فيلادلفيا نيوز
شهد الوسط الإعلامي والفني والسياسي في مصر، معارك كلامية ضارية، انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الحوارية، بين مناصري الأطراف المختلفة، سرعان ما تنتهي باعتذار طرف للآخر، أو تتأجل إلى نظر محكمة.
وليس بأدل على ذلك من الواقعة التي حدثت بين الفنانة شيرين والممثل شريف منير، وعلى الرغم من ذلك يبقى أغلب تلك المعارك صمت أحد الأطراف دون الدخول في معارك كلامية للرد على الطرف الآخر.
وشهد الوسط السياسي المصري معارك تكسير عظام بين سياسيين مشهورين، كان آخرها معركة الدكتور أحمد دراج القيادي السابق بحزب “الدستور”، مع الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب “التجمع”، حيث اتهمه دراج بأنه سبب دمار تيار اليسار في مصر، ورد عليه السعيد بمقال وتصريحات صحفية انتقده فيها بشدة.
وثمة شخصيات فنية وسياسية مصرية، لا تعيش إلا تحت الأضواء، وعلى رأسها مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، وتوفيق عكاشة، البرلماني المقال من البرلمان، والعضو الحالي إلهامي عجينة.
وفتحت أزمة شيرين وعمرو دياب الباب أمام رصد حالات لمشاهير، رفضوا الدخول في معارك كلامية، فقام الجمهور بدوره للثأر لهم، خاصة بعدما أهانت شيرين “الهضبة” فتصدى لها عشاق الفنان المصري الشهير.
ولعل أشهر الرافضين للخوض في تلك المعارك الكلامية من السياسيين، الرئيس السابق عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، والذي تولى منصبه كرئيس للجمهورية، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وتعرّض منصور لسلسلة من الهجمات على شخصه وقراراته، خلال توليه منصب الرئيس، إلا أنه رفض الرد على سيل الشتائم التي وجهت له وابتعد عن الإعلام بعد تسليمه السلطة للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، ولم يظهر إلا في مداخلة تليفونية مع الإعلامي عمرو أديب منذ شهر ونصف على قناة “أون تي في”، حيث أعلن عن مبادرة لجمع تبرعات لتوفير الدواء لأطفال مستشفى “أبوالريش”، وبعدها عاد ليلتزم الصمت تجاه أي هجوم يشنه البعض عليه.
ويعد الفنان عمرو دياب إحدى أشهر الشخصيات التي ترفض الظهور في الإعلام والرد على أي هجوم يشنه البعض عليه، ففي كثير من المرات تعرض عمرو لهجوم شرس من فنانين على رأسهم الفنان تامر حسني، ورفض الرد أو التعليق على الأمر، بل أن دياب لم يرد على نشر ممدوح موسى تفاصيل من حياته، خلال برنامجه “الحلم”، الذي عرض منذ عام ونصف العام.
ويحب عمرو دياب -دائمًا- أن يعمل في الظل، ولا يدخل في أي معركة كلامية مع أي فنان، بل يترك الأمر جملة وتفصيلاً لمعجبيه، الذين ما إن يشعروا بهجوم أحد عليه حتى يطلقوا وسوماً على “فيسبوك” و”تويتر” للدفاع عنه، وإجبار من يهاجمونه على الاعتذار، مثلما حدث في أزمة الفنانة شيرين.
ويتربع اللاعب السابق بالنادي الأهلي ومنتخب مصر محمد أبوتريكة على عرش النجوم الذين يرفضون رد الإساءة بمثلها، بل دائمًا ما يلتزم الصمت وعدم الخوض في حياته الشخصية وانتمائه السياسي، بل إن أبوتريكة لم يرد على وضعه ضمن الشخصيات المتهمة بالإرهاب، ومصادرة أمواله، بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين.
من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن ثمة مؤسسات إعلامية تفتعل المشكلات بين نجوم الكرة والفن والسياسة، عن طريق تصريحات من طرفين، لكي تزيد من عدد زيارات الموقع أو توزيع الجريدة، وهذا الأمر بمثابة ناقوس خطر، حيث يشغل الناس عن القضايا المهمة ويأخذهم لمعارك جانبية، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وأضاف العالم في تصريح لـ”إرم نيوز” أن التلاسن والهجاء بين الفنانين والسياسيين، الذين يعتبرهم الشباب قدوة، يفسد أخلاق الناس ويضر بهم كثيرًا، إذ يجعل الهجاء والسخرية أمرًا شائعًا في المجتمع، وهو ما اعتبره خطأً كبيرًا، لابد من عدم الدخول فيه، داعيًا مؤسسات الإعلام، إلى أن تبتعد عن افتعال المعارك الكلامية، وتحقق أحد وظائفها كمؤسسات إعلامية. ارم نيوز