فيلادلفيا نيوز
قال الناطق الرسمي باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، سامي مشعشع، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير بحق مؤسسات الأونروا في القدس، سبقته حرب شرسة على الوكالة مع بداية العام الجاري، حاولت إنهاء وجود الوكالة الاممية ككل، وتجفيف مواردها، وتفتيت الدعم الدولي لها والتشكيك في نزاهتها.
وأضاف في حديث لبرنامج “عين على القدس” الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الإثنين، ان الوكالة قامت بالتحرك واستطاعت بأشهر قليلة أن تتخطى الى حد كبير العجز الكبير الذي بدأت به هذا العام، والذي كاد أن يصل الى نصف مليار دولار، وخفضته الى 64 مليون دولار، بفضل الدبلوماسية الأردنية، وأصبح النظر الآن مسلطا على وجودها في القدس.
واوضح، أن ملف القدس وملف اللاجئين يتقاطعان بوجود الوكالة في القدس، وبالتالي وجود 110 آلاف لاجيء فلسطيني في البلدة القديمة ومخيمي شعفاط وقلنديا وضواحي القدس، مما يشكل نحو ثلث سكان القدس الشرقية، كما يشكل تذكيرا بأن القدس محتلة وتشكل امتدادا للأراضي الفلسطينية المحتلة، وان المحاولات لإضعاف وجود الأونروا، هو لإنهاء دورها، خصوصا ان دفة عملياتنا في القدس تدار من مركز الوكالة في الشيخ جراح، ونتعرض لمحاولات واضحة لتكبيل أيدينا فيما يتعلق بنشاطاتنا في المؤسسات والمراكز التابعة للوكالة القدس وضواحيها.
وأكد أن الأونروا تشكل رمزية عالية وذات مكانة للاجيء الفلسطيني كعنوان لنكبته، وللظلم التاريخي والمأساة القاسية التي حلت به، مشيرا الى رمزيتها بفشل المجتمع الدولي، على مدى سبعة عقود، في إيجاد حل سياسي عادل وشامل لقضية اللاجئين، وأنها شاهد على أن العالم أخفق بمهمة يجب أن ينجزها في أن لهؤلاء اللاجئين حقا أقرته الأمم المتحدة وحرموا منه وطال انتظاره، وهو حق العودة والتعويض .
من جهته قال منسق اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد خضر الدبس، ان تصريحات رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، تتساوق مع ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتم استغلاله لصالح دولة الاحتلال، وبدأت المحاولات والتلويح بإغلاق مؤسسات وكالة الغوث في القدس، باقتحام زاوية الهنود في البلدة القديمة، واقتحام وإغلاق مؤسسات الوكالة في سور باهر وبيت صفافا، ومخيم شعفاط بالذات، الذي يحتوي على العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين في القدس.
واوضح أن التحرك تحرك ضد وكالة الغوث جاء في إطار تغيير الواقع، وليتماشى مع الرؤية الاحتلالية للقدس، لجعلها خالية من اللاجئين والمواطنين الفلسطينيين، في محاولة لفرض طابع يهودي على المدينة المقدسة .
وفي المحور المتعلق باختيار القدس عاصمة للشباب الإسلامي 2018، أشارت رئيس وحدة الإعلام والتواصل الجماهيري للمجلس الأعلى للرياضة والشباب في فلسطين، ميرفت جلامنة، الى أهمية هذه المبادرة التي تنبع من أهمية التوقيت، وأهمية منظمة التعاون الإسلامي التي تحتوي على 56 دولة يعيش بها أكثر من ملياري مسلم، يشكل الشباب فيها أكثر من ثلث السكان .
وتحدثت جلامنة عن التحديات الكبيرة والصعبة التي يواجهها الشباب المقدسي، والتي تتطلب وجود جهود على كافة الأصعدة لتعزيز الصمود الفلسطيني في القدس.
