فيلادلفيا نيوز
رجحت مصادر سياسية خاصة في عمان، عودة العلاقات الأردنية القطرية إلى سابق عهدها في القريب العاجل.
وقالت المصادر القريبة من دوائر صنع القرار السياسي في الأردن، إن ‘قرارا سياديا وشيكا سيصدر، ويقضي بعودة التمثيل الدبلوماسي بين الأردن وقطر’.
وجاءت هذه الأنباء، بعد أيّام على زيارة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الى العاصمة الأردنية، وتقديم دعم اقتصادي من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة الهاشمية، يقدر بنصف مليار دولار، فضلا عن توفير عشرة آلاف فرصة عمل في الدوحة لشبان أردنيين.
وكان الشيخ تميم أرسل رسالة شفوية مع وزير خارجيته إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني، وصفت بالدافئة، وفق مصادر أردنية مطلعة.
وكان لافتا عبارات الإسناد القطري في البيانات الرسمية التي أثنت على ‘الدور الأردني الصلب من القضية الفلسطينية’، وتمسك العاهل الأردني بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وكان لافتا أيضا الاتصال الذي أعلنته صحفٌ قطرية عشية عيد الفطر المبارك، والذي جاء فيه أن الشيخ تميم تبادل مع العاهل الأردني التهاني عبر اتصال هاتفي.
ولم تمض ساعات حتى أصدر الديوان الملكي الأردني بيانا قال فيه إن ‘الملك تبادل التهاني الجمعة عبر اتصالات هاتفية مع عدد من القادة العرب، ومنهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمناسبة عيد الفطر’.
وقال ساسة أردنيون إن ‘استضافة الأردن لوزير الخارجية القطري والإعلان عن قبول المساعدة القطرية، يعني أن ثمة قرارا بعودة المياه إلى مجاريها’.
وقال مسؤول أردني فضل عدم نشر اسمه، إن ‘المساعدة القطرية كانت واضحة ومباشرة وأفضل بكثير من المساعدة السعودية والإماراتية، التي أقرت في قمة مكة الأخيرة’.
واستثنى المسؤول من ذلك المساعدة الكويتية التي قال إنها ‘تعبر عن مدى حرص الكويت على استقرار الأردن’، ولم يقدم أي معلومات عن قيمة المساعدة الكويتية، التي أشار أيضا إلى أنها ستكون منفصلة عن مساعدة مكة.
وكان العاهل الأردني زار في اليوم التالي لقمة مكة العاصمة الكويتية والتقى أميرها.
وقال المسؤول الأردني إن ‘المساعدة السعودية والإماراتية كانت دون المستوى ودون المأمول وحتى اللحظة لا نعرف متى ستصل وكيف سيتم توزيعها’.
يشار إلى أن الأردن اضطر مع بداية الحصار على قطر إلى تقليص التمثيل الدبلوماسي معها، نتيجة ضغوطات سعودية وإماراتية.
ووفقا لمسؤولين أردنيين، فإن أبو ظبي والرياض طلبت من عمان قطع العلاقات بشكل نهائي مع الدوحة وإغلاق السفارة القطرية في عمان وطرد أكثر من ألفي قطري يدرسون في الجامعات الأردنية، لكن عمان لم تستجب إلى المطالَب المذكورة.
واقتصرت الاستجابة الأردنية على الطلب من السفير القطري في عمان بشكل ودي مغادرة المملكة، مع الإبقاء على عمل السفارة القطرية وكبار موظفيها، وإغلاق مكاتب قناة الجزيرة.
وشهدت العلاقات الأردنية القطرية تقاربا لافتا في الآونة الأخيرة، وبرز ذلك في الزيارة التي أجراها شقيق العاهل الأردني قبل أسابيع إلى الدوحة ولقائه أمير قطر، إضافة إلى ما شهدته الفترة السابقة من زيارات متبادلة لرجال أعمال قطريين وأردنيين إلى الدوحة وعمان، وتدشين خط ملاحة يربط مدينة العقبة الساحلية جنوب الأردن في الدوحة.
والتقى مسؤولون أردنيون وقطريون الشهر الماضي في العاصمة عمان، وبحثوا زيادة أعداد الطلبة القطريين في الجامعات الأردنية. (عربي 21)