فيلادلفيا نيوز
الشارقة – في رحلة تجارية هي الأصعب على مر التاريخ، يأخذ مهرجان الشارقة القرائي للطفل هذا العام زوّاره إلى “طريق الحرير”، حيث تنطلق رحلة تمتد على مدار 10 أيام، متضمنة تفاصيل غاية في الجمال والغرابة، بها الكثير من المواقف والحكايات والمشاهد التي يمرّ بها الرحالة وينسجون عنها حكايات لا تنتهي حتى تبدأ أخرى.
من “شيان”، عاصمة الصين قديماً، انطلقت الرحلة في يومها الأول، أحكم الرحّالة بضاعتهم على ظهور القافلة المؤلفة من 10 جمال بعد أن غاب آخر شعاع للشمس، حثّ الجمال والحجيج والعلماء والتجار الخطى نحو “طريق الحرير”، الذي يعد أكثر طرق التجارة شهرة في التاريخ، فهو لا يعدّ درباً واحداً وحسب، بل يتكون من شبكة طرق برية وبحرية تربط أصقاع العالم، استطاع التجّار من خلالها أن يتبادلوا الحرير وغيره من السلع الضرورية.
وبعد أن هبط الليل، بدأت القافلة بالتحرّك صوب الغرب، متجهة نحو بغداد، الطريق كان يبدو أن لا نهاية له، فالمسير في ذلك الوقت لم يكن سهلاً، والخيارات ليست واسعة على الاطلاق، إما سيراً على الأقدام، أو إن كان الحظ وافراً تركب جملاً لفترة وجيزة سرعان ما تضع الحمولة فوق ظهره عوضاً عنك، منذ هذه اللحظة سيبدأ العدّ، 182 يوماً وليلة واحدة، ستّة أشهر ستمر بها بالكثير من المشاهد التي لن تغيب عن الذاكرة أبداً.
وعلى امتداد خطّ سير يبدأ من الصين وينتهي في بغداد، وبعد الاستيقاظ من قسط مريح من النوم في نهار كان يبدو أنه لطيف، حيث تسنى للقافلة أن تريح رحالها، وتبرك جمالها، ويستريح مشاتها، فكلّ ما سيكون في الأيام المقبلة هو ترحال في وديان وجبال وصحراء شاسعة، والكثير من الحكايات والدهشة، مواقف كثيرة تلوح في الأفق، فهذه الرحلة التي تقطع القارات وتروي الحكايات لن تتوقف عند هذا الحدّ، البضاعة تنتظر استقراراها في متاجر البلاد البعيدة، وأشعة شمس النهار القادم بازغة لا محالة.