فيلادلفيا نيوز
غزة الغالية، التي نحمل لها التضامن والمحبة، تنفست قليلًا وأخذت تنهض من صدوع الموت والفناء، ومن برازخ الإبادة وأفران النازيين الجدد.
من حق غزة أن تغني وترقص وتفرح، رغم أن
الفرح والترح يتقاطعان في غزة تقاطعًا فانتازيًا.
فثمة من “انقطعوا”.
أولئك المنكوبين الذين فقدوا الآباء والأمهات والأبناء والأشقاء والأزواج والأحفاد، وهم كثر، لا تواسيهم كل معاجم اللغة العربية التي تزخر بالرثاء والدعاء والرجاء.
أهلنا الذين فقدوا أحبابهم، مأساتهم مأساة. فلا هم قادرون على التعويض، ولا على ترويض وكبح وجعهم الأسطوري الذي لا يداني.
وثمة من اغتنم توقف القصف البربري، ليتمكن من البحث المحموم والسؤال الملهوف، ليطمئن، فقط ليطمئن على مَن بقي مِن أهله في الخيام الممزقة، والأبنية المقصوفة المهدمة المتهدلة، أو تحتها.
المهمة الملحة الراهنة هي إنقاذ أهلنا الأحياء من أبناء قطاع غزة المنكوب، من الجوع والبرد والداء والعراء.
مأساة أهلنا أبناء قطاع غزة، ستتضاعف وتتضاعف أذا لم يتم بناء تحالفات إنقاذ وغوث وعون، عربية وإسلامية ومن شعوب العالم الحر، تتجاوز جهود بلادنا العظيمة آلاف المرات والكميات.
فقبل التفكير والتخطيط والاستعداد لرفع الإنقاض، ثمة ضرورة ملحة لإنشاء أرصفة لسفن الإغاثة، وللمستشفيات العائمة، ولمهابط مروحيات الإسعاف والإغاثة، وحاجة لنصب خيام وموائل جاهزة بمئات الآلاف،
وثمة حاجة ملحة لمئات فرق الدفاع المدني المجهزة أكمل تجهيز، وفرق أطباء وتمريض. ومولدات كهرباء، ومحطات تنقية مياه وخزانات وقود، …
ويحتاج القطاع إلى توفير الأمن وضبط التنمر والإنفلات واللصوص والسلاّبة وتجار الحروب المحتكرين، مستغلي المأساة.
يحتاج قطاع غزة إلى أكبر عملية غوث وإنقاذ، قبل الحديث عن مشروع مارشال أممي للإعمار والتنمية.
وستكون الهيئة الخيرية الهاشمية، بما تملكه من خبرات ثمينة هائلة، في قلب هذا التحدي وفي طليعة المنظمات الدولية، الممسكة بدفة القيادة، فالعالم يطمئن إلى الهيئة ويعرف أن كوادرها المحترفة على مستوى التحدي والحدث.