الأحد , ديسمبر 22 2024 | 11:53 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / عبد المهدي القطامين يكتب: المرأة

عبد المهدي القطامين يكتب: المرأة

فيلادلفيا نيوز

 

هل يكفيها يوم واحد في العام لنحتفل بها …. اجزم ان ذلك ليس بلائق  …. واجزم ان الايام كلها لها منذ اخرجتنا من الجنة ذات مساء وانزلتنا الى الارض لكي نشقى ونحفى ونجوع ونتقاتل ونملأ الارض جورا وحربا وفتنة .

انها المرأة …. وهي تماما مثل هذا النفس الطالع من بين الضلوع …. انها المرأة وهي تماما مثل دقات القلب التي تطرق جدران الصدر وتنده كلما ضاقت الدنيا او ضقنا بها  ام واخت وابنة تجمع بين كل التناقضات لكنها تتوحد فينا وتوحدنا فيها .

انها المرأة بكل صخبها وهدوئها …. بكل حفاوتها وكبريائها  …. بكل صمتها وغلبتها ….  بكل جنونها وحيرتها ….  بكل رزانتها ….  بكل حفاوتها بنا ، منذ انطلقت صرختنا الاولى في مكان لم نختره نحن لكن الله اختاره ،  وكانت هي الوسيلة التي هيئها الرب لنا  وعلى جبيننا كتبت تلك اللوحة الخالدة شقي ام سعيد ؟؟؟؟؟

ترى ما بين هاتين الكلمتين اي الطرق اوصلتنا او ستوصلنا الى الحقيقة وايها يلم شتات ما تشتت من الذاكرة وما غاض فيها وما غصت به الحدقات وما جرت به العيون .

انها المرأة بدء الكون ومنتهاه ، صانعة الموت والحياة ، حاملة الهم حتى تبيض منها الذوائب وتوغل في صمتها المعتق وتؤذن رحلتها بالافول  …… ترى من خبأ في هذا الكيان كل هذه الاسرار التي ما زلنا نعجز عن وصفها ؟؟؟؟ ومن اودع صدرها هذا الحنان الذي يجري دون نضوب حتى ياخذ الله الارض ومن عليها .

في يومها ، في عامها  ، في عمرها كله  ، اقول صباح الخير يا امي وانت ترقدين هناك بسلام في روضة من رياض الجنة تسألين عنا كثيرا وتتسائلين هل كلهم بخير هو طبعك ذاته لم يتغير وانت تحسبين الدقائق كي يصل كلا من ابنائك الى مقصده .

صباح الخير أيتها الاخت الصابرة ، وأنت مثل اللبؤة تماما تحيطين ابنائك خوفا عليهم من العاديات منذ ان رحل رب البيت بينما كان يطوف طواف الوداع في الكعبة المشرفة ، اراده الله ان يظل هناك بجوار الحرم  يفيق في  كل صباح على نداء الفجر الخالد :  الله اكبر .

صباح الخير أيتها الزوجة المرابطة ، وانت تلمين ما كسرته الايام وما ظنت به علينا او كادت وفي الفجر أسمع صوة دعائك ربي احفظ هذا البيت بينما سورة الكهف تتردد آياتها في الارجاء ، حتى اذا بدأت الشمس في رحلة الطلوع كنا على موعد مع الصخب الذي تثيره ” كنده ”  بحثا عن اللعبة الجديدة التي اشغلتها الليل كله وحكاية ليلى التي مرة يأكلها الذيب واخرى يتركها بعد ان ينقذها الصياد الشهم من انياب الوحش .

ولكل الامهات لكل النساء في وطني وفي امتي وفي هذا الكون الشاسع اللواتي يحلمن بعالم يسوده الامن والعدالة اقول : يوم واحد لا يكفي أبدا فكل الايام لكن منذ بدء الخليقة وحتى انتهاء الكون في رحلته التي ما فتأت تدور لمنتهاها.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com