فيلادلفيا نيوز
أعرب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس القمة العربية، عن الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني، على ما بذله من جهود مميزة خلال رئاسته الدورة السابقة.
وقال إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد الملك سلمان استنكاره ورفضه لقرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس، منوها بالإجماع الدولي الرافض لهذا القرار، ومؤكدا أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.
وفي الشأن اليمني، أكد التزام بلاده بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، وتأييد الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216.
وفي الشأن الليبي، أكد العاهل السعودي أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.
وقال إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم، هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية، مجددا الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ورفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية.
واطلق على قمة الظهران اسم “قمة القدس”، معلنا عن تبرع السعودية بمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، إلى جانب التبرع بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الاوقاف الإسلامية في القدس.
من جهته أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن عميق التقدير والعرفان لما قام به جلالة الملك عبد الله الثاني من جهود، وبما اضطلعت به المملكة بقيادة جلالته الحكيمة من اتصالات وإجراءات خلال عام القمة الثامنة والعشرين في مختلف القضايا والأزمات العربية التي واجهتها الأمة العربية.
وعرض في كلمته امام اجتماع القمة العربية، لابرز الملاحظات بشأن الوضع العربي، ولاسيما الانتكاسة التي شهدتها القضية الفلسطينية “القضية المركزية”، والمتمثلة بالإعلان الأميركي غير القانوني بشأن مصير القدس.
وفيما يتصل بالأزمة السورية وتطوراتها الأخيرة، دعا لصياغة استراتيجية عربية مشتركة، تسهم في الدفع بالحل السياسي للأزمة السورية، على أساس مسار جنيف والقرار 2254، وبما يحقن دماء السوريين .
وشدد على ضرورة التكاتف لوقف التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، و”التي لا تستهدف خير العرب أو صالحهم”، بل اصبحت مصدرا لعدم الاستقرار داخل اليمن، وتهديدا لأمن السعودية والجوار، ما يستوجب من العرب جميعا أن يقفوا وقفة واحدة، ويتحدثوا بصوت موحد لإدانة هذا التخريب والتدمير والعدوان، والتضامن مع السعودية في الإجراءات الجادة التي تقوم بها لصون أمنها ومصالحها وحماية مواطنيها.
ودعا سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لبذل جهود مضاعفة لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي كونها “تمثل تحديا يضعف من تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي نتعرض لها وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص بنا ويريد السوء لأمتنا”.
وأعرب عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني على جهوده المقدرة خلال ترؤسه أعمال القمة العربية في دورتها الماضية.
وأكد أهمية تفعيل العمل العربي المشترك، وان يتم التوصل إلى توصيات وقرارات لتفعيل العمل العربي المشترك وتعزيزه.
ودعا لتفعيل دور مجلس الأمن في حل القضايا العربية والاقليمية والتخفيف من آثارها “التي عانينا منها لعقود طويلة “خصوصا الأزمة السورية.
وأكد التزام الكويت بالوفاء بالتزاماتها الإنسانية لمساعدة السوريين والتخفيف من آثار أوضاعهم الإنسانية.
وجدد ادانة واستنكار الهجمات الصاروخية المتكررة على المملكة العربية السعودية، مشيدا بجهود دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن والدور الإنساني لدول التحالف لمعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة فيه.
وفيما يتعلق بالمسيرة المتعثرة للسلام في الشرق الوسط، أعرب عن عميق الأسى من قرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس كونها تحالف قرارات الشرعية الدولية، داعيا لتراجع الإدارة الأميركية عن هذا القرار .
بدوره، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ثقته بحكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدعم آلية العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون المشترك في الوقت الذي تواجه فيه الأمة تحديات عديدة خصوصا من الناحية الأمنية.
كما أكد أن خطر الإرهاب يواجه كل الدول العربية، معرباً عن أمله في تشكيل منظومة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب.
وأوضح السيسي أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، لافتا إلى أن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل غير قابل للمساومة.
وفي الملف السوري، طالب بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سورية.
وقالت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، إن الشعب العراقي أظهر شجاعة فائقة في مواجهة إرهاب داعش، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيمياوية في سورية.
وأكدت أهمية التنسيق العربي والاوروبي من أجل سلام الشرق الأوسط، ومحذرة من تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولا سيما في غزة، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
من جانبه، أعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني، على إدارته الحكيمة للقمة العربية خلال فترة رئاسته، والمتجسدة في مبادرات الأردن وإسهاماتها الواضحة في تطوير العمل العربي المشترك.
وأكد أن التعاون بين العرب سيحفظ للدول العربية مقدراتها، ويضمن لها أمنها واستقرارها، “لتتمكن من صد التدخلات الخارجية المتكررة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، وبالتالي إعادة ترتيب الأوضاع في منطقتنا وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية مصالحنا وحفظ أمن واستقرار شعوبنا”.
وجدد مطالبة المجتمع الدولي بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية.
وأكد موقف بلاده الثابت تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته “الذي يأتي في صدارة أولوياتنا”، مشددا على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، أحمد فقي، في كلمته إننا مطالبون بتعبئة الطاقات للإعداد للقمة الافريقية الخاصة في الرياض السنة المقبلة لوضع حد للتحديات التي تواجه الدول الأفريقية، وفي مقدمتها الفقر والتطرف والإرهاب.
من جهته دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤتمر القمة العربية، لتبني ودعم خطة السلام، التي طرحها في شباط (فبراير) الماضي بمجلس الأمن الدولي.
وأوضح عباس أن خطة السلام التي تستند إلى المبادرة العربية، تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق المبادرة العربية كما اعتمدت.
وقال الرئيس عباس في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية العادية الـ29 “قمة القدس”، إن الإدارة الأميركية الحالية، خرقت القوانين الدولية، بقرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وجعلت من نفسها طرفاً في الصراع وليست وسيطاً منفرداً لحله، ما جعل الحديث عن خطة سلام أميركية أمراً غير ذي مصداقية.
وشدد الرئيس عباس على أن الجانب الفلسطيني لم يرفض المفاوضات يوماً، واستجاب لجميع المبادرات التي قدمت، وعمل مع الرباعية الدولية وجميع الإدارات الأميركية المتعاقبة وصولاً للإدارة الحالية، والتقينا مع الرئيس ترمب عدة مرات، وانتظرنا أن تقدم خطتها للسلام، إلا ان قراراتها الأخيرة شكلت انتكاسة كبرى، رفضتها غالبية دول العالم.
وأكد أنه لم ولن يدخر جهداً لإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني وتحقيق سلام ينعم به الجميع، مؤكدا أنه لن يفرط بأي حق من حقوق شعبنا، التي نصت عليها وضمنتها الشرائع الدولية.
وأعرب عن ثقته لمواصلة دعم أهل القدس ومؤسساتها، وفق الخطة التنموية الخمسية التي يرعاها البنك الإسلامي للتنمية، آملا تنفيذها ضمن جداول زمنية محددة.
وأكد ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس وفق ما أقره مجلس الجامعة العربية في آذار (مارس) الماضي.
وحضر جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة الغداء التي أقامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تكريما لقادة الدول ورؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في القمة العربية.-(بترا)