فيلادلفيا نيوز
عادت شلالات حمامات ماعين بالتزامن مع عودة الحياة إلى طبيعيتها، لانخفاض المنحنى الوبائي لفيروس كورونا في المملكة، إلى استقبال روادها من الباحثين عن الاستشفاء بالمياه العلاجية الساخنة، والهدوء والاسترخاء، في مشهد يعز مثيله.
ويعتبر منتجع حمامات ماعين الذي يبعد عن مدينة مادبا مسافة 46 كم، جنوب غرب عمان من أهم الواجهات السياحية العلاجية على مستوى الشرق الأوسط، لكونه يقع في واد سحيق ينخفض 150 مترا عن سطح البحر، تحيط به جبال شاهقة داكنة اللون، تشق صخوره مياه ساخنة تنهمر عيونا وشلالات في مشهد خلاب.
ويمتلك المنتجع مقومات في مجال العلاج الفيزيائي الاستشفائي للعديد من الأمراض الروماتيزمية المزمنة، وأشجان العضلات والآم الظهر وأمراض الأوعية الدموية والدوالي والأمراض الجلدية والمصابين بالإرهاق العصبي والنفسي والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة، وفق اخصائي العلاج الطبيعي الدكتور ماهر المعايعة.
ويؤكد المعايعة، أن ما يميز حمامات ماعين عن غيرها هو مياهها الكبريتية الغنية بالأملاح والمعادن الطبيعية بنسبة عالية، قلما تتواجد في العالم بشكل طبيعي.
ويقول مدير عام منتجع حمامات ماعين جورج السيوطي، أن مياه المنتجع الساخنة التي تخرج من رحم الأرض وتصب في الشلالات والبرك الطبيعية المنحوتة في الصخور بفضل العوامل الطبيعية، يجعلها على رأس قائمة الأماكن السياحية للزوار، حيث يسهم هذا التنوع في العلاجات الطبيعية، لجعل منتجع حمامات ماعين مقصدا للاقامة العلاجية الفيزيائية، بسبب توفر المياه المعدنية والصحية فائقة الجودة، التي تتيح إمكانية الوقاية والاستشفاء والاسترخاء.
ويضيف السيوطي، أن المنتجع يتيح لزائريه الحصول على علاج وتشخيص على أعلى مستوى، وقضاء القوت بالصحة والاهتمام بالعافية واللياقة البدنية والاستفادة من فوائد الحمامات الاستشفائية.
وتشهد مرافق المنتجع إقبالا من الزوار، بعد أن أجرت إدارة المنتجع الصيانة اللازمة للشلال الرئيسي، وتنفيذ مشاريع خدمية تتمثل في تخصيص أماكن للتنزه وإقامة المرافق العامة لتقديم الخدمات لمن يقصدون المنتجع، وفق عدد من الزوار.
ويؤكد الزائر محمد القديس، أنه قصد منتجع حمامات ماعين برفقة اسرته، للاستمتاع بمياه شلالاته الدافئة والعلاجية، مضيفا أنهم ملوا المكوث في المنزل خلال فترة الحجر المنزلي، بسبب تدابير الوقاية من فيروس كورونا.
ويتابع :” منتجع حمامات ماعين من أفضل الوجهات السياحية العلاجية والترفيهية في مرحلة ما بعد فيروس الكورونا، نظرا للأجواء الهادئة والمناظر الطبيعة الخلابة التي يوفرها.
وأعرب المحامي إسلام حيدر ابو حيدر عن إعجابه بما يحتويه منتجع حمامات ماعين الذي يزوره باستمرار، مشيرا إلى أن الفترة الماضية لم يستطع الخروج من منزله، بسبب حظر التجول الذي فرضته الحكومة على المواطنين لمكافحة فيروس كورونا، لكنه وبمجرد رفع الحظر سارع لزيارة المنتجع للاستمتاع بمياه شلالاته، التي تنحدر من أعلى الصخور وممارسة رياضة السباحة في الأماكن المخصصة، مشددا على أن المنتجع من الواجهات السياحية الرئيسية الذي لا بد من زيارته.
وما يجلب انتباه أبو حيدر اللوحة الجمالية لمياه الشلالات التي تنحدر من الجبل، وتشق تعاريج ساحرة، بحسب وصفه ” لوحة طبيعية تجلب المتعة والسحر للمكان”.
ويقول الزائر مسعود حسن، أن اختياره زيارة منتجع حمامات ماعين، جاء بسبب طبيعته الخلابة، وأجواء الراحة فيه، فضلا عن الفائدة العلاجية التي يكتسبها الزوار، وخاصة الذين يعانون من الأمراض المزمنة، واصفا اياه بـ” قطعة من الجنة في الأرض”.
ويؤكد مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، أن النشاط السياحي بدأ يعود بشكل متفاوت، بعد أن أطلقت وزارة السياحة برنامج ” أردننا جنة “، والذي يهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية، حيث تدفع الوزارة 40 % من التكاليف الرحلات، وذلك دعما لتنشيط السياحة الداخلية، مشيرا إلى أن منتجع حمامات ماعين ضمن المواقع السياحية في البرنامج، وذلك لأهميته العلاجية الاستشفائية.