فيلادلفيا نيوز
بقلم :رايق المجالي
ولأن” الشيطان يكمن في التفاصيل” كما يقال فلنستعيذ بالله منه ولنتمسك بالإطار العام والعناوين التي يعتمد تطبيقها وترجمتها على مدى وعينا فالعناوين المطروحة هي :
أ-لجنة ملكية لتطوير منظومة التشريعات المتعلقة بالحياة السياسية والإصلاحات المنشودة.
ب-محاكمة أحد أهم الأسماء في مرحلة سابقة التي أجمعنا على دورها في جر الوطن إلى طريق مليء بالحفر العميقة وبإتجاه نحو المجهول .
هذه عناوين ومقدمات وبغض النظر عن المقدمات والتفاصيل لكنها تصلح منطلقا لمرحلة نحدد فيها نحن مستوى المصارحة والمكاشفة لتحديد المشكلة أولا والإعتراف بوجودها كمنهجية وأرضية حوار وتعديل البوصلة الجمعية ما أمكن نحو الأهداف الأسمى.
لننظر إلى جوانب إيجابية وفوائد من مجرد طرح تلك العناوين ومنها مثلا ما نراه من نقاشات تدور من أهل الإختصاص القانوني في مسائل الدستور والقانون والتي ترتبط باللجنة وصلاحياتها ونطاق عملها والمرجو منها وطبعا المحتوى الذي يفرض نفسه على أي نقاش وهو طرح معلومات وتساؤلات قانونية وهذا النقاش بالتأكيد يخلق مناخا تثقيفيا في مسائل لم يكن الرأي العام والشارع يعيرها إهتماما كافيا فيما سبق، وهذا بالضرورة يساهم في رفع الثقافة القانونية المطلوبة لرفع مستوى الثقافة السياسية لرجل الشارع.
وكذلك في مسألة المحاكمات التي تجذب إنتباه الرأي العام قطعا إلى الإهتمام والإستماع للتفاصيل الفنية القانونية فتشيع مفردات القانون ومباديء العدالة وضماناتها وتناقش كل التفاصيل الفنية ومن الجميع بدليل أنني شخصيا كقانوني أصبحت أتعرض لتوجيه أسئلة لي وإستفسارات كثيرة من معارف وأصدقاء سواء في الواقع أو على مواقع التواصل الإجتماعي في صلب تخصصي وكذلك تردني أسئلة عن رأيي بالمجمل في المجريات والأحداث.
وقبل هذا كله أعترف أننا نعيش أجواء من الإحباط ومن الغضب والشطط أحيانا وأن الواضح هو إنعدام الثقة تماما (عاموديا وأفقيا) بين الجهات والفئات والمكونات ولكن مستفزات النقاشات والحوار وحتى الجدل تساهم شئنا أم أبينا في خلق نوع من التعارف أو التعرف على أفكار الآخرين ومنطلقاتهم وقدراتهم أيضا ويمكن أن نسميه تعارفا إجباريا كالذي يفرضه تجمع أعدادا من الطلبة من كافة الأصول والمنابت والمناطق في مكان واحد وثكنة عسكرية واحدة عند إلتحاقهم بمدرسة للتدريب العسكري مثلا.
سنعاني من آثار جانبية ثقيلة لحظيا ومرحليا لكننا سنكتشف لاحقا أننا جميعا قد إستفدنا من هذه الأجواء وهذا المناخ وهذه العناوين والأطر التي تنتاقش ونتجادل وحتى نتراشق ونتصارع إلى حد ما تحتها وداخلها.
حمى الله الوطن وقيادته الرشيدة وشعبه العظيم.