فيلادلفيا نيوز العقبة – في الوقت الذي فرض فيروس كورونا صباحات هادئة مليئة بالاسترخاء ونحن قابعون في الحظر الجزئي والشامل، تنهض مرام بركات كل صباح هي وزملاؤها بلجنة تقصي الأوبئة في العقبة لاصطياد الفيروس ومنع انتشاره.
وتعمل بركات موظفة في قسم الرصد الوبائي بمديرية صحة العقبة، وهي ضمن فريق الاستقصاء الوبائي الذي يعمل بشكل يومي هناك. تصف بركات، وهي اختصاصية في الصحة العامة، وحازت على اعتمادات دولية في مجال السلامة والصحة المهنية ، تجربتها قائلة: إنها ليست سهلة، فهناك مخاطرة بسحب العينات من المعابر والحدود نظرا لحركة عبور الشاحنات القادمة من دول عديدة من بينها دول منتشر فيها فيروس كورونا.
وبينت بركات، الأم لأربعة أولاد، أن عملها في تقصي الفيروس أضاف لها تجارب وخبرات جديدة، فهي تعلمت كيفية التعامل مع الوباء الذي ليس له علاج او مطعوم، فضلا عن وجود تاثير سياسي واقتصادي واجتماعي له.
ورغم تعاون أسرتها ودعمها لها، إلا أن التجاوب في البداية لم يكن سهلا لخوفهم وقلقهم عليها من إحتمالية تعرضها للإصابة، أو لنقل المرض لأحد أفراد الأسرة. وانخرطت بركات منذ (3 ) شهور مع فريق الاستجابة السريعه للوبائيات والفاشيات الذي تم تشكيله في مديرية الشؤون الصحية بمحافظة العقبة وعمل على بناء استراتيجيات وزارة الصحة، وبروتوكولات منظمة الصحة العالمية .
وبينت بركات أنه منذ تأسيس الفريق الميداني تم وضع برنامج للمناوبات، يضعهم تحت الطلب ٢٤ ساعة حيث تتوزع ادوارهم بالعمل في المعابر والحدود ومداخل المدينة. وقالت: في البداية كان العمل جديدا علينا لأنها المرة الأولى التي نواجه فيه جائحة أو وباء، وإن كنا بالوضع العادي نعمل في مكافحة الأمراض المعدية الوبائية، لكن بالمعدل الاعتيادي الذي لا يشكل خطرا.
وأضافت “لكن في وضع كورونا فإن مجال العمل أوسع وأشمل، وأكثر جدلا من حيث المخاطر وخطوات العمل التي يجب أن تنفذ بحذافيرها دون نسيان اي خطوة او مهمة”.
وتحدثت بركات عن تفاصيل يومهم، إذ قالت إن يومنا كان يبدأ بالرجوع للبرنامج لتحديد مكان العمل ثم الاستعداد بالتزود من معدات الوقاية الشخصية وارتداء مريول او افرهول العمل، القفازات، الكمامة، وحمل المعقم، وجهاز قياس الحرارة الالكتروني واليدوي .
وأضافت أن هذه الحقيبة الصغيرة التي لم تفارقنا لمدة ثلاثة شهور، وأصبحت رفيقا يجب التأكد من اكتمال عناصره يوميا قبل التوجه لمركز العمل.
وتابعت بركات أنه “في المعابر والحدود سواء الجوية او البرية او البحرية، كنا نمضي ساعات العمل في الرصد الوبائي، نقوم بفحص كل شخص يدخل المملكة مسافرا او عابرا او عاملا او سائحا”، مؤكدة أنه “لم يفلت من قبضة قياس درجة الحرارة اي شخص منذ ثلاثة شهور”.
وقالت إن اي شخص كانت تظهر عليه علامات ارتفاع الحرارة والإجهاد، تبقى عليه خطوات عمل الرصد الأخرى من المشورة وتتبع مناطق العبور قبل الوصول للعقبة، موضحة ان الفريق يقوم بقياس حرارة العابرين يدويا، والذين يتراوح عددهم بين 600 – 800 شخص يوميا.
واتاحت الجائحة لمديرية صحة العقبة الكثير من قصص النجاح بواسطة التشبيك مع الجهات العاملة الأخرى في مواجهة هذه الجائحة
المصدر:الرأي