فيلادلفيا نيوز
عجّت وسائل التواصل الاجتماعي في يومين بتجريم من سولت لهم انفسهم تحريفُ الارث والتاريخ بطمس ورسم حروف منبوذة، فشكراً لكل من أنتفض وثار وكتب واستهجن بحق هذا الجًرم.
ما يدهشني ان النسبة الأكبر ممن استهجنوا هم من يرسمون يومياً بعبثِ اقلامهم وصور كاميرات هواتفهم ما هو أشد ايذاءً لمرافق الوطن ومؤسساته تعليقاً وتحريفاً وإثارةً لفتنة او رصداً وبحثاً عن غنيمة، واجزم أنهم هم من لم يزوروا اصلاً تلك الأعمدة الاثرية، ولكن كانوا أكثرَ حماساً لخبرٍ جديد على صفحاتهم التي بعظهم شوهها بأيديهم وبطريقة لا ينفع فيها مختص أو طين أو معالجة كيميائية لسواد اقلامهم بحق وطن ومؤسساته.
المفارقة كبيرة وسيغضب الكثيرون مما أكتب ولكن هو كما أنا أكتبُ واقول ما اؤمنُ به أو ألمسه في حياةٍ يوميةٍ فسامحوني يا من أنتم لستم من ذاتِ الفئة.
الوطن ومؤسساته وشخوصٌ كبارٌ هم الاولى في الصون والحماية والحراسة من الطعن بها وهم أولى بمنع ايدي وافواه وأقلام المخربين، والوطن ومؤسساته وابناءهً الاوفياءُ هم الاولى في صورةٍ وكلمةٍ ومساندةٍ تسويقاً وتفاعلاً ليعطوا ما هو واجبٌ عليهم.
لا اقصد أحد بعينه فيما أكتب، ولكن أقصد عقولكم الواعية، لنرى ونوجه حماسنا في رعاية وصون وطن اكبر، ولنعلم ان أعمدةَ موقعٍ أثري هي إرثٌ لسيرةٍ قديمة، وهي مزارٌ لسائح او عشق لاصالة مواطن ووطن، وهي بالأهمية البالغة، ولكن آمل أن يكون حماسكم أكبر لنعزز ما نسعى إليه لمستقبل مشرق اساسه علمٌ وعمل جماعي وفكر توعوي مشترك.
وسنرى أننا غداً سننسى الأعمدة وما جرى بحقها، وقد نكون أصلاً لم نقراء أين هي بالخبر المكتوب، ولكن لن ننسى مستقبلنا وما نسعى إليه.
ولنعلم انها ستكون اعمدةٌ بخطوط تخريبيةٍ بشعة هي الأعلى مشاركةً في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، وسيعلم المُهتمُ بخبر موقع سياحي من خارج الوطن بعبث اثنين من الجاهلين، وكنت أتمنى ان لا يتجاوز الامر الا ان يعاقبوا ويُكتبُ خبرٌ بجرمهم للتوعية لا أكثر، وتكون اقلامُنا وصورنا التي يسجلها نشطاء القلم والصورة هي جمال وتسويق لموقع سياحي جديد فيكون الجواب والبحث في محرك العالم على الشبكة العنكبوتية هو المستقبل لنا بما كتبوا وصوروا.
نضال المجالي.