الأحد , أغسطس 10 2025 | 12:30 ص
الرئيسية / stop / محمد داودية يكتب : المهندس … !!

محمد داودية يكتب : المهندس … !!

فيلادلفيا نيوز

كنت أطرب لسماعه وهو يتحدث بلكنته الكركية “القح” السلسة الصافية، التي هي عنوان الأصالة والانتماء،
كان يبادرني: وِدنا نسولف، وين أدك نقعد، هانا أو في الكرك ؟!
تعرفنا عليه اكثر إبّان رئاسته الطويلة لمجلس النواب، التي كشفت شخصيته القيادية الرائقة الصبورة الرزينة.
فقد ظل مجلس النواب الأردني، تحت الأنظار الكاشفة الساطعة، يخضع لمتابعة ومواكبة شعبية ورسمية، داخلية وخارجية، طيلة جلساته التي شهدت عواصف وأعاصير وهزات وخضات تمكن “المهندس” من ضبطها وفق قواعد الحرص على حقوق النواب في التعبير عما يريدون ويرغبون، بالسقوف التي يخزقونها ويحددونها، وبالنبرات التي تناسبهم وتحلو لهم.
وكان ثمة عِراك وعلاك، كنت أرى ان اكثرَه، مُهمٌ، صحيٌ، طبيعيٌ، ضروريٌ، في إطار التعبير عما يمور في أوساط شعبنا، وضرورات “التنفيس” أحيانًا في حالات الشعبوية الطبيعية.
أَمسك “المهندس” دفة القيادة الرشيدة، التي حافظت على الالتزام، والتوازن بين إكراهات الدولة وغليان المرحلة.
كان الإمساكُ بالدفة مفرطَ الكلفة، باهظَ الثمن، مُرهِقًا، ثقيل الوقع، يقضم الأعصاب قضم المفرمة، حين يتوجب الموائمة بين المطلوب والممكن.
وأشهد انك يا عاطف الطراونة كنت تحتاج إلى فترة نقاهة بعد كل جلسة نيابية صاخبة.
كان النواب وما يزالون، يخضعون إلى ضغوط القواعد الشعبية المطلبية، وضغوط الشارع السياسية، التي كانت تتفاقم، كلما فاقم الكيان الإسرائيلي عدوانه وعربدته، وهل مر وقت دون أن يفاقم او يعربد.
وكان على “المهندس” الصبور الوقور، ان يحتوي كل الإرتدادات، وان يصد كل المرتدات.
عاطف الطراونة سليل أسرة كركية عربية عريقة، تجلت مناقبها الوطنية والاجتماعية الأصيلة، في هذا التماسك والتعاون والتساند النموذجي النادر، مضرب المثل، بين رجالات أسرته، “عيال يوسف”، ويشهد الله انني أعتبر نفسي ثامن عيال يوسف بكل فخر.
عندما خاض الانتخابات النيابية على القائمة الوطنية عام 2013، دعاني إلى إفطار عمل في دارته، وعرض عليّ ان أدخل معه في قائمته، او ان أدير حملته الانتخابية، فاعتذرت لأنني سأخوض تلك الانتخابات على القائمة الوطنية. فشكل قائمته التي خلت من أي مرشح طفيلي قائلًا: “كرمالك يا بو عمر”.
ثم أكرمني بزيارتي في مقري الانتخابي بجمعية الريحاني، فرددت له الزيارة الكريمة.
المهندس اليوم في محنة نسأل الله أن يعينه على تجاوزها والخروج منها وان يرده إلينا وإلى كل محبيه وذويه سالمًا معافى.
المهندس الغالي عاطف الطراونة: الليث، الدمث، الطيب، الكايف، الرايق، الأصيل، الطود والسهل الممتنع، ما ودنا تطوّل علينا، أدنا ترجع بسرعة.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com