فيلادلفيا نيوز
طبعت الدستورُ التي نحتفل اليوم بدخولها العام التاسع والخمسين، 20700 عدد، تشكل مرجعًا وافيًا صادقًا ضافيًا للأردن مواطنًا ووطنًا، فيه كل ما يبرهن على انخراط شعبنا في قضايا أمته، وعلى صفاء عروبته وعلى ثبات خطوط طوله وعرضه.
إنها أعوام من المكابدة والنحت بالأظافر في صخور الثبات والتقدم والتطور.
أحر التهاني وأطيب الأماني لكل فرد في هذه الأكاديمية، الفِرقة المقاتلة، اللسان الفصيح والوجه المليح.
تهاني القلبية معالي الأستاذ فيصل الشبول وعطوفة الأستاذ مصطفى الريالات وكادر الدستور الواثق الموثوق، وإلى العلى والأمام.
فالدستور قيدومة الصحافة الأردنية تدخل عامها التاسع والخمسين اليوم. ومن يمسك بالدستور، تمسكه، لما فيها من متعة بصرية ومحتوى متطور موثوق.
كابدت الدستور والرأي كثيراً، وتكبدتا بسبب الزبونية والتدخل الذي نفخ كادري الصحيفتين أضعافًا مضاعفة.
والشهادة لله ان عددًا من رؤساء الحكومات الأردنية دعموا هاتين المؤسستين وساهموا في صمودهما.
وأخص بالذكر الرئيسين الدكتور هاني الملقي والدكتور بِشر هاني الخصاونة، اللذين تعاملت معهما مباشرة، حين كنت رئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور.
ينطلق الرئيسان الخصاونة والملقي من وعي متقدم هو ان الدستور والرأي مؤسستان إعلاميتان ثقافيتان وطنيتان، وليستا شركتين تجاريتين، يخضع منتجهما الوطني إلى حسابات الربح والخسارة التقليدية.
وبلا ادنى مبالغة، فإنني أنظر إلى الصحيفتين، كما أنظر إلى وزارة الصحة ووزارة الزراعة والمخابرات العامة والدفاع المدني.
فالرأي والدستور، اللتان حمتا اليقين الوطني، وصانتا الإنجازات، وذادتا ذودًا باسلًا عن نمط الحياة الأردني، وعن النظام السياسي، يجدر ان يتواصل دعمهما بسخاء.
لقد حملت صحيفتا الدستور والرأي، قضايا النظام والوطن، عقوداً مديدة مريرة، وكان صحافيوها، والصحافيون الأردنيون عموما، قوات حجاب في التصدي للهجمات الإعلامية الشرسة والظالمة، التي تعرض لها الأردن على امتداد قيامته.
دفع الصحافيون ورؤساء التحرير أثمانا فادحة من أجل حرية الرأي والحريات العامة، تفاوتت في قسوتها، بين المنع من الكتابة، والفصل من العمل، وإقصاء رؤساء التحرير وعزلهم وإغلاق الصحف وسحب ترخيصها، وتلك قصص أخرى يجدر ان تسجل.
وأرجو أن نتوقف عن اعتبار الدبابة والطيارة، أهم من الصحيفة !!
وان نتوقف عن نحر صحفنا التي ذادت عنا، وعن إحالة كتابنا وصحافيينا قادة الرأي العام وصائغيه المحبوبين الموثوقين، إلى التقاعد بحجة أفول نجم الصحافة الورقية، الذي سيظل نجمها بازغًا إلى ثلاثة عقود قادمة.
تنتج الأمم كل عقد من الزمان، كاتبًا أو فنانًا فالأثر الذي يخطه الكاتب والفنان، يخلد إلى الأبد.
أثق بدور الدستور والصحف الأردنية، ليقيني أن بلادنا تقي شعلتها، وتواقي على آمالها.
التحديات على الدوام كانت كبيرة، فمنذ متى كانت مهام الصحفيين خفيفة، وأجسامهم رهيفة !!
مبارك للدستور وللصحافة الأردنية عموماً.
