فيلادلفيا نيوز
أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة السبع الجمعة، عن عقوبات جديدة للحد من قدرة روسيا على مواصلة حربها في أوكرانيا، مستهدفين تجارة الألماس الروسية المربحة مع بدء قمتهم في هيروشيما.
ويجتمع رؤساء سبع من أغنى ديمقراطيات العالم في هيروشيما لمناقشة تشديد الخناق على الاقتصاد الروسي والبحث في سبل مواجهة القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.
وأعلن مسؤول أميركي رفيع في الإدارة الأميركية الجمعة، عن “جهود مهمة هدفها أن تُقيّد إلى حد كبير وصول روسيا إلى المنتجات الضرورية لتعزيز قدراتها القتالية في ساحات المعارك”.
وقال المسؤول إن هذه الإجراءات “ستمنع قرابة 70 كيانا من روسيا ودولا أخرى من الحصول على الصادرات الأميركية عبر إدراجها في اللائحة التجارية السوداء.
وستكون هناك قرابة 300 عقوبة جديدة ضد أفراد وكيانات وسفن وطائرات”.
وأضاف أن دولا أخرى في مجموعة السبع تستعد أيضا “لفرض عقوبات جديدة وضوابط على الصادرات”.
وأوضح أن المجموعة تريد تعطيل الإمدادات للصناعات العسكرية الروسية وسد ثغرات التهرب من العقوبات وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.
كما ستواصل الولايات المتحدة الضغط لمنع موسكو من الوصول إلى النظام المالي العالمي والإبقاء على الأصول الروسية مجمدة إلى حين انتهاء الحرب في أوكرانيا.
توازيا كشفت لندن الجمعة، حزمة عقوبات جديدة على قطاع التعدين في روسيا تستهدف واردات الألمنيوم والألماس والنحاس والنيكل في محاولة لتضييق قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما غربي اليابان “كما تظهر العقوبات التي أُعلِنت اليوم، تظل مجموعة الدول السبع موحدة في مواجهة تهديد روسيا وثابتة في دعمها أوكرانيا”.
وصدّرت روسيا ألماسا بقيمة تقدر بقرابة 4 إلى 5 مليارات دولار في 2021.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي سيستهدف تجارة الألماس الروسية المربحة، في إطار السعي إلى تضييق قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا.
وصرح ميشال للصحافة “سنحدّ من تجارة الألماس الروسية”.
وفي وقت سابق قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي الخميس، إن أحد المواضيع المدرجة للبحث هو صناعة الألماس الروسية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
وأضاف “نعتقد أننا بحاجة إلى الحد من الصادرات التجارية الروسية في هذا القطاع”، مضيفا أن تعاون الهند سيكون حاسما لإنجاح هذا الإجراء.
وتمثل الهند جزءا كبيرا من تجارة الألماس الخام في العالم.
وتابع المسؤول “نود الدخول في حوار معهم لأن صناعة الألماس مهمة جدا في الهند”.
وتعدّ الإمارات والهند، وكذلك بلجيكا عضو الاتحاد الأوروبي، من المستوردين الرئيسيين للألماس.
زيارة حديقة السلام
وستكون هناك فرصة لقادة مجموعة السبع لعرض قضيتهم مباشرة على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي ترتبط بلاده بعلاقات عسكرية وثيقة مع روسيا وقد رفضت حتى الآن إدانة هجوم موسكو.
ومودي هو من بين الكثير من قادة الاقتصادات النامية الكبرى الذين تمت دعوتهم إلى حضور القمة، إذ تحاول مجموعة السبع كسب ود الدول المشككة بالنهج الذي تتّبعه بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا وكبح نفوذ الصين.
ويُتوقع أيضا أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو أمام القمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما نفت الحكومة اليابانية تكهنات بأنه قد يظهر شخصيا في اللحظة الأخيرة.
وتفتتح المحادثات رسميا بعد ظهر الجمعة بعد اصطحاب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قادة المجموعة في زيارة إلى حديقة السلام في هيروشيما لوضع أكاليل على النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما.
وأفادت تقارير بأن كيشيدا الذي يتحدر من هيروشيما والذي حاول إدراج قضية نزع السلاح النووي في جدول الأعمال، أصر على أن يزور القادة أيضا المتحف الذي يوثق المعاناة والدمار الناجمين من القنبلة.
وقال الخميس “آمل أن يُظهر هنا في هيروشيما قادة مجموعة السبع والزعماء من أماكن أخرى التزامهم بالسلام، وهو ما سيبقى في الذاكرة”.
ورغم ذلك، يبدو أن هناك رغبة محدودة في خفض مخزونات الأسلحة النووية، في وقت هددت موسكو بشكل مستتر باستخدام هذه الأسلحة، بينما تثير كوريا الشمالية مخاوف من تجربة نووية جديدة.
وسيصبح بايدن ثاني زعيم أميركي يزور المدينة التي قصفتها واشنطن في نهاية الحرب العالمية الثانية بقنبلة نووية، رغم أنه على غرار الرئيس الأسبق باراك أوباما لا يُتوقَّع أن يقدم اعتذارا عن الهجوم.
الصين
بعيدا من ملف أوكرانيا، ستهيمن الصين على المحادثات التي تستغرق ثلاثة أيام.
وسيكون التركيز على تنويع سلاسل التوريد الحيوية بعيدا من الصين وحماية القطاعات من “الإكراه الاقتصادي”.
لكن الدول الأوروبية تصر على أن هذا لا يعني قطع العلاقات مع الصين، أحد أكبر الأسواق في العالم.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لصحفيين في هيروشيما “نريد تنظيم علاقات التوريد العالمية والعلاقات التجارية والاستثمارية بطريقة لا تزداد فيها المخاطر بالاعتماد على دول بعينها”.
وأكدت فرنسا أن “قمة مجموعة السبع هذه لن تكون قمة مواجهة” بل قمة للتعاون والبحث في المتطلبات في مواجهة الصين.
أ ف ب