فيلادلفيا نيوز
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” رسالة سياسية، مفادها ان “المجتمع الدولي لم يتخل عن اللاجئين الفلسطينيين ولن يتركهم ضحايا للعوز واليأس ولن يسهم في حرمان نحو 1.5 مليون طالب وطالبة من حقهم بالتعليم في مناطق عمل “الاونروا” الخمسة.
وقال الصفدي خلال افتتاحه بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في روما، أمس المؤتمر الوزاري الاستثنائي المعني بدعم الوكالة، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وممثل الاتحاد الأوروبي السامي لشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موجيريني، ورئيس الوزراء الفلسطيني حمد الله، ان اجتماعنا “يأتي بظرف استثنائي، “تواجه فيه (الأونروا) أزمة مالية صعبة تهدد حق الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في العيش الكريم”.
واكد الصفدي ان “ما نفعله اليوم وما لن نفعله سيحدد ما اذا كان 500 ألف طالب فلسطيني سيتمكنون من ممارسة حقهم الاساسي بالتعليم المدرسي، وما اذا كان ملايين الفلسطينيين سيستمرون بالحصول على حقهم في المعالجة الطبية اللازمة، كما سيحدد ما إذا كان ما يزيد على مليون رجل وامرأة من اللاجئين سيستمرون بتلقي المساعدات المعيشية”.
وشدد على ان هذه “المشكلة حقيقية وتداعياتها خطيرة، ما يؤكد أهمية ان يكون رد فعلنا كمجتمع دولي بحجم هذه المشكلة وملموسا”، مبينا ان الاستمرار بدعم “الاونروا” رسالة سياسية مفادها ان “العالم ما زال يأبه لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين التي سيمر عليها في الخامس من أيار (مايو) المقبل سبعون عاما من المعاناة والظلم”.
وقال، إن المجتمع الدولي ما يزال ملتزما بايجاد حل عادل لقضية اللاجئين باعتبارها من قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات الامم المتحدة ذات الصلة وبخاصة القرار 194، مبينا أن الأردن ومصر والسويد عملت مع “الأونروا” والاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع العديد من الدول لعقد هذا المؤتمر،
وذلك صرخة لعمل فاعل يؤدي لتأمين ما تحتاج اليه الوكالة للاستمرار بتقديم خدماتها.
واضاف، “نؤكد اليوم على ضرورة استمرار العمل لضمان فاعلية الوكالة، ومركزية التوصل إلى تخطيط مالي طويل المدى، معربا عن الأمل بأن يكون هذا المؤتمر بداية لعملية مستمرة لتقديم الدعم الذي سيمكن “الاونروا” من تقديم خدماتها الحيوية”.
من جانبه، قال الامين العام لمنظمة الامم المتحدة انطونيو غوتيريس، ان الضغوط التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون “يمكن تؤدي إلى انفجار ونتائج سلبية تؤثر على حياتهم ومستقبلهم”، مؤكدا ان “عمل (اونروا) سيبقى حيويا حتى يتم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية”.
وأكد أن الاستمرار بتقديم الخدمات الضرورية والاساسية للاجئين، يسهم في استقرارهم، ويعتبر ورقة رابحة للمجتمع الدولي الذي يجب أن يستمر بتقديم الدعم اللازم للمنظمة الدولية.
واعتبر أن غياب الحل الجماعي للتحديات التي تواجه “الأونروا”، سيسهم بإضعاف دورها بسبب عدم إيجاد موارد متاحة لها، مشددا على ان “مهمة الأونروا لا تقل أهمية عما كانت عليه قبل 68 عاما، عندما أنشئت لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين”.
من جانبه أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطالي أنجلينو ألفانو ان بلاده تعتزم مضاعفة الدعم المالي للأنشطة الإنسانية التي تديرها الأونروا العام الحالي ليصل الى حوالي 17 مليون دولار.
وأشار الى ان بلاده خصصت ايضا حوالي 11.5 مليون يورو لتوسيع نظام الصرف الصحي في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في البقعة وعين الباشا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك للوزير الصفدي ووزير خارجية مصر سامح شكري، والأمين العام للأمم المتحدة، أعلن المفوض العام للأونروا بيير كريمبول، عن “التزام عدد من الدول المشاركة في المؤتمر بتقديم مبلغ 100 مليون دولار دعما للوكالة للمساهمة بسد عجز موازنتها”، وهو ما اعتبره الصفدي “بداية مشجعة لمزيد من العمل الدولي المشترك لدعم الاونروا وتمكينها من القيام بمهامها”.
وقال إن الأردن استضاف منذ شهر العديد من الاجتماعات واللقاءات للتحضير لهذا المؤتمر المهم، ما يعكس الدور الكبير للأردن تجاه قضايا اللاجئين وحرصه على استمرار عمل الوكالة.
وفيما اكد غوتيريس ان المنظمة الدولية ستواصل تنسيقها مع المجتمع الدولي لتوفير التمويل اللازم لضمان عمل الأونروا، اشاد شكري، بنتائج المؤتمر وانعكاساته الايجابية المتوقعة على اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم.
وكان الصفدي التقى على هامش المؤتمر غوتيريس، ووزير خارجية قبرص نيكوس كريستو دولايس، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت، ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني.
وجرى خلال اللقاءات بحث العلاقات الثنائية والتأكيد على اهمية تعزيزها في جميع المجالات، مثلما جرى استعراض الاوضاع في المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لكسر الجمود في جهود حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
كما جرى خلال اللقاءات استعراض المستجدات في الازمة السورية، حيث أكد الصفدي على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في الغوطة الشرقية والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، كخطوة نحو عملية سياسية شاملة وفق مسار جنيف للتوصل إلى حل سياسي وفق قرار الأمم المتحدة 224، يرضى به الشعب السوري ويضمن وحدة الاراضي السورية.
(بترا )