فيلادلفيا نيوز
حاز عالم الاقتصاد الأميركي ريتشارد ثالر الاثنين على جائزة نوبل للاقتصاد لعمله الرائد في الاقتصاد السلوكي وسيكولوجيا اتخاذ القرار، الذي يردم الهوة بين علم الاقتصاد وعلم النفس.
وتركز أبحاث ثالر على كيفية تأثير بعض الصفات البشرية مثل حدود العقلانية والتفضيلات الاجتماعية “بشكل منهجي على القرارات الفردية وتوجهات السوق”، وفق بيان لجنة التحكيم التابعة للجائزة.
وقالت اللجنة إن “نتائجه التجريبية والأبعاد النظرية التي توصل إليها (ثالر) لعبت دورا فاعلا في خلق مجال الاقتصاد السلوكي الجديد والذي يتوسع بسرعة، والذي كان له تأثير كبير في عدد من نواحي الأبحاث الاقتصادية والسياسة”.
ريتشارد ثالر
ولد ثالر عام 1945 في إيست أورانج بولاية نيوجيرزي وعمل في جامعة شيكاغو، بكلية بووث للاقتصاد منذ عام 1995.
وتعرف جامعة شيكاغو بتاريخها الطويل مع الجائزة، إذ كان أكثر من ثلث المرشحين الـ 79 للفوز بجائزة نوبل للاقتصاد حتى الآن، علماء اقتصاد يتبعون للجامعة.
وحصل ثالر على شهادة البكالوريوس عام 1967 من جامعة كايس ويسترن ريزيرف. وفي عام 1970 حصل على شهادة الماجستير من جامعة روتشستر ثم شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1974.
وثالر هو عضو الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم، وزميل في الجمعية المالية الأميركية وجمعية الاقتصاد القياسي، وتولى في عام 2015 منصب رئاسة الجمعية الاقتصادية الأميركية.
أحد أهم أعماله وأكثرها شهرة هو كتاب “Nudge” الذي ألفه ثالر بمشاركة كاس بي سانستين وكان ضمن الكتب الأكثر مبيعا حول العالم عام 2008.
وركز بحث ثالر في ذلك الكتاب على الفرص الكثيرة التي تتوفر لدى الحكومات عبر الاقتصاد السلوكي لتحسين سياساتها العامة.
وبعد عامين على نشر ذلك الكتاب، أنشأت الحكومة البريطانية وحدة الاقتصاد السلوكي بناء على توصيات ثالر، وتبعتها بإجراءات مشابهة دول أخرى كانت الولايات المتحدة من ضمنها، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وظهر ثالر في فيلم “ذا بيغ شورت” (العجز الكبير) الذي يتناول انهيار سوق العقار والرهن العقاري الذي أدى في 2008 إلى الأزمة المالية العالمية.
الجائزة
وفي اتصال مع لجنة التحكيم الاثنين أعرب العالم الأميركي ثالر، المحب لرياضة الغولف، عن سعادته بحصوله على الجائزة التي تبلغ قيمتها النقدية تسعة ملايين كرونة (نحو 1.1 مليون دولار).
ولدى سؤاله عن الطريقة التي سينفق بها جائزته المالية أجاب “إنه سؤال مضحك فعلا. سأحاول إنفاقه بطريقة غير عقلانية قدر الإمكان”.
يذكر أن جائزة العام الماضي كانت من نصيب البريطاني-الأميركي أوليفر هارت والفنلندي بنغت هولستروم صاحبا نظرية العقد التي ساهمت في وضع سياسات التأمين وتنظيم دفع رواتب المدراء
وتتميز جائزة الاقتصاد عن غيرها من جوائز نوبل بأن البنك المركزي السويدي هو الذي أطلقها في 1968، بينما أطلق الجوائز الأخرى العالم السويدي ألفرد نوبل في 1895.
ومنحت جائزة نوبل للاقتصاد أول مرة عام 1969، أما جوائز نوبل الأخرى في مجال الطب، الفيزياء، الكيمياء، الأدب والسلام فمنحت جميعها للمرة الأولى في 1901.(الحرة)