فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
شهدت الساعات الأخيرة أول من أمس، يوما فاصلا في تاريخ المملكة العربية السعودية وذلك بعد صدور قرار الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة. هذا القرار انعكس على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بالخبر ما بين مهنئيين ومؤيدين ومعارضين وساخرين ليكون هذا الأمر حديث الساعة.
وسجل هاشتاغ #الملك-ينتصر_لقيادة-المرأة، وهاشتاغ #حريم-بيتي-لن-يقودوا، و#الشعب-يرفض قيادة-المرأة حضورا كبيرا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وسارعت هيئة كبار العلماء في السعودية لإطلاق تغريدة تؤيد فيها الخبر جاء فيها “حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية”.
وغرد امام الحرم الملكي سعود الشريم على القرار “سخر الله لعباده وسائل التنقل تكريماً لهم (وحملناهم في البر والبحر) والعبد بوازعه وحسن قصده سيعان عليها في ما سخرت له شكرا لمسخرها دون تجاوز”.
وكان للمشاهير على تويتر تفاعل كبير من خلال تغريدات.
كما هنأ بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا القرار، فيما قالت زوجته ميلانا ترامب “ يوم تاريخي للنساء في السعودية وإنها خطوة تأتي في الاتجاه الصحيح”، وتبعتها ايفانكا ترامب التي هنأت الشعب السعودي بهذه الخطوة مغردة على حسابها “اليوم كان يوماً تاريخياً للنساء في السعودية بعد صدور مرسوم يرفع الحظر على قيادة المرأة”.
أما المدونة هتون قاضي التي غردت “ذكروني كدة، كان اسمها مين دي التي #لن-تقود؟؟؟، كنت متأكدة انه راح نسوق قبل قيام الساعة وقد.”.
فيما غردت أميرة الطويل “قرار تاريخي، نتذكر للملك فيصل دعمه لقرار تعليم المرأة، وللملك عبدالله إدخالها مجلس الشورى فرأينا انجازاتها وسنتذكر للأبد #الملك-ينتصر-لقيادة-المرأة”.
أما الإعلامية منى أبو سليمان فاختصرت تغريدتها بكلمات “والآن تستطيع أن تقودها”. وبتغريدة فكاهية غردت زميلتها الاعلامية لجين عمران “تحمست أمسك خط بسيارتي من الإمارات للسعودية”.
أما الاعلامي ناصر القصبي عبر عن فرحه بالخبر بتغريدة “الله يعينكم عاد يالحريم بعد هالقرار تزهبوا نبي نطقطق عليكم على هالموضوع سنة كاملة، عزيزتي تعديل نقابك سبب انقلابك”.
وغردت الصحفية السعودية ومقدمة البرامج سارة دندراوي “دمعت عيوني شكراً أبو فهد”. في حين علق الداعية سعيد القحطاني بتغريدة على تويتر “القرار غير إلزامي لمن لا يرغب والمرأة المحتشمة ستبقى محتشمة سواء قادت السيارة أو مشت على قدميها والمسألة احتياج وسماح لمن ترغب أو تحتاج”.
في حين كان الغالب على التغريدات التي انتشرت تحت هاشتاغ #الشعب-يرفض- قيادة- المرأة؛ الغضب والاستياء من القرار معتبرين أنه بداية الهلاك فكان منها “ليلة حزينة يا وطني”، “أنا امرأة وأرفض قيادة المرأة للسيارة الى أين سيأخذون البلد؟! “هذه بداية الفتن وفساد الشباب”، “هذا هو التفكك والانحراف وفقدان الهوية”، “هل انعدم الرجال لكي تسوق المرأة!! كل امرأة وكل رجل غيور على أهله وبنات وطنه لن يقبل هذا الأمر”.
وكان هاشتاغ #الشورى-يناقش-قيادة-المرأة قد تصدر قائمة الهاشتاغ عالميا لساعات، قبل صدور القرار النهائي، وذلك بعد أن طلبت عضوتان في مجلس الشورى السعودي إعادة مناقشة قانون المرور للسماح بقيادة المرأة.
وبعيداً عن المؤيدين والمعارضين للقرار كان هناك فئة من الناس الذي أخذوا الأمر بحس الفكاهة، وغلب على تعليقاتهم وتغريداتهم مثل “تعديل نقابك سر انقلابك”، “التفحيط بكل مكان من اليوم وصاعداً”، “ألو بابا السيارة أغمى عليها.. ما ادري شفيها”.
وفي ذلك تقول الناشطة والحقوقية ورئيسة جمعية معهد تضامن النساء الأردني الدكتورة أسمى خضر أن “هذا القرار جاء متأخرا، ونحن نحتفل بانتزاع المرأة السعودية لحق أساسي من حقوقها، الا أنه أن يأتي خير من أن لا يأتي أبداً”.
وتشير الى أن ذلك جاء بفضل جهود النساء اللواتي طالبن بهذا الحق منذ زمن طويل، وتعرضن لضغوط وتهديدات، الا أنهن في النهاية انتزعنه وحصلن عليه بالرغم من أن القرار ضمن شروط تمييزية، وكأنهم يتعاملون مع المرأة على أنها قاصر، وبحاجة لوصي وولاية عليها، مبينةً أن هذه الشروط ستتلاشى عما قريب.
وتعتبر خضر أن التحول في المجتمع السعودي بدأ من خلال مظاهر عديدة مثل مشاركتها في الانتخابات، الا أن هذه الخطوات تحتاج لاعتراف تام بأهلية المرأة وتساويها مع حقوق الرجل بشكل كامل.
الأمر الملكي كان قد أشار الى “ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها”.
وأضاف ان القرار استند الى رأي “غالبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة”.
وتابع أنهم “لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة”. وأفاد الامر الملكي نقلا عن العلماء ان “الدولة حارسة القيم الشرعية، وتعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته”.
ويذكر أنه تم اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية بما فيها إصدار رخص القيادة على الذكور والإناث على حد سواء، وأن تشكل لجنة على مستوى عال من وزارات: (الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية)؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ اعتباراً من 10 / 10 / 1439 هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه”.
ونشرت شروط قيادة المرأة للسيارة في السعودية، وهي ألا يقل عمر السائقة عن 30 سنة، وموافقة ولي أمر السائقة على قيادتها للسيارة، والحصول على رخصة قيادة من مركز تعليم القيادة النسائي، وأن تكون السائقة محتشمة في لبسها ولا تضع أي مواد للزينة بتاتا.
إلى ذلك، يسمح لها بالقيادة داخل المدينة فقط، ولا يسمح لها بالقيادة خارجها بدون محرم سواء القرى أو الضواحي، وتحدد أوقات السماح بالقيادة من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثامنة ليلاً أيام السبت إلى الأربعاء، وفي يومي الخميس والجمعة من الساعة الثانية عشر بعد الظهر إلى الساعة الثامنة مساء، وأن تحمل معها هاتفاً للحالات الطارئة، والاتصال على مركز المرور النسائي في حالات التعديات والمشاكل أو عطل السيارة.
كما عليها دفع مبلغ مالي معين سابقاً في حساب الرخصة لدى المرور النسائي مخصص لتصليح أعطال وبنشر السيارة عند الحصول على الرخصة.
ورغم القيود الاجتماعية ، تشهد المملكة بوادر انفتاح مع صدور القرار بالسماح للمرأة بالقيادة وقبله تخفيف احكام ولاية الرجل على المرأة، وكذلك عدم حاجة النساء الى موافقة الرجل للعمل.
وبعد قرار السماح بالقيادة، دعت ناشطات على تويتر إلى إلغاء نظام ولاية الرجل بالكامل.