وأشارت الى وجود فرص متعددة لنشر القضية الفلسطينية وتعزيز التضامن وتدعيم صمود الشباب المقدسي من خلال شباب العالم الإسلامي الذي عليه أن يبادر الى زيارة القدس لتعزيز صمود أهلها. وقال ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين أحمد الرويضي، إن اعلان القدس عاصمة للشباب الإسلامي هي وسيلة لعدة أمور أهمها: إبراز ما يحدث في القدس وما يحدث للمسجد الأقصى من اعتداءات وانتهاكات، وأيضا ما يحدث من استيطان واستيلاء على الأراضي والعقارات، ومشاريع تهويدية مختلفة. ودعا الرويضي الشباب الاسلامي للحضور الى القدس، ليطلعوا على حقيقة ما يجري من اعتداءات وتهويد، ويساهموا في تعزيز صمود الشباب المقدسي .
بدوره أشاد المدير التنفيذي لمنظمة بروج اللقلق في القدس منصر إدكيدك، الى أهمية اختيار القدس عاصمة للشباب الإسلامي، وربطها بقضاياهم واهتماماتهم ولو عن بعد، لصعوبة وصول الشباب الإسلامي الى القدس من ناحية، ومن ناحية أخرى صعوبة إقامة نشاطات وفعاليات شبابية في القدس بسبب موانع الإحتلال وتمنى إدكيدك من الدول الإسلامية أن تضغط في الجانب السياسي لمحاولة ترجمة فكرة أن القدس عاصمة للشباب الإسلامي بشكل حقيقي على أرض الواقع داخل مدينة القدس من خلال تنفيذ نشاطات وفعاليات مختلفة، ولو من خلال الشباب المقدسي وحدهم، بدعم ومساندة من أخوانهم في الدول العربية والإسلامية .
وعلى هامش مؤتمر عمان توأم القدس، أشار الدكتور راسم الكيلاني من لجنة أطباء القدس، لتقرير “القدس في عيون الأردنيين”، الى ان الندوات المتتابعة، تأتي لرفع التوعية الموجودة عند الناس، وإبقاء القدس حيّة في الذاكرة، وتوعية الأجيال الجديدة بحقيقة ما يحدث على أرض الواقع.
فيما تمنى أستاذ التاريخ في جامعة الزيتونة الدكتور خلدون الحباشنة، في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تتعلق بوضع آلية للسبل التي يمكن من خلالها المساهمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، واستمرار التمسك بالحقوق الدينية والتاريخية والسياسية للعرب والمسلمين في فلسطين .
بدوره أشار عضو الهيئة الإدارية لجمعية يوم القدس الدكتور عبد الباري درة، الى أهمية هذه المؤتمرات لأنها تجمع عددا من الأكاديميين والمختصين من الأردن وبعض الدول العربية والغربية، ويتبادلون الأبحاث التي تتناول مختلف الجوانب في القضية الفلسطينية، مما يساهم في زيادة التوعية بالمخاطر التي تحيط بالقدس والقضية الفلسطينية .
وأكد رئيس مؤسسة فيصل الحسيني، عبدالقادر الحسيني، أهمية اللقاءات وتبادل الأفكار والآراء في هذه المرحلة التي تشهد تغيرات اقليمية ودولية كبيرة ومتسارعة في مستجداتها، مشيرا الى التحول في داخل دولة الاحتلال الذي توجب مناقشته ووضع آلية لمواجهته، مما يملي علينا أن نقوم بعمل أبحاث عميقة وفق أسلوب علمي، للخروج بتوصيات تؤثر على الرأي العام وتساعد أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة .
بدوره قال رئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران، إن هناك استنفارا واضحا للمؤرخين والمحليين والكتاب في هذه الفترة، مشيرا الى أن هذا المؤتمر يشكل جزءا من الحملة التاريخية والكتابية والأدبية لتحليل الوضع، وكيفية تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكيفية الحفاظ على القدس وتراثها وتاريخها الطويل بحيث تبقى مدينة عربية بطابعها التاريخي والحضاري .-(بترا)