فيلادلفيا نيوز
انطلقت في العاصمة السعودية الرياض اليوم السبت، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني، يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
ويأتي انعقاد القمة التي يشارك فيها عدد من قادة الدول العربية والإسلامية وممثليها، لبحث وقف الحرب على غزة، والأحداث الخطيرة في الأراضي الفلسطينية.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن الاحتلال يشن حربا واسعة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد آلاف الفلسطينيين ودمر خلالها البنية التحتية المستشفيات.
وجدد سمو ولي العهد السعودي الذي يترأس القمة العربية الإسلامية، في كلمته، المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير الممرات الإنسانية والإفراج عن الرهائن وحفظ الأرواح، مشددا على أن ما يحدث في غزة يؤكد فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في مواجهة خرق القانون الدولي، ويبرهن على ازدواجية المعايير، ما يهدد استقرار الأمن العالمي.
واكد ضرورة توفر جهد جماعي لمواجهة هذا الوضع المؤسف وفك الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن المملكة العربية السعودية تؤكد رفضها القاطع للاحتلال والتهجير القسري، وتحمل الاحتلال جرائم قتل الفلسطينيين، مطالبا بإنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة لدوام استقرار المنطقة.
وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مجلس الأمن بحماية المدنيين الفلسطينيين من شر الحرب الإسرائيلية.
وشدد في كلمته بافتتاح القمة العربية الإسلامية في الرياض بالوقف الكامل لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن استمرار الحرب سيؤدي لاتساع نطاقها.
كما أكد أن التهجير القسري للفلسطينيين أمر مرفوض نهائياً، مشددا على أنه “لا حديث عن مستقبل غزة بشكل منفصل عن القضية الفلسطينية بشكل كامل”.
وأضاف أن «إسرائيل تشن حملة تطهير عرقي وإبادة جماعية على غزة»، وتابع أن «التهجير القسري للشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة جريمة دولية.
ولفت إلى أن «حل الدولتين ينشده العالم كله» باستثناء إسرائيل.
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، إن إسرائيل دولة احتلال وعليها القيام بدورها في حماية المدنيين، مشددا على ضرورة فتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الدائمة إلى أهالي قطاع غزة، ورفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني.
وطالب كل دول العالم ومجلس الأمن إلى القيام بدورهم في مواجهة ما يحدث في غزة، ودعم الحل الشامل والكامل للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن ذلك يتطلب مجهودات مشتركة للوصول إلى حل سلمي من أجل إقامة دولة فلسطينية ووفق مقررات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قوات الاحتلال بدأت حرب إبادة لا مثيل لها بحق شعبنا وتخطت كل الخطوط الحمراء، إذ قتلت وجرحت أكثر من 40 ألفا من أبناء شعبنا في غزة معظمهم أطفال ونساء.
وأشار إلى أن الفلسطينيين في الضفة يتعرضون لهجمات إرهابية على يد قوات الاحتلال ومستوطنين إرهابيين، مبينا أن سلطات الاحتلال ومن يساندها يتحملون المسؤولية عن قتل كل طفل وامرأة في هذه الحرب الظالمة.
وأكد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ويجب أن يكون الحل السياسي شاملا، مؤكدا عدم قبول الحلول العسكرية والأمنية بعد أن فشلت جميعها، كما رفض أي مساع لتهجير أبناء شعبنا من غزة أو الضفة الغربية.
وقال “نريد حماية دولية واعتماد حل يتم تنفيذه وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية”، مطالبا مجلس الامن بتحمل مسؤولياته بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات ومنع تهجير الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة بدعمها الكامل للاحتلال تتحمل مسؤولية عدم التوصل لحل سياسي للأزمة.
كما طالب عباس بحل قضية اللاجئين بضمانات دولية وجدول زمني للتنفيذ، داعيا الى حشد دعم دولي لتمكين مؤسسات دولة فلسطين من ممارسة مهامها بما يشمل إعادة إعمار غزة.
وأشار إلى أننا جاهزون لانتخابات تشريعية ورئاسية عامة تشمل كل الوطن الفلسطيني بما فيه القدس.
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن أهالي غزة يتعرضون للقتل والحصار وممارسات لا إنسانية تستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي، مجددا إدانته لقتل المدنيين، مشددا على أن سياسة العقاب الجماعي لأهالي غزة غير مقبولة.
وطالب السيسي بوقف فوري لإطلاق النار بلا قيد أو شرط ومنع تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم، كما طالب بصيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وحذر الرئيس المصري من أن التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسعها في المنطقة، مؤكدا ضرورة إجراء تحقيق دولي في انتهاكات قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة.
وقال مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) فيليب لازاريني، إن أهالي قطاع غزة يشعرون أن العالم تخلى عنهم.
