فيلادلفيا نيوز
واخيرا ، عادت الحياة في بلادنا الى طبيعتها وعاد الموظفون الى اعمالهم والناس للخروج من منازلهم والتجار والصناعيون والشركات الكبرى والصغرى والمطاعم والمقاهي عادت الى وضعها الذي كان قبل الحظر في منتصف شهر آذار الماضي، وعاد المؤمنون الى مساجدهم وكنائسهم، وهذا مؤشر جيد على ان الوضع الوبائي في الاردن مطمئن حسب تصريحات وزير الصحة واللجنة الوطنية للاوبئة.
كنا قد طالبنا بالفتح التدريجي للحياة العامة والاقتصادية والتخفيف عن الناس من الحظر لأن اغلب الحالات التي ظهرت منذ بداية شهر رمضان حتى الامس القريب كانت اما لسائقي شاحنات من خارج الاردن او حالات وافدة من الاشخاص الذين قدموا للاردن وموجودون في الحجر الصحي او لمخالطيهم.
اما الآن ،فالوضع والكرة هي في مرمى الناس والكل يراهن على الوعي العام للمواطنين مع هذا الانفتاح الكبير الذي بدأ اول امس السبت ولن يعود الى وضعه السابق الا في حالة ظهور اصابات ، لا سمح الله ، بشكل كبير سيؤثر على الوضع الصحي العام وعلى قدرة المشافي على تحمل هذه الاصابات.
والحقيقية ان ما رأيناه اول امس السبت وكأن الناس في عيد حيث الفرح باد على وجوه الناس الذين عادوا الى طبيعتهم بعد شهرين ونصف من الحجر المنزلي ولكن رأينا ، ايضا ، ان الالتزام بالتعليمات ،التي اعلنتها وزارة الصحة من حيث لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وغيرها من اجراءات وقائية ،كانت معدومة بنسبة كبيرة جدا. ويبدو وكأن الناس في واد آخر ،وبعيدة كل البعد عن التأثر بالدعايات الصحية والحملات المكثقة من التوعية بمخاطر هذا الفيروس الوبائي الذي ضرب العالم اجمع ولم يبق على دولة الا وسبب لها مشكلات صحية واقتصادية واجتماعية.
ربما لا نلوم الناس على هذا الوضع البعيد كل البعد عن الوقاية لأنه كان اليوم الأول لهم بعد اشهر من الجلوس في البيت بعيدا عن اعمالهم وحياتهم الطبيعية ، ولكن كلنا امل ان نرى التزاما اكبر في الايام القادمة خاصة مع عودة الموظفين في القطاع العام الى دوامهم بشكل اعتيادي وهو ما قد يؤدي الى ظهور حالات جديدة من الاصابة بفيروس كورونا حسب تحذيرات لجنة الاوبئة.
الحكومة ومنذ البداية ، وخاصة وزارة الصحة وخلية الازمة في المركز الوطني للامن وادارة الازمات، ادارت الازمة بشكل متميز بدءا بالحظر الشامل ثم الجزئي وتدريجيا باجراءات اخرى وصولا الى ما نحن عليه الآن وما رافق ذلك من حملات التوعية بمخاطر هذا الفيروس .لكن بعد كل هذه الامور التي اوصلتنا الى حالات بسطية من الاصابات اغلبها من مصدر خارجي فان الكرة بمرمى الناس ووعيهم بمخاطر مرحلة الانفتاح الكامل الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية خوفا من موجة ثانية من تفشي المرض.
الناس هم من سيقرر اما المضي قدما في حياتنا اليومية الطبيعية مع التعود على ظهور اصابات محدودة كل يوم واما العودة الى المربع الاول وظهور موجة ثانية من المرض مما سيعيدنا الى اجراءات حظر اشد كثيرا من الاولى .
awsnasam@yahoo.com