، وفعلا اخذت المواد اللازمة وقطعت 36 ساعة وجبت والحمدالله معدل الجيد جدا مرتفع حوالي 80، وقدمت طلب التحويل بعدها وضليت على اعصابي استنى، والحمدالله طلعت نتائج التحويل وطلعلي حاسوب وطبعا كان شعور لا أستطيع وصفه.
رجعنا على الوالد وحكيناله وانبسط وقلي يله الكره بملعبك بدنا معدل وبالتوفيق.
وبعد ذلك درست في تخصص علوم الحاسوب، وتخرجت بمعدل عالٍ، على الرغم من فقدان بعض الساعات بسبب التحويل. بعد التخرج، ونظرًا لعدم توفر فرص عمل كافية، فكرت في متابعة دراستي في مرحلة الماجستير. اقترضت رسوم الفصل الأول وتقدمت لأكثر من جامعة، واخترت في النهاية أن أكمل دراستي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
أمضيت ثلاث سنوات في الدراسة والعمل بالتوازي، حيث عملت معلمًا للحاسوب في مدرسة المزار الثانوية للبنين، وهي المدرسة التي تخرجت منها. تخرجت من الجامعة وحصلت على درجة الماجستير بعلوم الحاسوب نظم المعلومات. ولم أكتفي بذلك، فقد ظل هدفي هو الوصول إلى درجة الدكتوراه. سنحت لي الفرصة بعد الماجستير لتولي وظيفة مشرف مختبر في الجامعة الأردنية، حيث قضيت أربع سنوات وتنقلت بين عدة وظائف، حتى أرسلتني الجامعة الأردنية لإكمال دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية.
أنهيت الدراسة في أربع سنوات وعدت إلى الجامعة الأردنية في عام 2014، حيث عملت أستاذًا مساعدًا وحصلت على رتبة الأستاذ المشارك ورتبة الأستاذ في فترة قياسية نتيجة نشر أكثر من 140 بحثًا في المجالات العالمية. وقد تم تصنيفي في قائمة كلاريفيت اناليتيكس من بين المؤثرين في الذكاء الاصطناعي ونسبتهم 1%. كل هذا كان بسبب إصراري ورغبتي على متابعة هذا التخصص.
نصيحتي لطلاب التوجيهي: “اتبعوا شغفكم ورغباتكم وستصلون لأهدافكم يومًا ما بتوفيق من الله. والأهم من ذلك، الرضا بما تحققوه، وسعادتكم هي ما يهم أهلكم واحبائكم”.
اتمنى لجميع الطلاب التوفيق والنجاح وتحقيق مايريدون.
#التخصصات #الجامعية
#القبول #الموحد
#الرغبة #التركيز #على #الهدف
#العمل #الجادة
#التعليم #العالية
#التوجيهي