فيلادلفيا نيوز
ترتكز الصهيونية على هشاشة فريدة، عبّرت عنها غولدا مائير حين كانت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة، قائلة في مذكراتها:
“اعتدت أن أُجيل النظر حولي في الأمم المتحدة، قائلة لنفسي، ليست لنا عائلة هنا، فلا يوجد من يشاركنا ديننا أو لغتنا أو ماضينا، نحن لا ننتمي إلى أي مكان، ولا لأي أحد، سوى أنفسنا”.
وكتبت: “لا أظن أن هناك جيشا انتصر وغلبه الحزنُ كجيشنا، لأنّ الجنود يعودون من جبهات القتال إلى بيوتهم لعدة أسابيع أو أشهر، ثم يستدعون من جديد”.
وقولها: “أنا أحب احفادي الخمسة، وأتمنى ألا يروا حروباً أخرى، لكنني لا أستطيع أن أعدهم بذلك”.
أَيُّ أَمنٍ هذا الذي يرتكز على الحِراب واللحم البشري والملاجئ والقباب الفولاذية ؟!
خلصت دراسة جامعة تل ابيب إلى انه
“لو حلّ السلامُ مع الجيران، لارتفع دخل كل إسرائيلي 26%”.
إن مفهوم المخالفة لهذه الخلاصة يعني أن يرتفع دخل كل أردني وسوري ولبناني وفلسطيني بهذا المقدار تقريبا.
هذه هي الحقوق والتنمية والرفاه، التي دمرها الاحتلال الصهيوني، الذي متلازمته المقاومة بكل اشكالها،
فحيثما يكون الاحتلالُ تكون المقاومة، ولا مقاومة في كل انحاء العالم، بلا تضحيات ودمار وتشريد وضحايا وآلام !!
هائلة جدا، التضحيات والمجازر والآلام التي نجمت عن الاحتلال الفرنسي للجزائر ولفيتنام. والاحتلال الياباني للصين، والاحتلال الأميركي لفيتنام ولاوس وكمبوديا.
والاحتلالات: الألماني والبريطاني والايطالي والبلجيكي والهولندي والإسباني والبرتغالي، وأيضا المجازر المروعة التي ارتكبها نظام الفصل العنصري ضد شعب جنوب أفريقيا الشريف صديق أمتنا.
هل يتوقع الاحتلال الصهيوني من الشعب العربي الفلسطيني، غير مواصلة الكفاح والقتال، من اجل الكرامة والاستقلال ؟!
ألا يرى قادةُ الإحتلال أنّ في الأفق طوفانات جديدة تطبيقا لقانون نيوتن الثالث: “لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة مضاد له في الإتجاه” ؟ يقيناً وحتماً سوف تندلع المزيد من طوفانات المقاومة الوطنية الفلسطينية المباركة، التي تعلن للمحتلين الصهاينة: أن لا أمنَ لكم ولا سلامةً ولا سلاماً !!
وكما أن النازية لم تكن قَدراً، فالصهيونية ليست قدراً.