الثلاثاء , أبريل 15 2025 | 11:13 م
الرئيسية / stop / في ندوة أقيمت ضمن فعاليات مهرجان “آفاق العربي”..البلوشي والربيعي والطراونة يستعرضون جهود د.عبدالكريم جواد في المسرح العماني

في ندوة أقيمت ضمن فعاليات مهرجان “آفاق العربي”..البلوشي والربيعي والطراونة يستعرضون جهود د.عبدالكريم جواد في المسرح العماني

فيلادلفيا نيوز

 

أقيمت صباح أمس- الأحد- في فندق جراند مينيليوم
الندوة الفكرية المخصّصة لمناقشة جهود د.عبدالكريم جواد في المسرح العماني بمشاركة: الفنان عبدالغفور البلوشي، والكاتب عبدالرزّاق الربيعي والباحثة والشاعرة جمانة الطراونة وقامت بإدارة الجلسة الإعلامية فتحية الخنبشي، التي بدأت الجلسة التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان آفاق العربي للمسرح الجامعي، الذي تنظمه جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط خلال الفترة من 12 إلى 16 أبريل الجاري، بالتعريف بجهود المكرّم د.عبدالكريم جواد الذي يعد أحد مؤسّسي المسرح العماني، حيث قدّم أعمالا عديدة جعلت واحدا من الأسماء الفاعلة في المسرح العماني
وتحدّث الفنان عبدالغفور البلوشي عن مشواره مع عبدالكريم جواد، الذي عمل معه ممثلا في العديد من الأعمال، وأثنى على جهوده في مسرح الشباب، ورعايته للفنانين الشباب ودعمه لهم.

ملحمة مسرحية

وقال الكاتب والشاعر عبدالرزّاق الربيعي “في كل حقل وفي كل مكان هناك أب روحي، يجتمع حوله مجموعة من الشباب يستمدون منه العزم ويستفيدون من خبرته في ذلك المجال، والحياة، وفي مجال المسرح في سلطنة عمان يمثل د. عبد الكريم جواد أبا روحيا للكثير من المسرحيين الشباب، اجتمعت به صفات عديدة فهو كاتب ومخرج، وأكاديمي، وناقد، وباحث، ومدرّب، وفي بدايته الممثّل، فهو مسرحي شامل، لعب جميع الأدوار، وتقريبا، تجده حاضرا في كلّ فعالية ومهرجان مسرحي محلّي، وداعما، فإن لم يكن مشاركا، فبالتأكيد يقدّم مداخلة.
وحكاية د. عبدالكريم جواد مع المسرح العماني طويلة، بدأت مع تأسيس مسرح الشباب في مسقط عام ١٩٨٠ فانضمّ إليه، وتلقّى أولى دروس المسرح من د. مصطفى حشيش، عن تلك المرحلة يقول جواد “كنّا يافعين، ولكننا كنّا ممتلئين بالتطلع والأمل والأحلام”، وفي العام نفسه (١٩٨٠ ) شارك بأوّل مسرحية من مسرحيات الشباب، وكانت ( تاجر البندقية)، في تلك التراجيديا الشكسبيرية وقف ممثّلا، وهو يؤدّي دور(أسانيو) أمام الفنانة فخرية خميس التي أدّت شخصية (اوشيا)، بعدها دخل مجال الإخراج، وشهد عام 1986م إخراجه أول مسرحية وكان عنوانها” أريد أن أفهم” لتوفيق الحكيم، أعقبها بمسرحية ( دختر شايل سمك) التي أعدّها عن موليير، وهو اليوم يعتزّ بها لكونها “كانت محاولة حقيقية لإيجاد مسرح شعبي يقدّم الترفيه والفكاهة بطريقة محترمة وبذات الوقت يحمل رسالة”، كما قال.
وأضاف الربيعي” على المستوى الشخصي يتمتّع د. عبد الكريم جواد بحسّ إنساني رفيع، متواضع، يحتفي بالأصدقاء، ويبتكر المناسبات ليجمعهم، وقبل سنوات بعيدة، اقترح بأن نلتقي مساء كلّ خميس بمقهى منطقة” الخوير” بمشاركة دائرة ضيقة من الأدباء، والفنانين، ومن بينهم الراحل صادق جواد سليمان، ود. خالد الزدجالي، وكان يدعو ضيوف السلطنة لحضور هذه الجلسات ومن بينهم : الكاتب محفوظ عبدالرحمن ود. مدكور ثابت، وبعد سنوات أمضاها خارج السلطنة للتدريس في قسم المسرح بجامعة قطر، عاد ليواصل نشاطاته المسرحية، ويشغل موقع استشاري مشروع المسرح الوطني، فرهاناته على المسرح العماني تبقى قائمة
طبعا قائمة العروض التي أخرجها طويلة لكنني سأتوقف أمام عرض واحد هو (زهراء سقطرى)
بمناسبة مرور عشرين سنة على تقديمه من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب عام 2005م على قاعة مسرح الشباب حمل عنوان (زهراء سقطرى)، وقبل الحديث عن العرض لابد من ثلاث إشارات أن المخرج خاض بهذا العرض غمارا صعبا نظرا للروح الملحمية التي كتب بها د. سمير العريمي نصه الأول الذي وقف على خشبة المسرح، قبل ذلك كتب عدة نصوص مسرحية لكنها لم تصل الى الجمهور عن طريق خشبة العرض، فكانت ولادته المسرحية على يد المخرج عبد الكريم جواد، في التفاتة تحسب له بإضافته اسما جديد في الكتابة المسرحية العمانية .
الإشارة الثانية أن المخرج حرّك على المسرح مجموعة كبيرة من الفنانين تجاوز عددهم الخمسين فنانا وفنانة بينهم العديد من الوجوه الجديدة وتقاسم الأدوار الرئيسة محسن علي البلوشي وحنان العجمي ومحمد المعمري وحمد الحضرمي وخليفة العامري.
ولم يكن المسرح واسعا لكي يتسع لكل هذا العدد من الممثلين، فكان يواجه صعوبات في تحريك المجاميع في مكان ذي مساحة محدودة
الإشارة الثالثة أن العرض قدّم بمناسبة وطنية، هي العيد الوطني، لذا كانت المسؤولية على المخرج مضاعفة، فوجد نفسه أمام معادلة صعبة، فكيف يقدّم عرضا بمناسبة وطنية دون أن يقع في مطب الطرح المباشر، والشعارات المكررة، وكان خلاصه في العودة للتاريخ مع اسقاط تلك الأحداث على الحاضر، فالنص استند على واقعة تاريخية حدثت في الفترة (237-272هـ) عندما هاجم الأحباش (سقطرى) عندما كانت تابعة لعمان تحت حكم الإمام الصلت بن مالك الخروصي، فقتلوا الوالي العماني واستباحوا حرمات أهلها ولم تجدِ مقاومتهم نفعا، فلابدّ من قوة مجهّزة تدمّر الأحباش، فاستعانت الشاعرة (الزهراء) بالإمام الصلت بن مالك الخروصي بقصيدة تقول الأبيات الأولى منها:
قل للإمام الذي ترجى فضائله.
ابن الكرام وابن السادة النجب.
وقد نجح المخرج في قراءة النص وفق هذه المستويات فكشف العرض عن الغاطس تحت سطوح الأحداث الدائرة على الخشبة وليقيم حوارا مع الماضي بلغة معاصرة عبر رسائل موجزة، مختزلة، عميقة الدلالات، وقد أعطت المجاميع حيوية للعب على الجانب البصري في العرض”

