فيلادلفيا نيوز
شهد مؤتمر مبادرة لندن 2019 “الاردن: نمو وفرص” الذي عقد في العاصمة البريطانية يوم امس الخميس، اجواء ايجابية استثنائية عكست اهتمام المجتمع الدولي والدول والمؤسسات المانحة بدعم الاردن وتعزيز استقراره، وضمان استمراره في تحقيق النمو الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات وايجاد فرص العمل.
وعكست المشاركة الواسعة والحضور الدولي الكبير في اعمال المؤتمر بمشاركة ممثلين عن 60 دولة، اهتماما خاصا بدعم الاردن تقديرا للدور الذي يقوم به بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز استقرار المنطقة وتمكينه من تجاوز التحديات الاقتصادية التي مر بها خلال السنوات الماضية.
وقد القى جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة رئيسية في المؤتمر دعا خلالها المستثمرين ومجتمع الأعمال في العالم، للاستفادة من الفرص والميزات التنافسية التي يوفرها الاقتصاد الأردني من موارد بشرية مؤهلة وطموحة، وموقع استراتيجي يشكل نقطة تلاق للقارات والأسواق العالمية.
كما اكد جلالته ان الاتفاقيات التجارية المتعددة التي وقعها الأردن، تمكن الشركات العاملة فيه من الوصول إلى أسواق تضم مليار مستهلك حول العالم، لافتا جلالته إلى أن الاحترام الدولي الذي يحظى به الأردن يمثل الركيزة للعلاقات التجارية الراسخة.
وشدد جلالته على أن الاردن ورغم كل التحديات بقي منيعا قويا ورمزا للقيم التي يحتاجها عالمنا، موجها جلالته الشكر والتقدير للاردنيين والاردنيات الذين تَمَكنَ الاردن على الدوام بفضل ثباتهم وعزيمتهم، من الوقوف بقوة وشموخ في وجه العواصف الخارجية.
والقى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز كلمة اكد من خلالها، ان تركيز الاردن الفوري ينصب على تحفيز النمو الاقتصادي من أجل توفير فرص أكبر للمواطنين حاليا وفي المستقبل، والعمل على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وزيادة الصادرات وتعزيز بيئة الاعمال واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز التنافسية.
وشهدت اروقة المؤتمر على مدار يوم امس، لقاءات وجلسات عمل تحدث خلالها عدد كبير من وزراء المالية والمسؤولين ورؤساء المؤسسات الدولية والمانحة الذين قدموا شهادات ايجابية بحق الاردن تقديرا لدوره المهم الذي يقوم به على كافة الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية والاصلاحات التي نفذها والتي ستسهم في وضع الاقتصاد الاردني على الطريق الصحيح.
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اكدت في الجلسة الختامية للمؤتمر، ان التركيز على امكانيات الاردن في عدة مجالات مهم جدا ليزدهر ويبقى ايقونة ونموذجا للاستقرار والسلام في المنطقة، وهذا امر يعنينا جميعا.
وقالت “شكل المؤتمر فرصة ان نرى هذا الالتزام من المجتمع الدولي تجاه الاردن ومستقبله، لقد زرت الاردن مرتين في العام 2017 واليوم نحن نبني على هذه الشراكة وملتزمون بدعم الاردن والاصلاحات التي ينفذها”. واشارت الى ان الاردن ورغم انه يعيش في وسط منطقة شهدت تقلبات خلال العقد الماضي، الا انه بقي صامدا ولعب دورا مهما في الحرب على الارهاب وضد عصابة داعش الارهابية، ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
واكدت رئيسة وزراء بريطانيا، ان بريطانيا والاردن وعلى مدى عقود، يتمتعان بشراكة قوية. رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، اكد من جهته ان مؤتمر مبادرة لندن شكل عهدا والتزاما من الدول المشاركة لمساعدة الاردن الذي تعامل مع ازمات خارجة عن ارادته على مدى العقد الماضي.
وقال “تصريحات هامة جدا قدمتها المؤسسات والمنظمات المانحة وخاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فليس من المعتاد ان يقول صندوق النقد الدولي ان دولة ما قد بذلت كل ما بوسعها وهو ما قاله عن الاردن”.
واكد رئيس الوزراء ان مؤتمر مبادرة لندن، إعلان منا جميعاً بأن الفترة التي سكن فينا هاجس كيف ندير الازمة الاقتصادية قد اصبح خلف ظهورنا، ونحن نفكر الان كيف نتعامل مع الفرص المتوفرة، واعتقد اننا كشركاء سنحدث تغييرا وسنعيد الامل لجيل الشباب في الاردن والمنطقة.
