فيلادلفيا نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأهل في محافظة الكرك
تحيةٌ ملؤها التقدير والفخر والاحترام .
أما بعد،
فإنها من أسعد لحظات العمل أن يشعر المرء بالزهو لخدمة أهله ومجتمعه، وأن يؤدي واجبه بكل أمانة وصدق وتفانٍ، فالحمد لله على أن يسرني لتقديم كل ما أوتيت من عزم وقوة، طيلة السنوات الخمسة السابقة التي تشرّفتُ فيها بخدمتكم في موقعين هما سيّان في تقديم الخدمة الطبية لأبناء الكرك، وضيوفها وزائريها، وكذلك المارين خفافا بها، هما : “مستشفى غور الصافي مديرا”، و”مستشفى الكرك الحكومي مديرا ” .
الأهل الكرام،
لقد عاهدت الله أن أعمل منذ اللحظة الأولى للمدة التي ذكرتُ على رفع سوية الخدمات الصحية المقدمة لمتلقيها، وأن أسعى جاهدا لتحقيق أعلى مستويات الرعاية، وتسخير كافة الإمكانات، وأن الله في ذلك كله هو المقصد والمستعان. ولا بدَّ من الإشارة إلى جهود القائمين على وزارة الصحة الأردنية، الداعمين لعمليات التطوير والتحديث، والساعين دوما لتحقيق الخدمة الفضلى، وتسخير كل ما أمكن لذلك.
فالحمد لله الذي وفقني خلال السنوات الخمس الماضية للبناء على ما قدمه زملائي السابقون ممن تحملوا شرف مسؤولية إدارة هذين الصرحين الطبيين، وأن وفقني أيضا لتحقيق بعض الذي نصبو إلى تحقيقه، كالتوسع بالاختصاصات الطبية التي أزالت عن كاهل المرضى عناء التحويل والسفر، وأسهمت بتخفيف معاناتهم، وكذلك استقطاب المتبرعين، وتحصيل التبرعات من الشركات؛ لرفد المستشفى بأحدث الأجهزة الضرورية التي لم تكن متوفرة من قبل، وكذلك توجيه العمل والجهد تجاه نوعية الخدمة اللوجستية والصحية؛ كي تتواءم ورضا متلقيها. وقد كان في مقدمتها تشغيل “وحدة القسطرة القلبية”، و”جراحة الأعصاب” فضلا عن توفير “اختصاصات طبي عديدة” لم يكن إخراجها إلى حيز الخدمة بالأمر السهل. فالشكر موصول لوزارة الصحة التي نكن للقائمين عليها كل احترام وتقدير، شاكرا دعمهم المستشفيات سابقة الذكر.
الأهل الكرم،
لقد تم توقيع اتفاقيات أُبرمت مع جامعة مؤتة “السيف والقلم” وكذلك مع “الخدمات الطبية الملكية” وكنت شاهدا على أثر هذه الاتفاقيات الإيجاب بشكل كبير برفد المستشفى بالاختصاصات، والكوادر الطبية الاحترافية التي جعلت من مستشفى الكرك منارة علم ومستسشفًى إقليميا.
ولأنها الكرك، ولأهلها وزوارها وضيوفها، ولكل المارين بها فهم يستحقون مني، ومن كل من يتشرّف بحمل أمانة الخدمة فيها، وفي أي موقع من مواقع الخدمة في هذا الوطن، كلَّ ما هو جديد ومميز.
الأهل والأحبة، وزملاء العمل، ورفاق الدرب،
أجدني بعد هذا كله بحاجة إلى أن أكون بعيدًا عن الإدارة التي لم أرَها يوما، ولم أنظر لها إلا تكليفا، فآن لي أن أترجل عن صهوتها، وقد أبرأتُ ذمَّتي أمام الله، وأمام أولي الأمر منا، وأمامكم أيضا في مسيرةٍ لم تعرفِ الملل، أو الكلل.
وفي الختام،
فإنني أتقدم بالشكر الجزيل والامتان الوفير لمعالي وزير الصحة الأكرم؛ لقبوله “استقالتي” مثمنا دور عطوفة” الأمين العام للشؤون الفنية والإدارية والإدارات ذات الاختصاص.
وكما لا يفوتني أن أشكر الكوادر الطبية والإدارية في مستشفى الكرك الحكومي، ومستشفى غور الصافي الذين عرفتهم عن قرب، لما يبذلون من جهود خلف الكواليس.
وأخيرا،
حمى الله الأردن، وأبقاه ذخرا، وحفظ جلالة مليكنا المفدى، وولي عهده الأمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير
د معتز القرالة
مدير مستشفى الكرك الحكومي
