فيلادلفيا نيوز
التطاول قلة أدب والمجاهرة فيه غباء مطلق سافر وبطولة كرتونية لا تساوي فقاعة في هواء عاصف ، أما التمادي في كيل التهم واصطناع الكذب والمواقف الدون كيشوتية والمجاهرة فيها نقيصة تُعري صاحبها وتكشف نواياه الخبيثة ، ونوايا من جنّده وعلّمه وشجّعه وغررّ به للجهر بالموبقات وتجاوز الخطوط الحمر في الإساءة إلى الوطن ورموزه ..
ما جرى في الأسبوع الماضي من تحريض على مؤسسات الدولة بمفهومها الواسع وتعريض بها ، وما قد يجري مستقبلاً إذا طال الصبر وغُض البصر ، فإننا سنصل إلى حالة تتراكم فيها الضغائن وتتعقد فيها الأمور ويفلت الزمام ، فتهون على المغرر بهم هيبة الوطن ويستثمر مناضلو الحناجر الحالة ويتمادون أكثر وأكثر ..
صحيح أن الشعارات المقيتة التي هتفوا بها لم تلق صدى بين المئات المحتشدة إلا عند جمهور طفيف ومحدود كان يرددها كما الببغاء دون فهم معانيها وأبعادها، .. أما الرجال وبعض “الزُلم” الذين احتشدوا فكانوا أحد فريقين ، الأول فكان من المكرهين المغلوبين على أمرهم بأوامر حزبية للتظاهر ، والثاني رجال من محبي الفرجة وحب الاستطلاع وراصدي المشهد ليقدموا تقاريرهم لأسيادهم في الدوائر الحزبية أو أسياد الخارج ..
كلنا يعلم علم اليقين أن الشعارات التي هتف بها مناضلو الحناجر أُعدت في المكاتب المغلقة وفي المجالس المعتمة ، شعارات لا تمثل الأردنيين الشرفاء ، فياحبذا لو كانت الشعارات تنطق بأن كل الأردن مع فلسطين ،لأننا في حقيقة الأمر وواقع الحال هكذا ! وما قدمه ويقدمه الأردن منذ سنوات طوال لم تقم به قط أي دولة عربية ولا إسلامية وبحسبة بسيطة بعيدة عن التمنن والتباهي ، تكشف ما قدمه الأردن وما زال من أعلى مستوياته وقيادته إلى أفقر مواطن ، ومن ينكر ذلك فهو جاحد ٌوناكر ٌوأفّاق ..
إن ما جاء على ألسنتهم وذكرهم للجيش والأجهزة الأمنية فلا قيمة له ولا يستحق الوقوف عنده ، لكن من التقصير البيّن التغاضي عنه ، فهم وسادتهم لن يكونوا ندًا للجيش أو الارتقاء إلى مستواه ، ولن يكونوا مهما طال فُحش تآمرهم في ظلام الليل وعتمة المجالس التي يحرضون بين جنباتها بعض الشباب على العصيان والمجاهرة بسوء اللفظ وأبغض العبارات بهدف دغدغة مشاعر كارهي العدو المتعاطفين مع أهلنا في فلسطين كافة من البحر إلى النهر ، كلنا كارهون للعدو لكننا واعين لمرامي عملائه والشعارات الخسيسة التي تخدمه ، فنحن منذ سنوات طوال ندفع ضريبة مغلّظة بسبب مواقفنا من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين ، مواقفنا التي لا تعجب بعض أبناء العروبة !
إن حرية التظاهر والاعتصام في المملكة حرية مصونة وسقفها عالٍ لكنها حرية مسؤولة مهما عَلا سقفها ، فإذا كان القانون ينظّم ويضبط الحريات تجاه الناس جميعاً فمن باب أولى أن يضبطها إذا كانت تمس الوطن ومؤسساته وسيادته ، فهذه جرائم لا يُقبل السكوت عنها أو إهمالها ..
نحن لسنا مع الشعارات التي كانوا يهتفون بها بزعم أن “كل الأردن مع فصيل معين ” لا ، ثم لاء مشددة لأن كل الأردن مع الشعب الفلسطيني عامة وما ذاك الفصيل إلا شريحة من شرائحه لا تساوي نسبة تستحق الوقوف عندها من شرائح النسيج الوطني الفلسطيني ، نحن مع الكل وليس مع البعض !
أخيرا رسالة إلى من كان وراء ما ذكر أعلاه : اتقوا الله في وطنكم ولا تنسوا ما جرى حوله وما زال من دمار وضحايا ولجوءٍ أعطى العدو وداعميه مبررات استمرار العدوان والتغول في الأرض العربية وزحفه مجهول النهاية ..