وقال الفرص متوفرة، ونحن نراها في السياحة والصحة وتكنولوجيا المعلومات والصناعة والانشاءات، مضيفا انا ممتن لكل شخص بذل جهدا وجاء لهنا للمشاركة وليعلن ان هناك املا يمكننا مع بعضنا ان نحققه.
وزاد “لقد كان مؤتمرا موفقا ويفتح المجال امام الاردن ليطلق مبادراته ويعلن للمنطقة والعالم استعداده لاستقبال الاستثمارات المولدة لفرص العمل والنمو”.
الرئيسة المؤقتة لمجموعة البنك الدولي كريستالينا جورجيفا، اكدت ثقتها ان الاردن بيئة مفتوحة للاعمال وان مصفوفة الاصلاحات التي تم اعدادها لمدة خمس سنوات، تحسن بيئة العمل وتسهم في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقالت “ندرك ان الشباب الاردني مؤهل ويتمتع بالكفاءات المطلوبة لإشغال فرص العمل، ونشيد بالخطوات التي اتخذتها الحكومة الاردنية لتشجيع عمل النساء من المنزل بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة مشاركتهن في التنمية الاقتصادية”.
المممثلة العليا للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني، قالت “نؤمن بقدرة الاردن على ان يكون ارضا للفرص والنمو “والاتحاد الاوروبي والاردن تجمعهما علاقات شراكة وتعاون اقتصادي وعسكري وامني وجهود مشتركة في محاربة الارهاب.
واضافت “على اثر زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى بروكسل في ايلول الماضي، عملنا على تعديل اتفاق تبسيط اجراءات قواعد المنشأ، ونحن مستمرون بدعم الاردن كشريك رئيسي للاتحاد الاوروبي”.
واكدت اهمية الابقاء على هذا الزخم لدعم الاردن، مشيرة الى ان مؤتمر بروكسل3، الذي يعقد خلال الاسبوعين المقبلين وتشارك به نحو 70 دولة، يستهدف تحقيق ثلاثة اهداف: دعم السلام في سوريا، ودعم اللاجئين في سوريا وفي دول الجوار، ودعم الدول المستضيفة لهم وهي الاردن وتركيا ولبنان. وزير المالية السعودي محمد الجدعان، قال “مؤتمر مبادرة لندن هو اعتراف بأن الاردن يأخذ الاجراءات الصحيحة لاصلاح الاقتصاد وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات. والعالم اليوم يقول للاردن بأننا معكم”.
ونحن في السعودية مستمرون وضمن دول الخليج العربي، بدعم الاردن، وقد انشانا صندوقا مشتركا للاستثمارات الاردنية السعودية سيركز على التعليم والرعاية الصحية. ومن يسأل هل انتم ملتزمون بدعم الاردن نقول: نحن والاردن بلد واحد.
وزيرة التنمية الدولية البريطانية بيني موردنت، قالت “نتفق جميعا اليوم ان ازدهار الاردن مهم جدا للمنطقة والعالم نظرا لما يقوم به من دور مهم في تحقيق الامن والاستقرار، والاردن يمثل صوت العقل والحكمة”.
واليوم نجتمع جميعا لمساعدة الاردن في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب، ونحن ندرك ان 75 بالمائة من المحتوى العربي على شبكة الانترنت الدولية، مصدره اردني، وهذا يعود لكفاءات شابة اردنية قادرة على تحقيق النهضة المنشودة.
وعرض عدد من الوزراء الاردنيين المشاركين في المؤتمر، الاجراءات الإصلاحية التي تمت في المملكة لتعزيز البيئة الاستثمارية، ومصفوفة النمو على مدى السنوات الخمس المقبلة والتي تهدف إلى تشجيع الاستثمارات الاجنبية المباشرة، بما يضمن تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل، خصوصا للشباب والنساء اضافة الى الفرص الاستثمارية والمشروعات الوطنية التي تشكل أولوية تنموية للمملكة، خصوصا في مجال الطاقة والمياه والنقل والخدمات.
كما عرضوا الاصلاحات التي انجزها الاردن لضمان تحفيز النمو وجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وشارك في أعمال المؤتمر، ممثلون للقطاع الخاص في المملكة، للحديث عن خبراتهم وتجاربهم في الاستثمار بالمملكة، وعلاقاتهم مع المستثمرين الاقليميين والدوليين، والمشاركات الناجحة مع الأذرع الاستثمارية لعدد من المنظمات الدولية، منها مؤسسة التمويل الدولية.
كما شارك في أعمال المؤتمر، ومن خلال مؤسسة ولي العهد، عدد من الشباب الأردني يمثلون مختلف محافظات المملكة، للحديث عن أولوياتهم وطموحاتهم المستقبلية، وتطلعاتهم لفرص العمل في ظل ارتفاع معدل البطالة، خصوصا بين فئة الشباب.