فيلالفيا نيوز
أعلنت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي، الاثنين، أن مجلس الأمن سيجري خلال هذا الأسبوع نقاشا بشأن مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، على أن يعرض للتصويت الاثنين المقبل.
وتؤيد فرنسا وبريطانيا واليابان فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، في حين لم يعرف بعد موقفا موسكو وبكين.
وأعلنت هايلي في كلمة أمام مجلس الأمن، أن الولايات المتحدة ترغب في أن تتخذ المنظمة الدولية “أقوى إجراءات ممكنة” لمعاقبة كوريا الشمالية على تجربتها النووية الأخيرة.
وقالت الدبلوماسية الأميركية خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي: “لقد آن الأوان لوقف الإجراءات المنقوصة”، مؤكدة أن مقاربة الأمم المتحدة منذ أكثر من 20 عاما “لم تنجح” في تغيير موقف كوريا الشمالية.
وأضافت: “أشد العقوبات فقط يمكن أن تخولنا حل هذه المشكلة عبر الدبلوماسية”.
وعقد مجلس الامن الدولي الاثنين اجتماعا طارئا للاتفاق على رد على التجربة النووية السادسة التي اجرتها كوريا الشمالية فيما تزايدت الدعوات لفرض سلسلة جديدة من العقوبات.
ويأتي الاجتماع في نيويورك في اجواء متوترة بعدم اجرت بيونغ يانغ تجربة على قنبلة هيدروجينية تعتبر شدتها غير مسبوقة وفيما اشارت سيول الى ان ان نظام كيم جون اون يحضر كما يبدو الى تجربة صاروخ بالستي.
وسبق لليابان ان طالبت بفرض عقوبات جديدة على نظام كوريا الشمالية التي يخضع اساسا لسبع مجموعات اجراءات عقابية.
وقال السفير الياباني لدى الامم المتحدة كورو بيسهو قبل بدء اللقاء ان الامم المتحدة يجب ان “تتحد” مضيفا “لا يمكننا اضاعة الوقت بعد الان” معربا عن امله في ان تتعاون الصين وروسيا.
من جهته اكد السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر ان “التهديد لم يعد إقليميا وانما اصبح عالميا” داعيا مجلس الامن إلى التحرك.
وفي مواجهة هذا التحدي الجديد امام المجموعة الدولية، اعلنت سيول وواشنطن عن نشر المزيد من الدفاعات المضادة للصواريخ التي سبق ان اثارت استياء بكين.
ويأتي ذلك بعدما قامت سيول صباحا باطلاق صواريخ بالستية في اطار التدريبات لمحاكاة هجوم على موقع تجربة نووية لكوريا الشمالية.
وكشفت صور صواريخ بالستية قصيرة المدى من نوع “هيونمو” تطلق في السماء من موقع على الساحل الشرقي للبلاد. كما نشرت السلطات تسجيل فيديو تظهر فيه طائرات “اف-15كي” كورية جنوبية تطلق صوارخ جو ارض.
وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الاثنين ان مؤشرات تفيد بأن كوريا الشمالية “تعد لعملية إطلاق صاروخ بالستي جديد، ترصد بشكل متواصل منذ تجربة الأحد” في إشارة إلى التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونغ يانغ.
وأثارت كوريا الشمالية الأحد موجة استياء في العالم بإجرائها أقوى تجربة نووية قامت بها حتى الآن، وأكدت بيونغ يانغ أنها اختبرت “بنجاح تام” قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيد المدى.
وقالت بيونغ يانغ إنها تمكنت من تصميم قنبلة هيدروجينية صغيرة يمكن أن تحمل على صاروخ، وهو ما أكدّه وزير دفاع الجنوب أيضا.
وكانت الولايات المتحدة حذرت كوريا الشمالية من انها لن تتوانى عن شن “هجوم عسكري واسع” في مواجهة اي تهديد من كوريا الشمالية، فيما يعقد مجلس الامن الدولي الاثنين اجتماعا للبحث في الرد على هذه التجربة.
