فيلادلفيا نيوز
أطلقت مجموعة زين تقريرها السنوي الرابع في قيادة الفكر على هامش مشاركتها في أعمال المؤتمر العالمي للهواتف النقالة MWC ، والذي تستضيفه برشلونة في الفترة من 26 فبراير – الأول من مارس 2018.
وذكرت المجموعة في بيان صحافي أن التقرير الذي جاء تحت عنوان ‘ تحسين فرص الحياة بتمكين الناس.. زين كاش ‘، يسلط الضوء على دراسة حالة في السوق العراقية، وذلك بقياس التأثير العميق لخدمة (زين كاش) – وهي خدمة مصرفية متنقلة – على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العراق، ومدى الدور المهم الذي من الممكن أن تلعبه الخدمات المصرفية المتنقلة، ومدى تأثيرها، والتحديات التي تنشأ عندما يتعلق الأمر بطرح هذه الخدمات في السوق، وكذلك مدى الحاجة إلى التشارك مع الأطراف ذات الصلة الأساسية، وأخيرا كيفية إسهام الخدمة في أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الأمم المتحدة.
وأوضحت زين أن نسبة كبيرة قوامها 89 في المئة من السكان في العراق ما زالوا محرومين من الخدمات المصرفية، وفي ظل هذا التحدي الهائل، فإن شركة زين العراق اتخذت قرارا استراتيجيا وأخذت على عاتقها أن تساهم في علاج هذه المسألة من خلال أنشطة أعمالها الجوهرية، ولذلك ومن خلال منظور القيمة المشتركة شرعت الشركة في معالجة هذا الأمر.
وبينت المجموعة التي تملك وتدير 8 شبكات متطورة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أنه على الرغم من التحديات التي يواجهها المجتمع العراقي في دفع خطط التنمية، فإن السكان لديهم معدل انتشار اتصالات متنقلة مرتفع، وهو ما يخلق فرصة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالخدمات المصرفية المتنقلة، وبالنسبة للعراق بصفة خاصة، فإن الوصول إلى خدمات مالية آمنة وسهلة هو ضرورة حتمية، إذ أن حركة النزوح التي وقعت في بعض المناطق مثلت كارثة حقيقية، وعلاوة على ذلك، فإن المجتمع العراقي يواجه تحدي القدرات الإنتاجية، من أجل خلق فرص عمل مربحة تسهم في نهاية المطاف في تعزيز الدخل وبناء القدرات.
وقال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة زين بدر ناصر الخرافي في تعليقه على نشر التقرير ‘ لقد شهدنا كيف أن التكنولوجيا لعبت دورا غير مسبوق في ما يتعلق بالتأثير ايجابيا على رفاه المجتمعات، حيث أدى تطورها السريع إلى اعتماد منتجات وخدمات جديدة في الأسواق، وأدى ذلك إلى الاعتماد على منح شركات الأعمال فرصة لتحقيق النمو، وهو الأمر الذي أدى مع مرور الوقت إلى خلق قيمة هائلة للجميع’.
وأوضح الخرافي قائلا ‘ في عالمنا اليوم، أصبحت شركات الأعمال تدرك أهمية أن يكون لديها رابط قوي مع المجتمع، إذ أصبح يُنظر إليها على نحو متزايد على أنها مسؤولة عن تأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في عملها المؤسسي’.
وأضاف قائلا ‘ ‘بشكل عام، فإنه يستحسن بالنسبة للشركات أن تتفهم بالكامل أوجه القصور التي تواجهها المجتمعات وأن تحدد الفرص التي توفرها تلك التحديات، والمعادلة تتحقق عندما تعالج الشركة تلك التحديات من خلال أنشطة أعمالها الجوهرية، فمن خلال اعتناق هذا النهج، ستشهد المؤسسة نموا ماليا، بالإضافة إلى توفيرها قيمة هائلة للمجتمع’.
وبين الخرافي قائلا ‘كما أن القيمة المشتركة، وخلق القيمة ينبغي أن يكونا في صميم استراتيجية الشركة، إذ أن ذلك سوف يسهم في استدامتها من خلال خلق طريقة جديدة لتحقيق النجاح الاقتصادي، وتقرير قيادة الفكر لهذا العام يستكشف كيف أن خدمة زين كاش، هي نموذج مثالي لبناء روابط قوية بين نشاط مجموعة زين الجوهري من ناحية وبين التأثير الذي تُحدِثه هذه الخدمة في معيشة وحياة الناس ‘.
وأشار إلى أن العراق حالة خاصة وفريدة من نوعها نظرا لعدم الاستقرار الذي عاشه منذ ما يقرب من عقد ونصف، وكانت خدمات الاتصالات المتنقلة، واحدة من أعظم الأدوات الاجتماعية والاقتصادية التي اكتسبها المجتمع العراقي خلال هذه الفترة، ونحن فخورون جدا بالعمل في هذا البلد، ونشعر بالرضا لرؤية التأثير الإيجابي على المنتجات المبتكرة التي تشهدها السوق، ومدى تأثيرها في حياة الملايين’.
وتابع الخرافي قائلا’ نؤمن أن تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة تلعب دورا أساسيا في تسهيل المعاملات المالية، حيث أن الترابط بين تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة، والخدمات المالية يفتح أبوابا أمام احتمالات كثيرة عندما يتعلق الأمر بالمجتمعات المهمشة والمحرومة من الخدمات’.
