فيلادلفيا نيوز
التقى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون يوم الجمعة وتبادل الاثنان الابتسامات وتصافحا في المنطقة الحدودية منزوعة السلاح مع انعقاد أول قمة للكوريتين منذ أكثر من عقد.
وتناقضت مشاهد الحديث الودي بين مون وكيم بشدة مع لقطات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية العام الماضي والتجربة النووية الأكبر التي أجراها الشمال وأدت إلى عقوبات دولية واسعة ومخاوف من نشوب صراع على شبه الجزيرة الكورية.
وتأتي القمة قبل أسابيع من لقاء مزمع بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال كيم قبل أن يبدأ هو ومون وكبار مساعديهما المحادثات في قرية بانمونجوم الحدودية ”إننا اليوم عند خط بداية حيث يسطر تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات بين الكوريتين“.
وقال مسؤول كوري جنوبي إن كيم أخبر مون في جلستهما الخاصة بأنه جاء إلى القمة لإنهاء تاريخ من الصراع ومزح الزعيم الكوري الشمالي مع رئيس الجنوب قائلا إنه يأسف لأنه كان يبقيه مستيقظا بسبب تجارب إطلاق الصواريخ في ساعات متأخرة من الليل.
وأضاف المسؤول أن كيم قال لمون إنه مستعد لزيارة البيت الأزرق الرئاسي في سول وأنه يود لقاءه على فترات أكثر تقاربا في المستقبل.
وبعد محادثات استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة خلف الأبواب المغلقة عاد كيم إلى الجانب الكوري الشمالي من الحدود قبيل الظهر في سيارة ليموزين رافقها الحرس الشخصي.
ومن المقرر أن يغرس الزعيمان بعد تناول الغداء شجرة تذكارية ثم يستأنفان اجتماعهما ويختتمان اليوم في المساء بتناول العشاء ومشاهدة فيلم.
وقبل أيام من القمة أعلن كيم تعليق التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى وتفكيك موقع التجارب النووية الوحيد المعروف في كوريا الشمالية.
وأخفقت قمتان سابقتان بين زعيم الشمال ورئيس الجنوب، وكانا في بيونجيانج عامي 2000 و2007، في وقف برامج الأسلحة الكورية الشمالية أو تحسين العلاقات بشكل دائم.
وقال كيم ”اليوم وبدلا من التوصل إلى نتائج لن نتمكن من تنفيذها مثلما حدث في الماضي فإننا يجب أن نحقق نتائج جيدة من خلال الحديث بصراحة بشأن القضايا الحالية والقضايا ذات الأهمية“.
* أول من يعبر الحدود
واستقبل مون كيم عند خط ترسيم الحدود العسكرية ليصبح كيم بذلك أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.
وفي لفتة عفوية، دعا كيم الرئيس الكوري الجنوبي لعبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الكوري الجنوبي من الحدود.
وقال كيم ”كنت متحمسا للقاء في هذا المكان التاريخي وإنه لأمر مؤثر بالفعل أن تأتي كل هذه المسافة إلى خط ترسيم الحدود للترحيب بي بنفسك“.
وتسلم كيم ومون باقة ورد من طفلين كوريين جنوبيين.
وسار الزعيمان على سجادة حمراء وكان في انتظارهما حرس الشرف الكوري الجنوبي في زي تاريخي فيما عزفت موسيقى تقليدية.
وتوقف كيم للتوقيع في دفتر الزوار ببيت السلام في كوريا الجنوبية قبل بدء المحادثات.
وكتب كيم باللغة الكورية في الدفتر ”تاريخ جديد يبدأ الآن. عهد من السلام“ ثم ترك توقيعه والتاريخ.
وقال البيت الأبيض في بيان مع بدء قمة الكوريتين إن الولايات المتحدة تأمل في أن تحرز المحادثات بين كيم ومون تقدما في سبيل تحقيق السلام والرخاء.
وأضاف أنه يتطلع إلى مواصلة المناقشات مع كوريا الجنوبية استعدادا للاجتماع المزمع بين ترامب وكيم في الأسابيع المقبلة.
* بيان مشترك
وتوجه مون إلى مكان القمة في موكب كبير وتوقف قليلا لتحية العشرات من مؤيدي القمة بين الكوريتين والذين لوحوا بأعلام كوريا الجنوبية قرب البيت الأزرق الرئاسي في سول.
وتجمع مئات المتظاهرين في وسط سول منذ الصباح الباكر إما للاحتجاج على القمة أو للتعبير عن دعمهم لها.
ومن المتوقع أن تصدر الكوريتان بيانا مشتركا في ساعة متأخرة اليوم الجمعة وقد يطلق عليه اسم إعلان بانمونجوم. وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية إن البيان قد يتطرق إلى نزع السلاح النووي والسلام وتحسن العلاقات.
والكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية إذ انتهت الحرب الكورية بهدنة لا معاهدة سلام.
ويوجد 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية ضمن إرث الحرب الباردة بين الجنوب والولايات المتحدة والأمم المتحدة من ناحية والشمال المدعوم من الصين وروسيا من ناحية أخرى.
ومن المتوقع أن يلتقي ترامب وكيم في أواخر مايو أيار أو يونيو حزيران. وقال الرئيس الأمريكي أمس الخميس إنه يفاضل بين عدد من المواعيد والمواقع المحتملة للقاء.
ولهذه القمة بين الكوريتين أهمية خاصة لأسباب كثيرة مثل انعقادها في المنطقة منزوعة السلاح وهي قطعة أرض مساحتها 260 كيلومترا نصت الهدنة بين البلدين عام 1953 على أنها ستكون منطقة عازلة بين الجنوب والشمال.