فيلادلفيا نيوز
نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على 36 هدفا في اليمن السبت، في اليوم الثاني من العمليات الأميركية ضد جماعات مرتبطة بإيران في أعقاب هجوم على قوات أميركية في مطلع الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، إن الضربات استهدفت منشآت تحت الأرض لتخزين الأسلحة ومنظومات ومنصات إطلاق صواريخ وغيرها من القدرات التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر.
وأضافت أن الضربات استهدفت 13 موقعا في أنحاء البلاد.
وهذه الضربات هي أحدث مؤشر على انتشار الصراع في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد عملية السابع من أكتوبر.
وقال وزير الدفاع الأميركي أوستن لويد “هذا العمل الجماعي يوجه رسالة واضحة للحوثيين بأنهم سيستمرون في تحمل المزيد من التداعيات إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية على الملاحة الدولية وسفن البحرية”.
وتتزامن الضربات في اليمن مع حملة أميركية انتقامية عسكرية بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون مدعومون من إيران على موقع في سوريا.
ونفذت الولايات المتحدة الجمعة، الموجة الأولى من هذا الانتقام، إذ ضربت في العراق وسوريا أكثر من 85 هدفا مرتبطا بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يدعمها، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 40 شخصا.
وفي حين تتهم واشنطن الفصائل المدعومة من إيران بمهاجمة القوات الأميركية في قواعد في العراق وسوريا، فإن الحوثيين اليمنيين المرتبطين بإيران يستهدفون بانتظام السفن التجارية والسفن الحربية في البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين بينما تشن إسرائيل هجوما على قطاع غزة. لكن الولايات المتحدة وحلفائها يصفون هذه الهجمات بأنها عشوائية وتشكل تهديدا للتجارة العالمية.
وفي مواجهة العنف المتصاعد في البحر الأحمر، تخلت خطوط الشحن الرئيسية إلى حد كبير عن الطريق التجاري الحيوي واتجهت إلى طرق أطول حول أفريقيا.
وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف، مما زاد المخاوف بشأن التضخم العالمي، بينما أدى إلى حرمان مصر من إيرادات مهمة من شركات الشحن التي تبحر في قناة السويس من وإلى البحر الأحمر.
وشنت الولايات المتحدة أكثر من اثنتي عشرة ضربة ضد أهداف للحوثيين في الأسابيع القليلة الماضية، لكنها فشلت في وقف هجمات الجماعة.
وقبل ساعات فقط من أحدث موجة كبيرة من الضربات من البحر والجو، أصدرت القيادة المركزية للجيش الأميركي بيانات تتضمن تفاصيل ضربات أخرى أكثر محدودية في اليوم الماضي والتي تضمنت ضرب ستة صواريخ كروز كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها ضد السفن في البحر الأحمر.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس “هذا ليس تصعيدا”. وأضاف “لقد نجحنا بالفعل في استهداف منصات الإطلاق ومواقع التخزين المشاركة في هجمات الحوثيين، وأنا واثق من أن ضرباتنا الأخيرة أدت إلى مزيد من التقويض لقدرات الحوثيين”.
وقالت الولايات المتحدة إن هجمات الأحد، حظيت بدعم أستراليا والبحرين وكندا والدنمرك وهولندا ونيوزيلندا. وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إنه بالإضافة إلى القدرات الصاروخية، استهدفت الضربات مواقع تخزين وعمليات الطائرات المسيرة والرادارات والطائرات الهليكوبتر.
وعلى الرغم من الضربات ضد الجماعات المرتبطة بإيران، قالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، إنها لا تريد الحرب مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد الحرب أيضا. ويكثف الجمهوريون الأميركيون الضغوط على الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتوجيه ضربة مباشرة لإيران.
ولم يتضح كيف سترد طهران على الضربات التي لا تستهدف إيران بشكل مباشر ولكنها تضعف الجماعات التي تدعمها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات في العراق وسوريا تمثل “مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأميركية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
واستدعى العراق القائم بالأعمال الأميركي في بغداد لتقديم احتجاج رسمي بعد الضربات التي شهدتها البلاد.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون، إن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا السبت، 14 هجوما على محافظتي تعز والحديدة.
وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء، أن 11 هجوما استهدف منطقة البرح في مديرية مقبنة ومناطق في مديرية حيفان. واستهدفت ثلاث هجمات أخرى جبل الجدع في مديرية اللحية ومديرية الصليف بمحافظة الحديدة.
ويقول خبراء إن استراتيجية بايدن الناشئة بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين، لكنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو مخاطبة إيران بشكل مباشر، الراعي الرئيسي للحوثيين.
وتمزج الاستراتيجية بين الضربات العسكرية والعقوبات المحدودة، ويبدو أنها تهدف إلى معاقبة الحوثيين مع الحد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.
رويترز