فيلادلفيا نيوز
الحقيقة الكبرى الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي، هي ان التدمير الناجم عن الاقتتال، سيكون متبادلاً وفظيعاً وواسعاً ومؤلماً،
وسيُلحِق ضرراً بالغاً بكل دول الإقليم، المشارِكة في القتال وغير المشارِكة، وسيلحِق ضرراً بدرجة أقل، بالعديد من دول العالم. وسيُلحِق تهديداً جدياً بالسلام العالمي.
والحقيقة الكبرى الثانية هي ان الاحتلال يستجر ويستدعي المقاومة بكل أشكالها: المسلحة والإعلامية والحقوقية والسياسية والدبلوماسية.
فلا احتلال بلا مقاومة.
فلم يَنَم أيُّ احتلال في العالم على الموسيقى الهادئة وعلى فرشات الحرير ووسائد ريش النعام.
وأسطع برهان على تلك الحقيقة، ان الاحتلال الإسرائيلي المزمن للأراضي الفلسطينية؛ يُجابَه بالمقاومة الافتدائية السخية، طويلة الأمد والمُدد.
وان هذه المقاومة الفلسطينية التي تخلّقت مؤخراً على هيئة طوفان الأقصى، ليست آخر طوفانات مقاومة الشعب العربي الفلسطيني، فثمة طوفانات أخرى لن تخمد او تتوقف، إلا حين تنجز الجلاءَ والاستقلال.
والحقيقة الكبرى الثالثة ان الكيان الإسرائيلي مستمر في العماء الاستراتيجي والغباء السياسي، انطلاقا من خرافات تلمودية من جهة، ومِن وهم ان اللجوء إلى القوة المفرطة تحقق له الأمن !!
لقد انهار ذلك الاعتقاد الإسرائيلي منذ عقود، فالمقاومة الفلسطينية مستمرة، ويتعاظم اقتناع العالم بأن حل الصراع العربي الإسرائيلي الأوحد، هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967.
والحقيقة الكبرى الرابعة هي احتماء إسرائيل بمظلة دعم هائلة أميركية أوروبية، تؤمِن لها المالَ والسلاح والمهاجرين والفيتو، مما يجعلها في مأمن من المساءلة والعقاب.
والحقيقة الكبرى الخامسة هي ان الشعب العربي الفلسطيني، دفع على طريق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الثمنَ الفادح الذي دفعته كل الشعوب التي قاومت الاحتلالات: الصين، لاوس، الجزائر، المغرب، ليبيا، فيتنام، جنوب افريقيا، …
على ان الأثمان التي يدفعها اهلنا في قطاع غزّة فاقت التصور والتوقع والاحتمال.
والحقيقة الكبرى السادسة هي ان دوافع الحرص على أمن الأردن واستقراره، ليست خوفاً من مصير مشابه لمصير الدول العربية التي انهارت وتحولت إلى دول فاشلة فاسدة محطمة.
فنحن نحرص على أمن الأردن واستقراره، لأننا نعشق بلادنا العربية الأردنية، التي يحصنها الرضى والرشد العميق العريق المتبادل بين القيادة الهاشمية والشعب العربي الأردني.
ويحصنها جيشنا العربي الصارم، وتحصنها مخابراتنا العامة القاصمة، ويحصنها أمننا العام الساهر المحترف المحترم.
والحقيقة الكبرى السابعة هي ان المعركة الدامية الكبرى مع الكيان الإسرائيلي لم تبدأ بعد، وهي معركة الصراع على المسجد الأقصى وقبة الصخرة الذي يعمل المتطرفون على هدمه لبناء الهيكل مكانه.
وتعالوا نزدري العنتريات والمزايدات وأكاذيب دول وأحزاب الدجل والعرط، فكل دول الإقليم ووكلاؤها، متفقة على الخطوط الحمراء فلا تتجاوزها.