ولم تقدم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أية تفاصيل عن التوقيت الذي قد تنفّذ فيه بيونغ يانغ تجربتها المقبلة، لكنها توقّعت أن تكون تجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات في المحيط الهادئ لزيادة الضغط على واشنطن.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن أي تهديد لبلاده سيلقى ردا عسكريا شاملا”، لكنه حرص على القول ان الولايات المتحدة لا تسعى في اي حال من الاحوال الى “القضاء بشكل تام” على كوريا الشمالية.
ودعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب مستشاريه لشؤون الامن القومي الى اجتماع طارىء واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة الياباني شينزو آبي للمرة الثانية خلال اسبوع. لكنه لم يتحدث الى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان واتهم سيول بالسعي الى “التهدئة”.
ومون الذي يدعو الى حوار لحمل بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات مجددا، دعا الى فرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية من “اجل عزلها بالكامل”.
واثارت التجربة عاصفة دولية من ردود الفعل، واعتبرها الامين العام للامم المتحدة “مزعزعة للاستقرار”.
وخلال قمة في الصين، الحليف الأكبر لبيونغ يانغ دانت الدول الخمس الاعضاء في تكتل بريكس “بشدة” التجربة النووية.
واعلنت الصين انها قدمت احتجاجا رسميا لدى كوريا الشمالية بعد التجربة النووية.
وتوافق الرئيس الكوري الجنوبي ورئيس الحكومة الياباني شينزو آبي على ضرورة تشديد العقوبات على بيونغ يانغ، علما أن سلسلة العقوبات المفروضة عليها حتى الآن لم تحل دون تقدّمها في برنامجها النووي ومواصلة تحدي المجتمع الدولي.
وفيما تحدث وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين عن درس عقوبات جديدة، هدد ترامب بوقف “كل التبادل التجاري مع اي دولة تتعامل مع كوريا الشمالية”.
ومن شأن هذه العقوبات أن تطال الصين لكونها تستورد 90 % من صادرات كوريا الشمالية، لكن ذلك قد يكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الأميركي أيضا، إذ إن الصين هي الشريك الاقتصادي الأول للولايات المتحدة.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية الاثنين “ما هو غير مقبول اطلاقا من جانبنا هو اننا نبذل جهودا شاقة من جهة لتسوية سلمية للقضية (الكورية الشمالية) ونرى من جهة اخرى مصالحنا تتعرض للخطر وتعاقب”.
وأكد ان “الامر يجب الا يكون كذلك وهذا غير عادل”، مشددا على ان “الصين لا تريد ان تمس مصالحها”.
وبحسب وكالة الانباء الكورية الجنوبية “يونهاب” فان اجهزة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية قالت انه الانفجار الخامس الذي تجريه كوريا الشمالية في نفس النفق الذي يحمل الرقم 2 في موقع التجارب بونغي-ري مرجحة ان يكون انهار.
لكنها اشارت الى ان الشمال انجز بناء نفق ثالث لكي يتمكن من اجراء تجربة اخرى في اي وقت يختاره متحدثة عن العمل على بناء نفق رابع ايضا.
ومع تزايد الادانات والتحذيرات الدولية، يرى خبراء أن أي عمل عسكري ضد نظام كيم جونغ أون محفوف بالمخاطر، لأنه قد يُشعل صراعا إقليميا. في المقابل، لم يأت فرض العقوبات بنتائج فعالة حتى الآن.
وفي هذا الاطار، دعت صحيفة كورية جنوبية سيول الاثنين الى حيازة قنبلة نووية. وكتبت صحيفة “دونغا ايلبو” في افتتاحية “بينما يتم التلويح باسلحة نووية فوق رؤوسنا، لم يعد بامكاننا الاعتماد على المظلة النووية والردع الاميركي”.
واكدت بيونغ يانغ التي اجرت في تموز/يوليو تجربتي اطلاق صواريخ بالستية تضع على ما يبدو اجزاء كبيرة من الاراضي الاميركية في مرماها، ان تجربتها النووية السادسة “شكلت نجاحا تاما”.
وقبل ذلك بساعات، نشرت بيونغ يانغ صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يعاين ما وصف بانه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي.(أ ف ب)