فيلادلفيا نيوز
“كل موسم نجد قطعا أثرية قادمة من دول العالم ما ولّد الشغف عندي لمعرفة من أين أتت وكيف”، بهذه الكلمات أجابت سوسن الفاخري عن سبب اختيارها الغوص في مياه البحر الأحمر لتكتشف ارثا يؤرخ للجنوب الاردني.
الفاخري، المديرة السابقة لآثار العقبة، تعد أول خبيرة أردنية متخصصة في الآثار الغارقة تحت الماء، تقول لوكالة الانباء الاردنية، إن هذا الشغف بدأ في آيلة منذ عام 1991 خلال الحفريات الاثرية في موقع آيلة برئاسة الدكتور دونالد ويتكمب، حيث “حفرنا مواسم عديدة بحكم عملي كمديرة لآثار العقبة”.
وأضافت أنه وفي كل موسم وعند دراسة القطع الاثرية “نجد العديد منها قادمة من مناطق مختلفة قادمة من مصر والمغرب واليمن واثيوبيا والصين وقد وصلت عن طريق البحر، وهذا ما أثار الكثير من التساؤلات عن كيفية وصول هذه التجارة الى آيلة؟ وأين كانت تُخزّن؟ وأين ميناء المدينة، الذي جاءت على ذكره كثير من المصادر التاريخية والجغرافية؟ وبينت، أنه خلال الحفريات التي قامت بها في الجزء الغربي خارج المدينة، تم اكتشاف غرف ومخازن ومساجد تتجه الى البحر وهي ترجع الى الفترتين الاموية والعباسية، مما دفعها للاعتقاد ان الامويين خلال بناء آيلة استقروا في الجزء الغربي خارج المدينة.
ولفتت إلى أن الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، أنهت المسح البحري لشاطئ مدينة آيلة الاسلامية من خلال وحدة الإرث البحري بين 8 أيلول حتى 25 أيلول من العام 2017 والتي تقوم بتنفيذ مشروع “استكشاف الارث البحري في العقبة” بدعم من مشروع استدامة الإرث الثقافي وبالشراكة مع المجتمعات المحلية SCHEP والممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID.
وبينت أن المشروع يهدف للبحث في امتدادات معمارية للمدينة الاثرية، والتحقق مما ورد في المصادر التاريخية، وكتب الرحالة من وجود ميناء للمدينة لعب دورا بارزا في التاريخ الاسلامي سياسيا واقتصاديا، كما ان العثور على اي مرافق اخرى ستثري المعلومات التاريخية عن آيلة الإسلامية، وتضيف معلومات جديدة عن التاريخ البحري في الاردن.
واضافت أنها قامت قبل البدء بالمشروع بدراسات معمقة حول الموقع لوضع فرضية واحتمالية مكان وجود ميناء آيلة، وشملت الدراسات السابقة الاطلاع على المصادر التاريخية التي تحدثت عن آيلة من قبل المؤرخين والجغرافيين والاطلاع على كل ما كتبه الرحالة الذين زاروا الموقع وقاموا بوصفه، وكل ما نشر على الانترنت من صور جوية للموقع وقراءة صور فضائية باستخدام برنامج Google Earth ورصد مؤشرات منها.
وبينت أنها قامت بجولات ميدانية بالقارب على الجزء البحري المقابل لشاطئ المدينة الاثرية لتحديد حدود واعماق منطقة المسح البحري وتحدد الاجسام الكبيرة في قاع البحر والتي تساعد في تحديد اولويات المسح البحري، وكان لابد من الاستعانة بالخبرة التقنية تحت الماء، وهي تستدعي خبرة في مجال تنزيل المجسّات والتعامل مع الاجهزة، لذلك تم الاستعانة بالخبير الاقليمي من مصر “اسلام سليم” مفتش اثار من إدارة الاثار الغارقة، وهو من الاشخاص المشهود لهم في العمل الاثري تحت الماء، وقد كان له دور كبير في انجاز مشروع اكتشاف الارث البحري في العقبة.