فيلادلفيا نيوز
باع سوري يقيم في مخيم الحرمين بتجمع الكرامة، بالقرب من بلدة أطمة على الحدود السورية التركية، طفله البالغ من العمر خمس سنوات، بمبلغ قدره 300 ليرة تركية (56 دينار اردني تقريبا)، مدعيا حاجته للنقود، بحسب الضبط الذي نظمه مخفر شرطة تجمع الكرامة.
وكان السوري نزح من حي السكري في حلب الشرقية ، إلى مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية، عقب الحصار والقصف الشديدين اللذين تعرض لهما الجزء الشرقي من المدينة، من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية له، بغطاء من الطيران الحربي الروسي، واللذين انتهيا باتفاقية قضت بإخراج المدنيين والمعارضة المسلحة من الأحياء الشرقية أواخر الشهر الماضي.
وقال رئيس مركز شرطة “الكرامة الحرة” في تجمع مخيمات الكرامة ان شخصا نازحا إلى المخيم من حماة ابلغ السبت الماضي، عن شراءه للطفل محمد من والده المقيم بالمخيم ذاته، بمبلغ قدره 300 ليرة تركية.
واضاف ان الاب احضر فورا ، و اعترف بما نسب إليه ، قائلا ان الحاجة الماسة للنقود هي التي دفعته إلى ذلك، حيث إنه فقد كل شيء بعد خروجه من حلب للتوجه إلى مخيمات اللجوء .
وبين ان الرجل سيحال للقضاء المختص ، علما ان والدة الطفل مطلّقة من والده، ومتزوجة من مواطن تركي، وتعيش معه في تركيا، لذلك بقي الطفل في منزل المشتري يوما كاملا ، قبل تسليمه لشقيقة الأب المتزوجة في المخيم .
وأكد أن الشخص الذي قام ببيع طفله في كامل صحته العقلية والجسدية، ولا يعاني من أي مرض نفسي أوما شابه، مبينا أنها الحادثة الأولى من نوعها في تجمع مخيمات الكرامة، الذي يعد من كبرى المخيمات في الشمال السوري على الحدود السورية التركية.
من جهته؛ قال اناشط أبو الجود الإدلبي، إن أوضاع النازحين القادمين من حلب وغيرها من المحافظات “صعبة للغاية، وأغلبهم انتقلوا للعيش في خيم أو مراكز إيواء تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة بحسب عربي 21 .
وأوضح أن إيجارات المنازل المرتفعة في المناطق الحدودية حرمت هؤلاء النازحين من استئجارها ، باستثناء من كانت حالته المادية جيدة، مشيرا إلى أن إيجار المنزل يصل إلى 200 دولار شهريا، أي ما يعادل 100 ألف ليرة سورية، “وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لآلاف العائلات التي لا تستطيع تأمين قوت يومها .
وأضاف أنه مهما كانت الحاجة كبيرة، والضغوطات النفسية كثيرة ، فإنه يجب أن لا يصل الأمر إلى بيع الأطفال مقابل الحصول على النقود.
لكنه قال أن حادثة بيع الطفل محمد تكررت في الريف الشرقي لمحافظة إدلب، حيث باعت سيدة منذ أشهر على طفلها بسبب الحاجة، بمبلغ قدره 300 دولار أمريكي، قبل إرجاعه لها من قبل المسؤولين في المنطقة .
وحذر الناشط من انتشار هذه الجريمة ، داعيا المنظمات الخيرية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الفقراء والمحتاجين، وخاصة النازحين الذي هجروا قسرا من بلدانهم وقراهم، تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم، وتقديم المساعدة لهم، وفي مقدمتها توفير وسائل التدفئة، في ظل البرد القارس الذي تتعرض له المنطقة .