وأكد أن الوضع في غزة كارثي وصادم، وكل شيء يشارف على النفاد من غذاء ودواء ووقود، مشيرا إلى أن هناك قتلاً ممنهجًا للفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية.
وشدد على أن المزاعم الإسرائيلية ضد مدارس الوكالة محض أكاذيب، مشيرا إلى أن وكالة “الأونروا” بحاجة ماسّة للتمويل للقيام بواجباتها.
وطالب بإدخال المساعدات الإنسانية لأهل غزة بدون شروط وزيادة ما يدخل منها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن الكلمات عاجزة عن وصف ما يجري في غزة واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس بشكل وحشي، مشيرا إلى أننا رأينا أمهات يحضن أطفالهن وقد فارقن الحياة وآباء يبحثون عن أفراد عائلاتهم بين الركام والحطام.
واكد أردوغان أننا نواجه بربرية غير مسبوقة في التاريخ تقصف بها المشافي والمدارس ومخيمات اللجوء ويقتل المدنيون في غزة، مشيرا الى أن من يسكت على الظلم شريك فيه وعلى قدر المساواة.
وأضاف، إن الولايات المتحدة والغرب يدعيان حقوق الإنسان لكنهما للأسف نسيا ذلك أمام ممارسات إسرائيل، حيث لم تدع هذه الدول الى وقف إطلاق النار.
وأكد ضرورة أن ينظر مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية في جرائم إسرائيل في غزة التي حرمت من المساعدات الإنسانية في وضع يشبه جهنم ويجب أن نبذل جهودا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، مشددا على ضرورة استمرار دخول المساعدات الإنسانية دون توقف وإيصال الوقود إلى المستشفيات.
ودعا الرئيس التركي وكالة الطاقة الذرية الى الكشف عن أسلحة إسرائيل النووية، مؤكدا أنه لا يمكن المرور على هذا الأمر مرور الكرام.
وأكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ضرورة الوقف التام لإطلاق النار في غزة، مشيرا الى أن إسرائيل تقتل المدنيين وتقوم بـ “عقاب جماعي” ضد الفلسطينيين.
ودعا الرئيس الاندونيسي الى دخول لجان تحقيق إلى الأراضي الفلسطينية المحتل، مشددا على أهمية تسريع وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة،.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني في القطاع “مثير للقلق”، وعلى منظمة التعاون الإسلامي الاستمرار بالدفع باتجاه حوار لاستئناف محادثات السلام.
بدوره، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إن المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر ووضع حد لهذه الحرب العدوانية، الأمر الذي يشكل خطرا على جميع المستويات.
وأضاف إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يعامل إسرائيل كدولة فوق القانون الدولي، متسائلا إلى متى يظل المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي.
وأشار إلى أننا لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ، من كان يتخيل أن المستشفيات ستقصف علنا في القرن الحادي والعشرين؟
وقال إن النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات، مؤكدا موقف قطر الثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة.
وطالب بفتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم لإيصال المساعدات دون عوائق أو شروط، نأمل في التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل، لافتا إلى أننا ماضون في دعم كل الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين.
ودان بأشد العبارات استهداف المنشآت الصحية وتبرير ذلك بادعاءات غير مثبتة، مطالبا الأمم المتحدة بإيفاد فريق تحقيق دولي في قصف المستشفيات.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهكت القيم الإنسانية، وشنت هجوما وحشيا على غزة باستعمال القنابل المحظورة دوليا، مبينا أن أغلب ضحايا الاحتلال هم من الأطفال والنساء والطواقم الطبية والإغاثية.
وأكد أن غزة باتت أكبر سجن في العالم بسبب الحصار الإسرائيلي الذي تتعرض له، داعيا إلى اتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.
وبين أن التظاهرات المليونية في مختلف أنحاء العالم تؤكد أن الدفاع عن فلسطين في ضمير الشعوب، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تبطل مفعول جميع المنظمات الدولية.
وشدد على أن أهم خطوة اليوم هي وقف إطلاق النار، وخروج قوات الاحتلال من غزة بشكل عاجل، مطالبا برفع شامل للحصار المفروض على قطاع غزة وفتح معبر رفح دون قيود أو شروط.
ودعا إلى تشكيل محكمة دولية للقوات الإسرائيلية المشاركة في عمليات القتل في غزة، مؤكدا أن على جميع الدول بما فيها الإسلامية توفير الأمن للفلسطينيين في المناطق المحتلة.
وقال ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد، إن جرائم إسرائيل في غزة تنذر بتداعيات سلبية على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع، مشيرا إلى أن إسرائيل تمارس عقابا جماعيا لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن هذه المأساة نتيجة لعدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، مؤكدا “نرفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ونرحب بالدعوة لهدنة إنسانية في القطاع”.
مشددا على أن أولى خطوات إحلال السلام في المنطقة هي حل القضية الفلسطينية حلا شاملا ونهائيا، مطالبا بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.