فيلادلفيا نيوز
أقام الفريق الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ندوة بعنوان ” قراءة في تجربة الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عبر مواسمها الخمسة الماضية شارك بها كل من د إخلاص القنانوة / الأردن الفائزة بالمركز الأول للعام 2019 عن ترجمتها لكتاب ” العلم في تجل” لفرانز روزنتال وقالت في مداخلتها حول الترجمة بين الشغف الذاتي والرسالة الإنسانية، بأن المردود المادي للمترجمات عادة لا يكون عاليا وليس مغريا للمترجم لقضاء وقته فيه لو كان هذا هو دافعه فحسب لذا إن المترجم الجاد والمسؤول يعيش حالة من العلاقة بينه وبين النص المترجم تقوم على الحب والرغبة في الكشف عن عالم مجهول، وبينت أن عملها في كتابها المترجم الفائز استغرق 24 شهرا بالتشارك مع زوجها أ يحيى القعقاع وعلقت على طول مدة الترجمة بأن ترجمة هذا العمل لم تكن لتخضع لمعايير الترجمة العادية وإنما ترجمة بحثية وتحقيق وتدقيق وقراءة عميقة في ذات الموضوع قبل ترجمته وبينت أن المترجم الشغوف هو نتاج باحث جيد كون المترجم يتلقى معرفة أيضا من خلال ترجمته وليس نقل نص من لغة إلى أخرى.
وقدم الأستاذ الدخول جمال شحيد مداخلته بعنوان مسؤولية المؤسسات العلمية تجاه العمل المترجم، وبين تجربته في ترجمة كتابه الفائز في العام 2017 بالمركز الثاني من الفرنسية إلى العربية، عن الكتاب” المسرات والأيام لمارسيل بروست” وبين شحيد أن وضع الترجمة في العالم العربي تحسن في العقود الأخيرة تحسنا طفيفا لكنه جيد كونه يؤشر على ازدهار حركة الترجمة من جديد وبين الفضل للمؤسسات المتخصصة في الترجمة في العالم العربي ومنها جائزة الشيخ حمد للترجمة وطالب د شحيد بضرورة إنصاف المترجم ماديا وتفعيل حماية الملكية الفكرية بشكل واضح ودقيق نظرا لضياع حقوق المترجمين في أغلب الأحيان، وبين أثر الدعم والتشجيع والمتابعة من قبل تلك المؤسسات على جودة المترجمات وأنها تحظى باهتمام القارىء العربي الناضج
وتناولت المداخلة الثالثة لتي قدمها المترجم والأكاديمي الأمريكي د مايكل كوبرسن الفائز بالمركز الأول للعام 2016 عن ترجمته لكتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل، وبين في مداخلته ( قراءة في لغات الجائزة ومكمن القيمة للموضوع أم للغة” حيث بين أن مساهمة جائزة الشيخ هي تكريم العمل المترجم لذاته بصرف النظر عن لغته وأشاد بأن ما امتازت به الجائزة أنها كرمت الفائزين من عدة لغات وتنوع الأعمال المترجمة مما يضفي قيمة كبيرة على دورها في ازدهار الترجمة وتشجيع المترجمين، وأكد أن الجائزة لها الفضل في تشجيع العمل بالإخلاص وفي تحفيز أصحاب التحدي إلى تر جمة الأعمال المستحيلة كما فعل هو بعد الفوز حيث تفرغ لترجمة مقامات الحريري. وتحدث عن صدور كتابه بعد الفوز بطبعات عديدة لصالح جامعات أمريكية .
ومن تركيا كان الحديث للفائز د محمد جليك عن العام 2015 بالمركز الأول عن ترجمته لكتاب العقل الإخلاقي العربي لمحمد عابد الجابري، حيث بين ماذا يعني له الفوز بجائزة عالمية، مؤكدا أنها زادته إحساسا بالمسؤولية ودفعته للمزيد من لتجويد والمتابعة لأهم الأعمال الفكرية التي تصلح للترجمة من اللغتين العربية والتركية، وتحدث عن تجربته في فعل الترجمة إذ كان يستدعي قراءة أعمال المؤلف كاملة وكل ما كتب عنه قبل الشروع في الترجمة لكي يتسنى له تمثل الوعي الفكري للكاتب بصورة دقيقة تعينه على الترجمة الدقيقة ليس للغة فحسب وإنما للوعي الفكري الذي يتمثل داخل هذه اللغة وأكد أن من معايير التجويد في الترجمة هو البطء الذي يورث السلامة وحسن التدقيق بالإضافة إلى قارة العمل عدة مرات قبل دفعه للطباعة، وقد أكد في ختام حديثة إلى دور الجائزة في ازدهار حركة الترجمة كونه دعي إلى العديد من المؤتمرات والندوات للتحدث عن منجزه بالإضافة إلى الورش في سبل الترجمة الجيدة.
وجاءت المداخلة الخامسة للفائز الصيني للدكتور شوي تشينغ قوه (بسام) لفوزه بجائزة الإنجاز من العربية إلى الصينية للعام 2017 والمعروف باشتغاله في الثقافة الصينية والعلاقات العربية ، تحدث في مداخلته عن دور الصين في دفع عجلة الترجمة وتعزيزها بهدف تقوية الصين ودفعها نحو التغيير والتطوير وتغيير البنية الثقافية للمجتمع الصيني، وبين دور ترجمة الآداب العربية للغة الصينية في رفد مظاهر الإصلاح وخدمة الإبداع حيث ترجم لأعلام الأدب العربي الحديث في الشعر والنثر ، كما أشار د شوي إلى دور دور النشر الفاعل في تحفيز الترجمات الجيدة والمفيدة.
وجاءت المداخلة السادسة للفائز بالجائزة التشجيعية للشباب عام 2018 للمرتجم السوري معاوية عبد المجيد، الذي له العديد من الأعمال المترجمة عن اللغة الإيطالية إلى العربية، حيث تحدث عن معايير انتشار الكتاب المترجم، وبين أه على المترجم مراعاة اختيار الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الثقافتين وتحدث عن معايير الترجمة الشكلية والموضوعية بإسهاب
وكانت المداخلة الأخيرة للفائز الأستاذ الدكتور حسن حلمي من المغرب من الإنجليزية إلى العربية بالمركز الثاني للعام 2016 عن كتابه مختارات من قصائد إزرا باوند حيث تحدث عن ما بعد الجائزة وكيف أسهمت الجائزة في منحه مساحة كبيرة من التواصل مع كبار المترجمين العالميين وكانت فرصة لتلاقي الآراء والأفكار حول الترجمة وقضاياها من خلال مؤتمرالترجمة والمثاقفة الذي يعقده منتدى العلاقات العربية والعالمية سنويا، وأضاف إلى دور الجائزة في تحفيزه لسبر غمار ترجمة الشعر تحديدا حيث أن ترجمة الشعر تشكل تحديا كبيرا للمترجمين، وشكر للجائزة دورها في تكريم المترجمين الذين لم يكن ليلتفت إليهم من قبل .
وانتهت الندوة التي أدارتها د امتنان الصمادي عضو الفريق الإعلامي وبحضور د حنان الفياض المستشارة الإعلامية للجائزة بالتأكيد على دور الجائزة في منح المترجمين والترجمة أفضل السبل لتكون إضافة نوعية في المكتبات العربية والعالمية، وأنها ستظل بانتظار المزيد من المترجمات المميزة لترفع رايتها في عالم الفكر الإنساني.