فيلادلفيا نيوز

وجهت الحملة الوطنية “صحتنا حق” رسالة إلى كل من وزير الصحة، ورئيسي لجنتي الصحة والبيئة في مجلسي النواب والأعيان، والرئيس التنفيذي لمركز الحسين للسرطان، طالبت فيها بضرورة تدخل الحكومة الفوري لتوفير أدوية السرطان في المستشفيات الحكومية.
ويتمثل جوهر المشكلة بعدم توفر كامل ودائم للأدوية، أو نقص متكرر لأدوية ضرورية جدا، يشكل “بعضها” علاجات أساسية وإرتكازية “لا غنى عنها” في التداوي من الأورام السرطانية، وخاصة سرطانات الدم، وهي سرطانات شائعة في الأردن والأكثر شيوعا بين الأطفال).
هذه الظاهرة تبرز بشكل خاص في مراكز وأقسام علاج الأورام العاملة تحت مظلة وزارة الصحة، حيث تشكل عامل قلق وإحباط عند المريض وأسرته وأطبائه المعالجين، وينعكس تأثيرها بشكل سلبي ومصيري على تطور الحالة المرضية للمرض، وإستعصاء الشفاء.. ورغم إهتمام ومتابعة الكادر الطبي المعالج لحل المشكلة، إلا أننا لم نلمس حلولا ناجزة من طرف الجهات المعنية بحجة عدم توفر الإمكانيات المادية.
وأشارت حملة صحتنا حق إلى أنه في حالة عدم توفر العلاج أو بدائله، يطلب المستشفى من المريض البحث وتدبير العلاج من دول أخرى عبر المراسلة والإستيراد بوسائله الشخصية، وهذا ما يرتب على المريض معاناة مادية ومعنوية إضافية، وإخضاعه إلى مضاربات السوق، تثقل عليه مرضه وتضعف من فرص شفائه، خاصة وأن كلف هذه العلاجات باهظة وتصل لأرقام تتجاوز بكثير إمكانيات غير المقتدرين بمن فيهم أصحاب الدخول المتوسطة، والذين يشكلون الأغلبية من هذه الفئة من المرضى المعنيين.
وحذرت الحملة من أن هذا العجز يدفع الكثير من المرضى إلى التقصير القهري في علاج أنفسهم إما بالتوقف كليا عن تناول العلاج لعدم توفره بسبب كلفته، أو لجوء البعض إلى تقنين الجرعات، ومخالفة البروتوكول ووصفة الطبيب العلاجية.
ونوهت حملة صحتنا حق إلى أن مثل هذه المعضلة يطرح أيضا الكثير من المشاكل الأخلاقية والعلمية الحقيقية:
كيف يضمن المريض والطبيب المعالج كفاءة ومأمونية العلاج المستورد بشكل تجاري شخصي دون إخضاعه للاختبار من قبل جهة رسميه مختصة مثل مؤسسة الغذاء والدواء المعنية بذلك؟!! خاصة وأن (مراكز البيع) المتاحة في الخارج والتي تعتبر أقل كلفة نسبيا كالهند وبنغلاديش، لا تكفل فعالية وسلامة العلاج بعد إرساله.
هذا الوضع يترك المريض في حيرة وشك كبيرين، كما يضع الطبيب المعالج في حالة من القلق على صحة مريضه، ويؤثر بالتأكيد على جودة مخرجات عمله.
ونورد تاليًا أسماء بعض الأدوية غير المتوفرة سواء بشكل دائم أو متواتر في صيدليات وزارة الصحة:
venetoclax
midostaurin
rasburicase
vincristine
methotrexate
thalidomide
ponatinib
وغيرها الكثير، سواء في أقسام السرطان، أو باقي الأمراض والتخصصات الطبية الأخرى.
إننا في الحملة الوطنية “صحتنا حق” نضع بعض جوانب هذه الأزمة بين يدي المسؤولين، وتنبه من عواقب هذا الخلل الكبير على صحة المواطن، والذي يخشى أن يشكل خطوة “عملية” على طريق خصخصة القطاع الصحي العام، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع الخدمات الصحية، وتكريس السمة التمييزية بين الفئات المختلفة في حقوقها في تلقي الرعاية الصحية..
تدعو “الحملة” إلى الإسراع في حل هذا الموضوع الذي يشكل قضية حياتية ملحة بمستوى إنقاذ الأرواح، كما نأمل من جميع المعنين بذل الجهود الضرورية والعاجلة، حفاظا على صحة المواطن وحياته، وسمعة الأردن الرفيعة في مجال معالجة السرطان.
كما تدعوا الحملة إلى “إلزام” الحكومة بتوفير رعاية صحية متكاملة وشاملة لكل مواطنيها بعدالة ودون تمييز، كما نصت عليها كافة المواثيق الدولية.
والعمل على تجويد البرامج والتخطيط الإستراتيجي في القطاع الصحي، ورفع مستوى ونوعية الرعاية الصحية العلاجية المقدمة.
الحملة الوطنية من أجل العدالة في الرعاية الصحية
“صحتنا حق”.
عمان في 27 تشرين أول 2025
 
					
									 فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
				 
 
       
       
