فيلادلفيا نيوز
يتساءل البعض هل كل الآثار التي نتجت عن فيروس كورونا سلبية؟ أم أن هناك آثار إيجابية له، ومن خلال البحث في العديد من المصادر العربية وغيرها وجدت جملة من الآثار التي نتجت عن هذه الأزمة.
أهم الآثار النفسية لفيروس كورونا على الناس:
– من الآثار النفسية لفيروس كورونا على الناس أنه ولّد لدى الناس قاطبة شحنات انفعالية قوية يصعب التحكم فيها، تتولد عنها في الغالب تداعيات نفسية من قبيل الخوف الزائد والقلق الحاد واضطراب المزاج والنوم.
– هذا الوباء سيؤثر فيما يبدو على الصحة النفسية لساكني العالم قاطبة، والأكيد أن تداعياته المختلفة ستكون ثقيلة وثقيلة جدًا، وستتأثر جوانب الحياة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
والإنسان بطبعه كائن ينتابه الخوف والقلق متى واجه الأوبئة أو الأزمات، ويصيبه الغم والتوتر والهلع بفعل الأفكار والتخيلات، وللخروج بسلام من الآثار النفسية المصاحبة لهذه التداعيات، فعلى الإنسان إتباع إحدى الإجراءات أو الاستراتيجيات التالية أو جميعها:
1. العزل الصحي باعتباره إجراءً ضروريًا: فحسب ما يوصي خبراء الأوبئة فإن هناك إجماعًا على أن العزل أو الحجر الصحي هو الإجراء المضمون نتيجة لتفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد، السريع الانتشار والوخيم العواقب، فهو يشكل الأسلوب العلاجي الوحيد الواقي من احتمال الإصابة بهذا الوباء، رغم تداعياته النفسية الكبيرة المتمثلة بالخصوص في وصم المصاب اجتماعيًا وتهميشه وإشعاره بالذنب نتيجة نقله للعدوى لأهله ومحيطه، والعزل الصحي يمثل تجربة مريرة تترجمها لدى الشخص المصاب وغير المصاب على حد سواء اضطرابات في المزاج والانفعال والنوم.
2. التركيز على الحاضر بدل التفكير في المستقبل: فالإنسان في أوضاع الأزمات والمحن مطالب بأن يعيش الحاضر، والتركيز على كل ما هو إيجابي، والابتعاد عن كل ما هو سلبي، وتدبير العالم الداخلي والأفكار بنوع من الهدوء والحكمة الإيجابية بعيدًا عن المخاوف المرعبة والمشاعر المؤلمة والانجرافات الكابحة لكل ما هو إيجابي في السلوك الناجع والتصرف الهادف، فهو مطالب بالسيطرة على انفعالاته ومخاوفه بعيدًا عن التهويل والمبالغة في ردود فعله، وعن الاستسلام لتلك الانفعالات والمخاوف في اتخاذ قراراته واختيار أفكاره وانتقاء سلوكياته. عبر اعتماد برنامج لتجويد المعيشة اليومية، تغذّيه ممارسات وأنشطة قوامها حسب بعض خبراء الصحة الجسدية والعقلية ما يلي:
أ. الاهتمام بالصحة الجسدية بمداومة حمية صحية تساعد على تقوية الجهاز المناعي، مع ترك المشروبات الغازية و السُكّريات ، ثم ممارسة أنشطة رياضية، وتفادي الجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب لساعات وفترات طويلة.
ب. العناية بالصحة العقلية بتفادي الضغط والتوتر والخوف والحيرة من خلال الإكثار من القراءة وممارسة الهواية المفضلة كالرسم والنحت واللعب والفكاهة.
ت. التسلح بالقيم الإنسانية الإيجابية في مثل هذه الأوقات العصيبة، وفي مقدمتها التعاطف والتكافل والتضامن وإظهار اللطف تجاه الذات والآخرين.
ث. تفادي كثرة سماع الأخبار والشائعات التي تزيد التوتر والإحباط، مع الإقبال على المعلومات ذات المصادر الموثوقة.
أهم التأثيرات الإيجابية المباشرة لفيروس كورونا المستجد:
ليس تحت النار رماد دومًا، ولعل هذا ما ينجلي تحت هذه الجائحة المسماة فيروس كورونا، ويمكن القول إن أبرز التأثيرات الإيجابية كالتالي:
1. ارتفاع مستوى الإيمان بالله والارتباط به لدى غالبية البشر، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو اللغة أو الثقافة.
2. سخافة المال والجاه والشهرة والترف أمام قيمة الصحة والأمن والروابط العائلية والتضامن والتكافل الأجتماعي.
3. أهمية مساهمة العلم والعلماء، الأطباء والخبراء، ثم الإعلاميين في العودة بالحياة إلى وتيرتها العادية من خلال إنقاذ الأرواح ومواجهة تداعيات الوباء.
4. محدودية أطروحة ذكاء الإنسان وتفوقه ونسبية تطور علومه وتمكنه من الطبيعة وخباياها.
5. التصالح مع الذات في إطار خُلوة العزل الصحي لتأمل مشاكل الحياة ومواجهة آفة الوباء وتداعياته، بعيدًا عن ممارسات تجار الأزمات الذين يمتهنون الاحتكار والابتزاز وتسويق المحن.
سعود بن ساطي الهذلي
أخصائي نفسي – ماجستير صحة نفسية