محمد داودية يكتب : ماذا حمل الاستفتاء الإسرائيلي ؟!

فيلادلفيا نيوز

قام الكيان الإسرائيلي، سنة 1948، على 250 مذبحة، ومذبحة الطنطورة التي كشفت الإسرائيليون أنفسهم تفاصيلها مؤخرًا، ليست أكثرها وحشية.
لذلك نعتبر أن وجود الكيان الإسرائيلي، نكبة، ونكسة، ومصيبة، وخطر، وبلاء، وسرطان، وتهديد، وشرّ، وأذىً.
نأخذ تهديداته بالحسبان والتحوط الكافي، لكننا لا نأخذها بالجزع والفزع والهلع، فالجزع عند المصيبة -كما قالت العرب- مصيبة أخرى !!
جاء سؤال أحد الاستفتاءات الإسرائيلية، سؤال المتيقن من الإجابة:
هل تعتقد ان العرب سيمزقون معاهدات السلام عندما يصبحون أقوياء ؟
كان جواب المجتمع الإسرائيلي: نعم. وكانت النعم 100%.
الذين يلومون الدول العربية على عجزها عن هزيمة الكيان الإسرائيلي، وتحرير فلسطين، ينسون ان هذا الكيان يتغذى من أكبر “ديود” وأسمن مرضعات العالم، الضرع الأميركي وضرع حلف الأطلسي، اللذين لولاهما لما تمكن الكيان من اقتراف جرائم الإبادة والتجويع الجماعية والتنكيل، ولما شن حروبه العدوانية، ولما تكبّر وطغى وتجبّر.
معلوم ان المعركة ليست مع الكيان الإسرائيلي فقط، بل هي مع رعاته وحماته.
بكت غولدا مائير فرحًا اثناء حرب تشرين سنة 1973، عندما حطت أول طائرات الجسر الإغاثي العسكري الأميركي في مطار بن غوريون !!
كانت رئيسة وزراء الكيان الإسرائيلي العجوز، وكل قياداتها العسكرية والسياسية، على درجة يأس مفرطة، إلى أن جاءهم المدد !!
وأبلغ دليل على ضعف الكيان الصهيوني، وحدود قوته، هو عجزه عن فكفكة نفسه من الشعب العربي الفلسطيني منذ 100 سنة !!
ديفيد زيني رئيس جهاز الشاباك قال للقناة 12 “إن هذه الحرب أبدية”.
وعبّرت غولدا مائير في الصفحة 280 من مذكراتها، عن قناعتها أن الحرب مع العرب والفلسطينيين لن تتوقف. (أي ابدية).
يراها الاستراتيجيون الإسرائيليون حربًا أبدية، لأنهم عاجزون عن أخماد وإطفاء مقاومة الشعب العربي الفلسطيني، التي يعتبرونها -وفق مفهوم المخالفة- مقاومة أبدية.
يوجد أمل،
فثمة بارقة ودلالات مهمة في فوز زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، فهو صاحب الموقف الشجاع من القضية الفلسطينية، الذي اعلن رفض جرائم نتنياهو، وأعلن دعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل (BDS).