فيلادلفيا نيوز
لم أجد تفسيرا تجاه اقدام بعض الذين يُصنفون انفسهم بالساسة في بلدنا على تغيير مواقفهم من قضايا عديدة ذات حضور في الشأن العام والذي يأتي بصور وأشكال مختلفة قد تصل الى النقد الشديد والغضب الجارف دون تقديمهم لأية مبررات أو مستجدات تجعلهم ينقبلون 180 درجة .
لكن الأهم في هذا السياق وقد صنفوا انفسهم بالسياسين ان عليهم تقبل الرأي الأخر سواء كان نقدا أو بحثا عن اجابات مقنعة وراء تغير مواقفهم وقناعاتهم واسوق على سبيل المثال موقف العين السابق والكاتب الإعلامي الدكتور طلال الشرفات من الأحزاب والذي هو أحد مؤسسي حزب الميثاق الوطني وأكن له جزيل التقدير والإحترام .
ويحضرني هنا مما قاله الشرفات عن حزب الميثاق خلال استضافته ببرنامج نبض البلد في مطلع العام الماضي والذي تبثه قناة رؤيا ( ان تأسيس الحزب كان التقاط ذكي للتوجيهات الملكية بوجود تيارات قوية على الساحة السياسية في الأردن وأنه أي حزب الميثاق حزب الوطن والأردن وليس حزب حكومي معتبرا ان قانون قانون الانتخاب الجديد الذي كان أحد مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية سيؤدي إلى زيادة في الانتساب للأحزاب وأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى نظرة مختلفة في التعاطي مع القاعدة الحزبية وأن لا يكون الإنتماء الحزبي قائما على أساس أن يكون نقيضا للوطنية والمواطنية مشيرا في ذات الوقت الى ان من ضمن مصادر تمويل حزب الميثاق أعضاءه من رجال المال والأعمال وكذلك الداعمين له من خارج الحزب ) .
كما يحضرني ايضا مقالة له نشرها موقع عمون بتاريخ 22 / 1 / 2023 بعنوان ” الميثاق الوطني ورهان المرحلة ” قال في مقدمته ( حزب الميثاق الوطني قطع بالأمس شوطاً مهماً بانتخاب أعضاء المجلس المركزي للحزب في ثمانية عشر دائرة حزبية في المملكة، وأضاف لبنة جديدة ومعقولة للاستجابة الشعبية للاستحقاقات الدستورية والقانونية المتعلقة بالتحديث السياسي وفق أحكام قانوني الانتخاب والأحزاب. والحقيقة وبعيداً عن وجهات النظر المخالفة فإن الرَّهان معقود على الميثاق الوطني لقيادة تيار الوسط المحافظ وفق الثوابت الراسخة التي التقى عليها المؤسسون . )
أما الجديد في موقف الشرفات حيال الأحزاب بوجه عام ما قاله خلال ندوة أقامتها جمعية الفكر والحوار مؤخرا بالتعاون مع جامعة عمان العربية حول الشباب والمشاركة الحزبية حيث قال ان ( الأحزاب الأردنية بمجموعها فشلت حتى الآن في تمكين الشباب والمرأة، وأن هيئاتها القيادية تشكل حالة استنساخ رديء لتجربة التسعينات ) ولا اعتقد بقوله ” بمجموعها ” انه استثنى حزب الميثاق الذي هو احد مؤسسيه وكان المنافح عن دوره ونهجه باعتباره أمل المستقبل .
واضاف ( أن حالة الاغتراب ما بين الطبقة السياسية والشباب ما زالت قائمة وتشي بحالة من النفور الخطير الذي سيرافق المسيرة الحزبية في المرحلة القادمة وأن التناقض الكبير ما بين الخطاب المعلن والممارسة الحزبية ما زال سمة سلوك قادتها دون تفرقة ما بين الأحزاب الناشئة والقديمة ) لافتا الى ان هذه الأحزاب التي ملأت الدنيا ضجيجاً بحرصها على تمكين الشباب والمرأة لم يزد نسبة الشباب في أطرها القيادية عن 5 % في حين خلت المواقع الأولى من تمثيلهم ولم يزد تمثيل المرأة عن 10 % ودون تمثيل في رأس تلك الاطر.
وانتقد الشرفات في سياق حديثه اسلوب التوافق على اختيار قيادات الاحزاب كما حصل بالنسبة لحزب الميثاق مؤخرا وقال ( أن التوافق على اختيار القيادات الحزبية خيار يقترب من العدمية ويكرّس الفردية والشخصنة، ويقتل روح المبادرة عند الشباب والمرأة ويعيد انتاج تجارب اثبتت فشلها منذ عقود، ويقزّم آفاق الخيار الديمقراطي الحر) .
الجدير ذكره ان حزب الميثاق الوطني قد شهد بعد ايام من اختيار قياداته بالتوافق انسحاب عدد من مؤسسيه احتجاجا على آلية اختيارهم بحسب بيان اصدره النائب علي الطراونة .
خلاصة القول وقد شهدنا في اعقاب اقرار مخرجات مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ” دستوريا ” اندفاع العديد من الشخصيات الى تأسيس احزاب بذات الطعم واللون من قبل مسؤولين سابقين ورجال ومال وأعمال يبقى السؤال هل سنشهد مستقبلا تشكيل حكومات برلمانية عمادها احزاب لا يتجاوز عدد اعضائها خمسة الاف شخص ؟