فيلادلفيا نيوز
الغابات المحترقة ودخانها يشعل القلوب حرقة والما على ما تمت خسارته من هذا الكم الهائل مما زرعه الإباء والاجداد طوال سنين خلت ليترك للنيران تأكله في ساعات، في غياب بعد النظر والاستجابة لمقتضيات منع سهولة انتقال النار بهذه السرعة الفائقة، فكانت استجابة النيران أسرع بألاف المرات من استجابة معالي وزير الزراعة ووزارة الزراعة للنداءات المتكررة والمناشدات العديدة والدعوات الجادة والتحذير المسبق مما وقع، فبأي ذنب تصل النيران الى هذه الأماكن العذراء التي لم تترك لبراءتها، وهذه الأماكن التي شكلت غطاء جميلا لبيئة تركت بإهمال شديد ولم تقم وزارة الزراعة بواجبها للاحتياط لمثل هذه الحوادث، وكم ناشدنا الوزارة بعمل ما يعرف بخطوط النار والانتباه والمراقبة الحثيثة اثناء مواسم التنزه، نحن لا نعفي المواطن المهمل من المسؤولية، ولكن الوقاية اهم بكثير من العلاج، خسارة كبرى تتمثل في حجم الكارثة التي خلفها الحريق الأخير في منطقة وادي الشام والصفصافة، بين محافظتي عجلون وجرش، يضاف اليها الجهد الجبار لأجهزة الدفاع المدني والقوات المسلحة واستنزاف الجهود التي بذلت على مدى يومين متتالين، فكان حوالي 077 رجل من خيرة الرجال، تسندهم عشرات الاليات، والطائرات العمودية، تعمل على مكافحة النيران في ظروف صعبة جدا من الحرارة العالية وصعوبة التعامل مع انتشار الحريق، فاحتراق ما يقارب 0077 دونم بهذا الحجم وبدون اتخاذ الاحتياطات يوجب مساءلة وزير الزراعة عن الإهمال في وضع خطة وقاية
مناسبة تمنع امتداد الحريق بهذا الحجم المذهل.
معالي وزير الزراعة، كم طلبنا اللقاء بكم وكان الجواب انكم مشغولون بالاجتماعات، وهذا الغياب عن اللقاءات كان من نتائجه هذه الكارثة البيئة التي سندفع ثمنها لأعوام طوال، ولن نستطيع تعويض الخسارة لعشرات السنين القادمة، فالكارثة تدمي القلب وتفجعنا في هذا الغطاء الجميل، الذي اظنه يستحق من معالي الوزير العناية والرعاية فليس اهم من المحافظة على رصيدنا البيئي المتمثل بهذا الغطاء الأخضر الذي فقدناه
نتيجة غياب بعد النظر والرؤية الثاقبة للحفاظ عليه بكل الوسائل الممكنة، ان ما وقع كان متوقعا في غياب الاهتمام الكافي والمناسب المفترض ان تتنبه له وزارة الزراعة وان تقوم بما يتطلبه واقع الحال، ولكني اجزم ان معاليه لا يعرف مكان هذه الغابات ولم يزرها ولم يمنحها من وقته الثمين ما تستحق، وكان عدم الاستماع للنداءات والصرخات من المواطنين والتحذير مما جرى قبل وقوعه، سببا في حصول ما حصل للأسف، وكان كل ما صدر عن الوزير من تصريحات ينحصر في متابعة الحريق وتحليل أسباب تأخر الانتهاء من السيطرة عليه والاستعانة بالقوات المسلحة وأجهزة الدفاع المدني، واهمل الإشارة الى انه وكوادر الوزارة يتحملون مسؤولية عدم وضع الخطط الوقائية لمنع
امتداد النيران بهذا الحجم الهائل.
ندرك تماما ان ما حصل يصنف في باب الإهمال وسوء الإدارة لملف الغابات في الأردن، ولكن يبقى لدينا امل في ان تمارس الوزارة دورها في وضع الخطط للمراقبة وتصميم خطط للوقاية من تكرار نفس المشهد في أماكن أخرى وان تتحمل المسؤولية عما جرى، فالشجرة التي تحترق ستشكو الى خالقها اهمال البشر ولسان حالها يقول: باي ذنب
أحرقت؟ ولأي سبب اهملت؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل.
النائب ماجد الرواشدة