فيلادلفيا نيوز
أنباء سارة للصحف الورقية حملتها نتائج دراسة أجراها فريق من جامعة هارفرد العريقة بالتعاون مع 48 مؤسسة إعلامية في الولايات المتحدة الأميركية.
الدراسة التي استمرت خمس سنوات أفادت بأن الصحف الورقية ماتزال قادرة على قيادة النقاش العام في أميركا، والتأثير في اتجاهات الجمهور، بما في ذلك رواد الشبكات الرقمية ومواقع “السوشل ميديا”.
لكن الأهم من ذلك أن تأثير الصحف كما بينت الدراسة يرتبط بدرجة كبيرة، بتوفر عنصر الجرأة في التغطيات الصحفية، والخوض في المواضيع الساخنة التي تهم الجمهور.
في المدن الأميركية كما في سائر العالم، تحرص الصحف على عرض صفحاتها الأولى بشكل بارز على واجهات أكشاك بيع الصحف، وخلال سنوات الدراسة الخمس رصد فريق البحث تأثير العناوين المعروضة على اهتمامات الجمهور.
بينت الدراسة أولا أن ما بين 200 ألف إلى 2 مليون شخص شهريا يتابعون هذه العناوين أو تلفت نظرهم.
الدراسة رصدت رأي الجمهور الإلكتروني عن طريق متابعة التغريدات المتصلة بالمواضيع التي عرضتها الصحف في “مانشيتاتها” العريضة، ولاحظت زيادة في التغريدات بنسبة لا تقل عن ستين في المئة في التعليقات المتصلة بتلك المواضيع في الأسبوع التالي لعرضها.
بمقدور الصحف الصغيرة أن تستفيد من هذا الأسلوب أيضا ولكن بنسبة قليلة. الصحف الكبرى هي أكبر الرابحين، فقد أظهرت الدراسة أن صحيفة بحجم “نيويورك تايمز” تستطيع أن ترفع اهتمام جمهورها بقرابة 300 في المئة في يوم واحد عندما تتناول مواضيع ساخنة وجريئة.
حريّ بالصحف العربية والأردنية على وجه التحديد أن تتأمل بنتائج هذه الدراسة وتستعيد الثقة بنفسها، وسط موجة عالمية تبشر بموت الإعلام الورقي ونهاية الصحف اليومية.
صحيح أنه لا تتوفر دراسة مشابهة على المستويين العربي والأردني، لكن لدى متابعة مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن يلحظ المرء أن المواضيع التي تطرحها الصحف اليومية في الأردن تحرك النقاشات في أوساط الجمهور الإلكتروني، خاصة عندما تطرق هذه الصحف مواضيع جريئة حول قضايا خلافية، أو تنشر تحقيقات استقصائية تكشف عن حقائق مهمة وغائبة عن الجمهور.
ومع التجاوب الذي تبديه الصحف الورقية لتطوير حضورها على منصات التواصل الاجتماعي، لم يعد موت الصحف بالمعنى المؤسسي خيارا حتميا. لكن من مصلحة الصحف والجمهور أيضا إعادة الاعتبار لقيم قراءة الورقي، فقد تراجع المستوى المعرفي للناس بسبب الإعلام الإلكتروني الذي يختصر القصص الكبرى ببضع كلمات، ويقزّم المآسي الإنسانية لمجرد فيديو لا تزيد مدته على دقيقتين.
ثقافة الأكشاك في بلادنا بتراجع، وباستثناء منطقة وسط العاصمة لا تكاد تجد كشكا في شوارع العاصمة يعرض الصحف والكتب.
لماذا لا تفكر إدارات الصحف اليومية بإعادة الاعتبار لهذا التقليد، وتتشارك في تحمل كلفة فتح أكشاك لبيع الصحف في مختلف مناطق العاصمة لجذب اهتمام الجمهور، ويمكن أن تضيف خدمة بيع القهوة لكسب المزيد من الزبائن!
لكن قبل أن تقدم على تحمل هذه التكاليف عليها أن تحرص على تقديم منتج صحفي جذاب وساخن سخونة القهوة.