مفاتيح دلالية
وقالت الباحثة والشاعر الاردنية جمانة الطراونة”كُتبت مسرحية “السفينة لا تزال واقفةً” للدكتور عبدالكريم جواد بلغة شعرية ساخرة بالغة الحساسية وجاءت مليئة  بإشارات ورمزيات عالية مستنيرة بقرائن متعددة  تدعمها وتركز معناها ومبتغاها بسبعة مشاهد افتتحها  الكاتب بمقدمةٍ استهلاليةٍ:  :” عندما تتضخم الأنا فتصبح مركز الكون، مبتدؤه ومنتهاه، وعندما تتوه البوصلة عن مسار العدالة في دروب هيمنة الذات، وعندما يعمه الحوار عن الجوهر، فيعمق الغربة، ويرسخ التشتت، عندها…، تبقى السفينة  واقفةً ” ربما كمفتاح دلالي لتوضيح فكرة معينة أو كمقدمة للدخول من خلالها الى عالم النص الواسع  بلغة لا تخلو من التحذير، تحمل في طياتها مخاوف وتوجسات من الذاتية المفرطة ومن الأنا المتضخمة (المصالح الشخصية والفردية والآنية) التي تعد نفسها مركزًا وتهمش (الآخرالسفينة الوطن /الآخر الشريك في الوطن) ، ومن ضمن القراءات المتعددة للنص اخترت وجه (الوطن) للاشتغال عليه وتحليله للوصول إلى الرسالة التي أطلقها الكاتب في فضاء النص.
قام الكاتب بتوظيف الموروث الشعبي كنسق ثقافي من خلال  رمزية البحر بحقوله الدلالية ( السفينة،النوخذة ،النهام،الأمواج ، الشاطىء ، الساحل، أغاني البحر،حورية البحر) وما يتفرع عنها من رموزٍ تحمل دلالاتٍ  تعلي من لغة النص وتحترم عقلية المتلقي وتدفعه للتفكير لإدراك المعنى المقصود حيث يدخل المتلقي فيها  كشريك في العمل الأدبي بغية الوصول إلى الحقيقة فالكاتب يريد أن يكسر حالة الاندماج ليبقى المتلقي حذرًا يقظًا يفكر ويحلل ليصل الى نتيجة خلاصتها النفكير الذي يقود للتغيير وهنا ينقل الكاتب المسرح من دوره الأرسطي كوسيلة للتطهير إلى دور أسمى بأن يكون وسيلةً للتفكير الذي يقود للتغيير في ما بعد ويكون بذلك قد حقق أسمى أهدافه وهو التحفيز على التغيير للأفضل”

مداخلات مثرية
ثم فُتح باب المداخلات فقدّم عدد من الفنانين مداخلات أثرت الجلسة، ومن بين المشاركين: معالي فؤاد السجواني، د.خالد الزدجالي، د.رحيمة الجابري، محمد جابر، جاسم النبهان، مازن الغرباوي، علاء مرعي، جاسم البطاشي، جمال اللهو، د.منية حجيج.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com