فيلادلفيا نيوز
أنحى ذوو أطفال لقوا حتفهم غرقا في قناة الملك عبدالله باللوم على سلطة وادي الأردن لعدم ادامة اعمال الصيانة للسياج المعدني، في حين تبذل السلطة أقصى جهدها، وفقا لمساعد الامين في السلطة للأغوار الشمالية والوسطى المهندس غسان عبيدات، للحد من وصول الاطفال الى القناة من خلال تسييجها، غير أن “قيام المواطنين ومربي الماشية بتمزيق السياج بهدف بيعه كخردة او ري المواشي يشكل عبئا على السلطة وخطرا على المجتمع”.
ويقول محمود علي، والد الفتى موسى (9 اعوام) الذي قضى غرقا قبل شهر تقريبا في القناة، إن وجود هذا السياج سيمنع هؤلاء الاطفال من الوصول اليها والسباحة فيها خاصة خلال فصل الصيف، لافتا الى ان غالبية الاطفال يجهلون المخاطر التي تحدق بهم نتيجة اقترابهم من القناة سواء للسباحة او لمجرد الاقتراب منها.
ويطالب محمود بضرورة إيجاد حلول جذرية للحد من حالات الغرق في القناة وتوفير البديل المناسب للسياج المعدني الذي اصبح عديم الفائدة، مبينا ان “على السلطة العمل على إيجاد السبل الكفيلة لمنع الاطفال من الوصول للقناة كأن تقوم بوضع انابيب لمرور المياه في الاماكن القريبة من التجمعات السكنية او القيام بتغطيتها”.
ويؤكد علي الشطي ضرورة توفير اماكن آمنة للهو واللعب في لواء دير علا وبرك السباحة المخدومة وحدائق واماكن للتنزه لتوفير البديل الملائم للأطفال لثنيهم عن الذهاب للسباحة في القناة، مؤكدا أن وضع الاسلاك الشائكة على جانبي القناة او وضع الاشارات التحذيرية لم يعد مجديا خاصة للأطفال.
وتقول ام عامر التي قضى طفلها (6 أعوام) غرقا في القناة إن براءة الاطفال دفعت ابنها الصغير للذهاب الى القناة، حاملا بيده لعبة بلاستيكية على شكل صنارة صيد، فانزلقت قدماه الى المياه وغرق، رائية أن وجود جدار او سياج على القناة كان سيحول دون سقوطه في المياه.
وتلقى ام عامر باللوم على المواطنين الذين يقومون بتقطيع السياج لبيعه والسلطة لعدم ادامتها اعمال الصيانة لهذا السياج، لافتة الى ان الكثير من الأطفال هم عرضة للغرق في القناة لعدم وجود أي حاجز يمنعهم من الوصول إليها.
ورغم عدم وجود إحصائية مفصلة لحالات الغرق في الاغوار الوسطى، الا ان بيانات الدفاع مدني تشير الى ان عدد الوفيات خلال العشر سنوات الماضية زاد على 100 شخص ، 70 % منهم من الأطفال، 60 % منهم قضوا في قناة الملك عبدالله والبرك الزراعية والسدود، كان آخرهم وفاة طفلين الشهر الماضي غرقا في القناة بمنطقة ضرار بن الأزور.
ويبين عمر محمد ان قرب القناة من التجمعات السكنية يشكل تهديدا حقيقيا لأرواح الاطفال الذين لا يجدون أي ملاذ آخر لتمضية اوقات فراغهم، لافتا الى انه قام بإنقاذ ما يقارب من 20 طفلا من قناة الملك عبدالله منهم أربعة قضوا غرقا.
ويضيف عمر ان القناة تعتبر الملاذ الوحيد للأطفال للترفيه وقضاء اوقات الفراغ خاصة مع بدء العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة التي تدفعهم للبحث عن اماكن تجمع المياه للسباحة، لافتا الى انه ورغم حالات الغرق المتكررة سواء في قناة الملك عبدالله او البرك الزراعية، الا ان هذا الامر لم يثن الاطفال عن المجازفة بممارسة السباحة في هذه المسطحات.
ويشير سعد الشطي والد الطفل محمود الذي قضى غرقا خلال شهر رمضان الماضي انه ورغم الوعي عند الاهل من مخاطر السباحة في القناة، الا ان حب الاطفال للعب وطبيعة المنطقة الحارة خلال فصل الصيف تدفعهم للذهاب الى القناة، مبينا ان ابنه “ذهب الى القناة ونحن نيام ولم نعلم بغرقه الا بعد ساعة من وقوعه في المياه”.
“للسباحة في قناة الملك عبدالله اخطار تتعدى الغرق، اذ ان طبيعة مياه القناة ملوثة وغير صحية وقد تسبب امراضا خطيرة” بحسب مدير مستشفى الايمان/ معدي الدكتور احمد الحوارات.
ويشير الحوارات، الى تسجيل عدة حالات غرق بين ابناء المنطقة خلال السنوات الماضية؛ فمنهم من قضى ومنهم من جرى انقاذه، مشيرا الى ان دخول مياه القناة الى جوف الطفل او أي شخص قد تسبب له امراضا معوية خطيرة، فضلا عن الامراض الجلدية والفطرية التي قد تسببها بمجرد ملامستها للجسم.
ويؤكد مساعد امين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الشمالية والوسطى المهندس غسان عبيدات ان السلطة قامت بوضع سياج حديدي على طرفي القناة بطول 110 كم، وتقوم سنويا بعمليات صيانه له، مستدركا ” قيام بعض المواطنين بخلع السياج المعدني وبيعه وبعضهم يقوم بتمزيقه اما للوصول الى المياه واستخدامها للغسيل او لري المواشي، مما ترك القناة مكشوفة دون جدران حماية”.
ويضيف “ان السلطة تعتبر هذه الاماكن من المواقع الخطرة وقد جرى وضع الاشارات التحذيرية الداعية الى عدم الاقتراب من القناة والسدود ومنع السباحة فيها، الا ان ذلك لم يردع بعض الناس”، مبينا انه سيتم العمل على ايجاد بدائل اخرى لحماية القناة بالتزامن مع ادامة اعمال الصيانة الدورية”.
ويؤكد عبيدات ان” تكلفة حماية القناة تصل إلى ربع مليون دينار سنويا من موازنة السلطة”، مضيفا ان “الاعتداءات المتكررة من قبل بعض المواطنين على سياج القناة يشكّل عبئا على السلطة وخطراً حقيقياً على الأطفال من أبناء المنطقة”.