وأفاد بقوله ‘ كما أن الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة لمعالجة هذه القضايا سوف يؤثر بشكل كبير على المجتمع ويخلق تحولا في معيشة الناس، فالخصائص المتنوعة لخدمة زين كاش، وما تقدمه من حلول تحويل الأموال وتوزيع المبالغ النقدية من خلال أجهزة الهواتف النقالة، تسهم بشكل كبير في تمكين الأفراد الذين لا يمكنهم الوصول إلى الأدوات المصرفية التقليدية، من خلال بوابة آمنة ‘.
من ناحيتها قالت المدير التنفيذي للاستدامة في مجموعة زين جينفر سليمان ‘ في ظل النمو والتطور السريع لتقنيات المعلومات والاتصالات في الأسواق العالمية، فإننا نستطيع أن نؤكد الآن أن هذه التطورات باتت تسهم حاليا في تغيير بيئات المنظومات التقليدية، حيث فرضت هذه التقنيات نموذجا معياريا جديدا في ما يتعلق بالكيفية التي يمكن للمجتمعات من خلالها أن تنمو وتزدهر بطريقة أكثر اشتمالية تتسم بالمساواة’.
وأضافت بقولها ‘بالنظر إلى الدول التي شهدت صراعات واضطرابات سياسية، فإن الخدمات التقنية الجديدة يمكن أن تساعد بشكل كبير في عملية تعافي وإعادة إعمارها، وبالنسبة لمجموعة زين، وباعتبارها رائدة إقليميا، فإنها اتخذت خطوات ملموسة من أجل أن تلعب دورا نشطا وحاسما في قيادة جهود التنمية في مختلف أسواقها’.
ومن جانبه قال رئيس خدمة زين كاش في العراق يزن التميمي ‘ ندرك الأهمية المتزايدة لأجهزة الهواتف النقالة وأصررنا على أن نلعب دورا محوريا في مهام الإنقاذ، التي تمتد إلى مناطق مخيمات اللاجئين، حيث أسهمت تغطية الاتصالات المتنقلة في جعل جهودنا أكثر قيمة في مجالات جهود الإغاثة، كما قادتنا قدراتنا إلى التحالف مع منظمات غير حكومية رئيسية من أجل التغلب على التحديات المشتركة، وهذا التقرير يستعرض منافع تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة للمستفيدين ولوكالات الغوث الإنسانية على حد السواء’.
يذكر أن الأموال المتنقلة وقنوات المدفوعات الرقمية تعتبر عناصر تمكين مهمة في تحقيق بعض المستهدفات التي تندرج تحت أهداف التنمية المستدامة(SDGs) ، والتي هي عبارة عن أجندة عالمية تهدف إلى إنهاء الفقر، ومعالجة تأثيرات التغيّر المناخي وضمان السلام والإزدهار للجميع، ولهذا يسلط تقرير زين في قيادة الفكر الضوء على الجهود التي تم بذلها من جانب المجموعة من أجل توفير امكانية الوصول إلى الخدمات المالية المتنقلة للمواطنين العراقيين، الذين عانوا من امكانية الوصول إلى الخدمات المصرفية في ظل الاضطرابات السياسية التي شهدها العراق.
وقامت شركة زين العراق بتحديد الأطراف ذات الصلة لنشر خدمة زين كاش لتوزيع الأموال النقدية، وهي : البنك المركزي العراقي، نقاط بيع وتجار تجزئة محليين، المنظمات غير الحكومية ووكالات إغاثة، اللاجؤون والنازحون، والوزارات الحكومية، وقد زودها الاستبيان الذي أجرته على اللاجئين والنازحين، برؤى ثاقبة ذات مغزى عن الكيفية التي يمكن من خلالها تحسين خدمة زين كاش عند تقديمها، وقد كان هدف هذا الاستطلاع المسحي هو الحصول على لمحة حول التركيبة السكانية للعملاء، وعلى ماذا أنفق اللاجؤون والنازحون الأموال التي استلموها التوزيعات النقدية، وأخيرا كيف أسهمت خدمة زين كاش في إحداث تحولات في حياتهم.
وعندما يتعلق الأمر بالكيفية التي ينفق بها اللاجئون الأموال، فإن معظم اللاجئين والنازحين ينفقونها على الإيجارات، والرعاية الصحية، والطعام، وطريقة المساعدات هذه تمنح اللاجئين والنازحين حرية اختيار ما ينفقون الأموال عليه، أما الجانب التحولي للخدمة فإنه يتضح مع اللاجئين والنازحين الذين واجهوا وما زالو يواجهون العديد من الصعوبات عندما يتعلق الأمر بتلقي وتوزيع الأموال النقدية، إذ أنهم الآن يتلقون الأموال النقدية في غضون ثوان.
ومن خلال الاستطلاع المسحي، اختار اللاجؤون والنازحون تلقي الأموال في أي وقت باعتباره الجانب الأكثر نفعا ومنحا للحرية في هذه الخدمة، وبالمقارنة مع الطرق التقليدية، فإن اللاجئين والنازحين قالوا إنه قبل استخدام هذه الخدمة كان يتعين عليهم أن يسافروا لمسافات طويلة، وكانوا لا يستلموا الأموال في الوقت المحدد، بالإضافة إلى التعامل مع مخاطر تعرض الأموال التي كانوا يتلقونها للسرقة، ومن خلال الاستطلاع المسحي، لم يعبر اللاجؤون والنازحون فقط عن الجانب التحولي للخدمة، ولكنهم بينوا مدى الحاجة إلى زيادة أعداد نقاط البيع في أرجاء العراق.